آخر الأخبارالحدثالدوليالوطني

عطاف يرافع من بكين من أجل أن تضع الشراكة العربية-الصينية نصب أولوياتها نصرة القضية الفلسطينية

الجزائر تبحث بناء علاقات مؤسساتية مع منظمة “شنغهاي”

اجتمع وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، ببكين، مع الأمين العام لمنظمة شانغهاي للتعاون، تشانغ مينغ، وهذا في إطار زيارة العمل التي يقوم بها إلى جمهورية الصين الشعبية بتكليف من رئيس الجمهورية.

وأفاد بيان الخارجية، أن اللقاء كان فرصة لاستعراض سبل بناء وتطوير علاقات ذات طابع مؤسساتي بين الجزائر ومنظمة شانغهاي، وهي العلاقات متعددة الأطراف التي ينتظر أن تضيف بعداً آخر لتعزيز ما يجمع الجزائر من روابط ثنائية متميزة سياسياً واقتصادياً مع الدول المنتمية لهذه المنظمة الدولية.

كما تبادل الطرفان، بهذه المناسبة، وجهات النظر حول التطورات المتسارعة على الساحة العالمية وما تفرضه من تحديات وجب على المنظومة الدولية مواكبتها والاستجابة لها على النحو الذي يحفظ الأمن والسلم الدوليين.

من جانب آخر، اجتمع الوزير أحمد عطاف مع نائب وزير المالية الصيني، لي يونز، حيث تطرق الطرفان إلى متابعة تنفيذ مخرجات زيارة الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، إلى الصين منتصف العام الماضي.

وقد تم التركيز بصفة خاصة على علاقات التعاون بين البلدين في شقها المالي، وآفاق الرقي بها إلى مستويات أرحب تأخذ بعين الاعتبار متطلبات الشراكة الواعدة التي تجمع بين الجزائر والصين.

وكان وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج, أحمد عطاف, قد ابرز بالعاصمة الصينية بكين, ما تم تحقيقه طيلة عقدين من الشراكة العربية-الصينية على الصعيد الدولي كشركاء ملتزمين بالمبادئ والقيم المكرسة في ميثاق الأمم المتحدة, داعيا الى أن تضع هذه الشراكة نصب أولوياتها القصوى في المرحلة الراهنة نصرة القضية الفلسطينية.

وقال عطاف, في كلمة يوم الخميس خلال أشغال الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي-الصيني, أن هذه الطبعة الجديدة من المنتدى مناسبة ليقف الجميع “وقفة تقييم بعد انقضاء عقدين من الزمن على تأسيس هذه الآلية الهامة” وهو التقييم الذي وصفه ب”الايجابي لما تم تحقيقه طيلة هذين العقدين من عمر الشراكة العربية-الصينية”.

وأضاف الوزير أن التقييم الايجابي هذا “يملي علينا أن نلاحظ بكل صدق وقناعة, أننا وفقنا أولا في ترسيخ توافقنا السياسي وفي توطيد شراكتنا الاقتصادية وفي تعزيز تقاربنا الثقافي والإنساني, وأننا وفقنا ثانيا في تحسين تموقعنا الجماعي على الصعيد الدولي كشركاء ملتزمين تمام الالتزام بالمبادئ والقيم والمثل المكرسة في ميثاق الإنسانية, ميثاق الأمم المتحدة”.

وقال أيضا “أننا وفقنا ثالثا وأخيرا في بناء نموذج للتعاون والشراكة (…) يمكن أن يحتذى به لتشجيع بناء علاقات متوازنة في عالم صار يشهد اختلالا في الموازين وتراجعا في القيم وتراكما في مظاهر الاستقطاب والتجاذب والتصادم بانعكاساتها وتداعياتها الثقيلة على الجميع”.

وبناء على هذه النجاحات, شدد عطاف على ضرورة أن “تضع الشراكة العربية-الصينية نصب أولوياتها القصوى في المرحلة الراهنة, نصرة القضية الفلسطينية في وجه ما تتعرض له غزة من عدوان إسرائيلي طال أمده ومن جرائم قل نظيرها في تاريخ البشرية شراسة وبشاعة وفظاعة”.

وأكد الوزير على وجوب أن يكون الموقف المشترك تجاه هذه القضية العادلة بالتأكيد اليوم على “المسؤولية الثابتة التي تقع على المجموعة الدولية, وعلى مجلس الأمن تحديدا”, موضحا أنه “اذا كان هذا المجلس قد عجز أن يمنع عن غزة ما طالها من قصف وتدمير وتهجير وتنكيل, فالأحرى به اليوم أن يدعم الزخم الدولي المتصاعد للاعتراف بالدولة الفلسطينية وتمكينها من العضوية الكاملة بمنظمتنا الأممية, وإنهاء عقود من إفلات الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني من المساءلة والمحاسبة والمعاقبة”.

ولم يفوت عطاف الفرصة, في هذا المقام, للتنويه ب”الموقف الصيني المشرف من العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة, ومن القضية الفلسطينية برمتها, والاشادة بدعم هذا البلد الصديق من مقعده الدائم بمجلس الأمن لمختلف المبادرات التي تقدمت بها الجزائر بصفتها العضو العربي في ذات المجلس نصرة لأشقائنا الفلسطينيين, بما في ذلك مشروع القرار الذي تقدم به وفد الجزائر منذ يومين فقط فيما يخص الأوضاع الكارثية في رفح الفلسطينية”.

أما فيما يخص الشق الاقتصادي للشراكة العربية-الصينية, فقد رحب السيد عطاف بالنمو المطرد الذي يسجله حجم المبادلات التجارية البينية وأشاد بانضمام جميع الدول العربية لمبادرة “الحزام والطريق” الطموحة التي أطلقتها الصين سنة 2013.

وفي هذا السياق, أعرب عن “تطلع الجزائر إلى تحقيق المزيد على درب تعزيز الاستثمارات البينية بغية السمو بالشراكة العربية-الصينية إلى آفاق أرحب وإضفاء طابع الاستدامة عليها من خلال نقل المعارف والخبرات والتكنولوجيا إلى اقتصاديات البلدان العربية”.

ومن هذا المنظور – يضيف الوزير – “فإننا نرحب ونثمن خطة العمل المستقبلية الثرية والطموحة التي تقدم بها هذه الصبيحة سيادة رئيس جمهورية الصين الشعبية”.

وفي الختام, أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج على “تمسك الجزائر بالشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تجمعها بجمهورية الصين الشعبية الصديقة منذ سنة 2014”, وهي الشراكة التي – كما قال – “يشهد حاضرها زخما متزايدا ونموا مطردا في سياق تجسيد النتائج الهامة التي أفضت إليها زيارة الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, إلى الصين منتصف العام الماضي”.

واستكمل في ذات السياق : “إن روافد الشراكة الاستراتيجية الجزائرية-الصينية تتمثل في الثقة والتفاهم والتعاون والتضامن, وعلى هذه الأسس الثابتة والصلبة, فإن بلدينا قد وفقا في تعبيد الطريق القويم لتعاون سمته النفع المتبادل والربح المتقاسم والتكفل المتوازن والمتكافئ بمصالح بلدينا الصديقين”.

 

 

 

شهرزاد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق