آخر الأخبار

الباحث مهدي براشد لـ«الديوان»  ….تراث الملحون يحتاج إلى اجتهاد و تدقيق

بعد أعمال مهمة في الدراسات المتعلقة بالثقافة الشعبية و اللسانيات ، يحضر الباحث و الإعلامي مهدي براشد لإصدار عمل جديد و نوعي ، هو في الأصل أطروحة ماجستير عن  التشكيل في قصائد “الحجام” (الوشام ) في الملحون المغاربي.

عمل عميق و دقيق لعدة اعتبارات ، منها :

ـ أنه فتحا في مجال البحث و تحقيقا لمعنى البحث باقتحام المجهول و ليس اجترار المعلوم .

ـ اشتغال  انخرط في حقول معرفية متعددة و هو ما يميّز معرفة تتجاوز ادعاء التقيد بالتخصص المغلق فلا يمكن بدون هذا الانفتاح أو الحوارية بتعبير باختين و كريستيفا تحقيق المثمر .

ـ أهمية الموضوع في زحزحة المعيارية المهيمنة و الانفتاح على الهامش بتعبيراته المختلفة .

ـ الالتفات إلى ترابط خاص بين المغربين الأوسط و الأقصى ، خصوصا في الشعر العامي و الغناء ، ترابطا يؤكد مرجعية الهوية المشتركة و في الوقت ذاته يعيد بناء الوعي بها جماليا و معرفيا .

ـ و دقة العمل بالتركيز على تيمة محدّدة ، و هي تيمة تقود إلى ما يتجاوز الأدب و الفن إلى حقول أخرى .

ـ الربط الرائع بين التعبير و التشكيل ، و استعادة ذلك الوصل يتيح تمثلا أكثر نضجا للموروث و للهوية .

و لكل ذلك يعتبر عملا مرجعيا ليس في تخصص الباحث فقط و إنما للمشتغلين في الفنون التشكيلية و الأنثربولوجيا أيضا .

و بما أنه  تدشينا في مجاله و نظرا لقلة المصادر و المراجع فإن العلامة كاملة لمهدي   .

و سبق لمهدي إصدار معجم عن العامية العاصمية و كتاب عن الأغنية الشعبية ، كما اشتغل في مجال التحليل اللساني لما يشهده المجتمع ، و اشتغل في حلقات بحث مع من يعتبرون نخبة الدراسات الألسنية و على رأسهم الدكتورة خولة طالب الإبراهيمي .

و صار مهدي مرجعا في كل ما له صلة بما ذكر ، فهو أعاد الاعتبار لما يتصل بالعامية  في التعاطي المؤسس علميا .

و للتفصيل كانت لنا دردشة مع مهدي عن الكتاب و عن محاور أخرى .

 السؤال : ما هي بواعث الاشتغال على هذا الموضوع ؟

مهدي براشد :على مدار أكثر من 40 سنة، تعاملنا مع الملحون المغاربي كشعر بلغنا عبر أغاني “الشعبي” هذا النوع الغنائي الذي ميز مدينة “دزاير” (الجزائر العاصمة) حتى لا يكاد يذكر أحدهما حتى يحيل إلى الآخر، واسترعى انتباهنا تميزه عن باقي الشعر العربي فصيحه وعاميه، إن على مستوى الموضوع أو على مستوى الشكل صورة وبناء وإيقاع. كان عرس الشعبي تتوحد فيه القصيدة والموسيقى والصورة لتهب لنا طقسا احتفاليا رائعا، وكانت قصائد “الوشام” لبن مسايب و”الْحَجَّامْ” لغانم الفاسي و”حجام” عبد العزيز المغراوي  إحدى القصائد التي كانت تشكل  هذا الطقس، خاصة قبيل طقس “ربط الحناء” في الختان أو الزواج. غير أننا ولزمن ليس بقصير تعاملنا معها على أنها قصائد غرامية “هزل”  لا غير .

منذ حوالي 10 سنوات رافقت مغتربة من الجزائر العاصمة إلى أزفون (150 كيلومترا شرق العاصمة، مسافة ساعتين) قطعناها ونحن نسمع أغنية “الْحَجَّامْ” لغانم الفاسي بأداء فنان أغنية الشعبي الراحل اعمر الزاهي.  ولأن المغتربة التي كانت معجبة بموسيقي الأغنية دون أن تفهم شيئا مما تسمع، كان علي أن أرافق سماعها بما تيسر من معاني الأغنية، وأنها تتحدث عن حجام وشم في صدر امرأة كذا وكذا من الأشياء .

سؤال : سبق لك طرح محورية العامية و حضورها في الفضاء العمومي ؟

مهدي : لقد مزجت العامية أو الدارجة كما يقال ،مزجت بروعة بين العربية و الأمازيغية و لغات  أخرى مثل الفرنسية ، هذه اللغات التي تغذي العامية سواء في معجمها او تركيبها او أصواتها ، تم بطريقة ما جزأرة كل ذلك .

 سؤال : ما المطلوب في دراسة الملحون؟

الجواب :  طبيعة شعر الملحون بصفته شعر شفهي انتقل، منذ وقت طويل، بالرواية قبل أن يدون بما اعترى متنه من أخطاء أثناء الانتقال مشافهة، ناهيك عن غرابة بعض قاموسه الذي يحتاج إلى اجتهاد لا تريح نتائجه دائما لا الباحث ولا القارئ .

 حاوره: محمد بن زيان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق