متابعات
أخر الأخبار

نحو نموذج اقتصادي جديد…  تحرير مصيرنا من تقلبات السوق النفطية

القوة الاقتصادية الحقيقية هي قوة إنتاج الثروة  ، قوة تكمن في   الاعتماد أساسا على تنمية القدرات الإبداعية   و المهارات الأدائية و في الارتكاز على توظيف المعرفة .

لقد بيّنت التجارب محدودية و غياب الأمان التام في ظل غلبة و هيمنة أنماط تخضع للتقلبات الطبيعية و السياسية و الأمنية ، مثلما هو الحال مع النمط الريعي الذي تتحكم في منحنياته الأسواق العالمية و صراعات و توافقات المحاور ، أو النمط الخدماتي كالسياحة و النقل  .

و لقد هيمن الريع على  النمط المعتمد عندنا ، و للنمط الريعي انعكاساته التي  شملت كل الجوانب ، و أثرت على المجتمع  بترسيخ التواكل و النزعة التطفلية ، و على فرض النمط الزبائني ـ بتعبير محمد حربي ـ على شبكة العلاقات ، فرضا دمر الأخلاقيات و شجع على تفشي الفساد .

و  أكد  رئيس الجمهورية خلال ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء:” بأنه يجب أن ننطلق من الواقع المؤلم في التقييم من أجل الخروج بتصور لما نريد إنجازه، إن هذا الواقع يشير مع الأسف إلى أننا حتى اليوم لم ننجح في صنع تلفاز أو ثلاجة بنسبة 100%، رغم توفر الجزائر على طاقات علمية في مختلف المجالات، أثبتت كفاءتها في تصدينا الجماعي لمنع انتشار جائحة كورونا” .

وانطلاقا من تلك المعاينة  ألح   الرئيس علىاتخاذ إجراءات عملية للتعجيل بتطبيق نموذج اقتصادي جديد يقوم على تنويع النمو واقتصاد المعرفة، ووضع سياسة تصنيع جديدة موجهة نحو الصناعات المصغرة ومتوسطة الحجم والناشئة، وتعطي الأولوية في مجال التركيب الصناعي، للمنتوج الذي يضمن أعلى نسبة من الإدماج الوطني، وهذا قصد التخفيض من فاتورة الاستيراد وخلق فرص العمل، وطلب بجرد كل الثروات الوطنية الطبيعية غير المستغلة حتى نرفع من طاقتنا التصديرية، تعويضا عن أي نقص من عائدات المحروقات، وحفاظا على حق الأجيال الصاعدة في هذه الثروة، وأضاف، لدينا عبقرية جزائرية، وإمكانات مادية للإنجاز تجعلنا في مأمن عن عدم استقرار عائدات المحروقات، وليس أمامنا إلا تثمين ثروتنا البشرية لكسب الرهان، حتى نتدارك آثار جائحة الكورونا، وننطلق في بناء صناعة وطنية حقيقية ضمن اقتصاد وطني حقيقي، محددة الآجال واضحة الأهداف“.

تعليق الرئيس يندرج في سياق التصورات التي تصاغ حول مرحلة ما بعد كورونا ، انطلاقا من الاعتبار بما صاحب اجتايح هذا الفيروس و ما أظهره من حقائق في واقع التسيير

وتساءل   الرئيسإلى متى ومصيرنا مرهون بتقلبات الأسواق العالمية للبترول، وشدد بأن الوقت قد حان للتركيز بكل عزم وجدية على الصناعة البتروكيمياوية، وتطوير قطاعات الصناعة والفلاحة، واستغلال الثروة البشرية التي تتخرج سنويا من جامعاتنا لتمكين الشباب من العمل بعبقريته المعهودة، كما يجب التوجه فورا دون اي تأخر إلى الاستثمار في قطاع الطاقات المتجددة قصد التصدير، لتحصين استقلالنا الاقتصادي من عالم المفاجآت الذي تمثله سوق البترول، وطلب بأن تتوسع مؤسسة سوناطراك في خططها 

للاستثمار في المشاريع البترولية في الخارج، لتحسين مداخيل الدولة” .

وألحعلى اتخاذ إجراءات عملية للتعجيل بتطبيق نموذج اقتصادي جديد يقوم على تنويع النمو واقتصاد المعرفة، و وضع سياسة تصنيع جديدة موجهة نحو الصناعات المصغرة و متوسطة الحجم و الناشئة و تعطي الأولوية، في مجال التركيب الصناعي، للمنتوج الذي يضمن أعلى نسبة من الإدماج الوطني “.

الكل يدرك الواقع و يلّم بالتشخيص ، و الوعي بذلك له أهميته إذا ما ارتبط باستكمال بقية مقومات الوعي المثمر لديناميكية تصريف ذلك الوعي عمليا . و من أهم الحلقات  التي تتصل أساسا بتسيير البلد ، هي حلقة المعلومات ، التي هي أساس صياغة الاستراتيجية و التكتيك معا ، و بناء على المعلومات تتشكل الخطط الاستشرافية و الحكم هو التوقع كما يقال ، و لا توقع بدون معطيات . و من تلك المعطيات امتلاك بطاقية رصد  لكل العقول العلمية الموجودة داخل الوطن و المتواجدة في الخارج ،و بلورة خطط استثمار لما تمتلكه .

ذلك المعمول به عند من تقدموا ، فعالم الفيزياء الجزائري مليكشي قال في حوار أنه بمجرد زيارته للولايات المتحدة الأمريكية تم عرض منصب عمل عليه ، و أنه بعد مدة و هو يخوض البحث في مخبره اتصلت به النازا عارضة عليه الالتحاق بفريق بحث عن المريخ ..و الفريق مشكل من تخصصات متعددة لأن كل مسار يقتضي شراكة بين مختلف التخصصات ، فهو في مجال بحث متصل بالمريخ و هو المتخصص في فيزياء الضوء ، يبحث عن ما يمكن المساعدة في الأبحاث المتصلة ب طرق متقدمة للحد من مرض السرطان .

و لنا في الداخل و الخارج علماء كبار ، و في مواجهة الكورونا مثلا أظهرت كفاءات جزائرية بإمكانيات محدودة قدرات تناقلتها وسائل الإعلام

محمد بن زيان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق