متابعات

المعرفة … رهان مصيري و استراتيجي

 المعرفة في صلب المعارك التي يشهدها العالم اليوم ، و المواجهة الحالية بين محور واشنطن و بين بكين ترجمة لذلك .

حروب تدار من المخابر و بالتقنيات المتناهية في الدقة إلكترونيا و معلوماتيا .

و لهذا كانت الدلالة و المغزى في إشراف    الوزير الاول عبد العزيز جراد   بالجزائر العاصمة على إطلاق البث التجريبي للقناة السابعة “المعرفة” و هي قناة تلفزيونية موضوعاتية عمومية خاصة بالتعليم عن بعد تبث عبر القمر الصناعي الجزائري ألكومسات -1 و ذلك  في سياق الاحتفال بذكرى اليوم الوطني للطالب.

و تختص القناة المذكورة في بتقديم الدروس في كل التخصصات لصالح تلاميذ كل الأطوار خاصة أقسام الامتحانات النهائية

  و لقد كانت جائحة كورونا محركا للالتفات إلى أهمية استثمار التكنولوجيا لضمان استمرارية العمل و أيضا ربح المال و التقليص من الكثير من التكاليف . و تجربة القنوات التعليمية المتخصصة معمول بها ، و في ما يخصنا فإننا في السابق و رغم أنه كانت قناة واحدة و حيز الوقت محدود ،  إلا أنه في الثمانينيات كانت هناك فقرات تعليمية و كانت هناك حصص تنافسية مثل ” بين الثانويات “.

و لكن تخصيص قناة كاملة لهذا الغرض ، يعتبر مهما و إضافة نوعية لباقة القنوات الرسمية .

و في سياق التحديات و الرهانات ، يصبح المطلوب ليس التعلم فقط و إنما التحيين المستمر للمعلومات ، و التواصل اليومي مع ما يتم إنتاجه ، و هو ما يفرض اكتساب المعرفة بلغات مختلفة و لقد أمر الوزير الأول، عبد العزيز جراد، بتخصيص حيز لتعليم اللغتين الإنجليزية والصينية عبر قناة “المعرفة“.

وقال جراد   إنه “لا يجب الاكتفاء بتعليم العربية و الفرنسية فقط، بل يجب تعزيز دور اللغتين الإنجليزية و الصينية”،  و ركز  ضرورة استثمار الأخيرة لفهم الحضارة و الثقافة الصينية “، و أن “تعليم اللغة الصينية بالأمر الهام، بسبب أن الصين أبانت عن ريادتها خلال أزمة كورونا و كيف تمكنت من التحكم فيها “.

 و في الحقيقة و منذ مدة أظهر شبابنا تفتحا و رغبة في اكتساب المهارات المختلفة و تعلم اللغات فهناك من تعلموا الكورية نتيجة تأثير المد الدرامي الكوري ، كما أن الصينية و التركية كانتا محل جذب و استقطاب ، خصوصا بالنسبة لمن ينشطون في قطاعات التجارة و الأعمال .

لكن كل ذلك لا ينسينا محورية الاهتمام بلغتنا و الاجتهاد من أجل الارتقاء بمستواها حتى تكون في مستوى تحديات و رهانات عالم اليوم ، و أن يكون في تحصيلنا و تعلمنا للانجليزية و الصينية و بقية اللغات ما ينفع في  اثراء قدراتنا التواصلية و امكانياتنا في الارتقاء بلغتنا .

و من المهم أن ننفتح على المتعدّد ، أن ندرس و نعتبر بتجارب أمم أخرى ، صاغت مسارات أدخلتها التقدم و التنمية ، بلدان كالقوى الصاعدة في أسيا إضافة للعملاق الصيني و القوة اليابانية ، هناك كوريا الجنوبية و الفيتنام و ماليزيا و سنغافورة و اندونيسيا و الهند

 و بلدان أخرى في بقية القارات . و العبرة ليس الاستنساخ لأن لكل بلد خصوصياته و لكل سياق اعتباراته و إنما الاعتبار و التدبر .

الصين التي تمثل قوة صاعدة ، في مواجهتها قوى قائمة و أخرى مثلها صاعدة ، الكاتب جسن أبو طالب يشرح من وجهة نظره ما يعرفه العالم راهنا فيكتب :”  منذ تفشي وباء «كوفيد – 19» عالمياً، والمعروف بـ«كورونا المستجد»، تركزت الأنظار على الطريقة التي تتعامل بها الدول المختلفة، لا سيما الكبرى، اقتصادياً وتكنولوجياً مع هذا الوباء، ومدى الفشل أو النجاح. وفي النقاش العام والمعولم في الوقت ذاته فرضت قضية من سيقود العالم بعد احتواء الوباء، وما هو شكل العلاقات الدولية المنتظر. وفي القلب من هذا النقاش المعولم طرحت وما زالت قضية احتمال تبوأ الصين مركز قيادة العالم بعد أن يتوارى الدور القيادي الأميركي العالمي بسبب فشل الإدارة الأميركية الحالية في التصدي للوباء”و يضيف:” ومن الدروس المستفادة من أزمة «كورونا» أن تركيز الدول الصناعية على استيراد ما يمكن إنتاجه محلياً من الصين وإغلاق تلك الصناعات في الداخل، سوف يصبح من الماضي، وحالياً تبذل الشركات الأميركية والأوروبية الكبرى جهوداً مهمة لإعادة هيكلة سلاسل التوريد التي تسيطر عليها الصين، من خلال التوطين في أكثر من بلد في القارات الخمس، مما سيؤدي إلى خفض حجم الإنتاج الصناعي الصيني لصالح دول أخرى، ويضعف بالتالي احتمال أن تتبوأ الصين المكانة الاقتصادية الأولى في غضون عقد من الآن“.

محمد بن زيان 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق