ورشة علمية عالمية تبحث في التغيرات المناخية والحلول العلمية لتحقيق الاستدامة بوهران

أمينة حلوي 

لا يزال العالم لحد الساعة يحاول إيجاد حلول عملية للحد من التغير المناخي أو إتخاذ إجراءات تقلل من أضراره على الأقل في مختلف المناطق في العالم , فوفقا لتقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في تقريرها التجميعي لعام 2023 توضح أن درجات الحرارة ارتفعت بمقدار 1:1 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة, نتيجة لأكثر من قرن من حرق الوقود الأحفوري (كالنفط والغاز على سبيل المثال), وكذا إستخدام الطاقة والأراضي بشكل غير متكافئ أو مستدام, دون نسيان التغيرات في نمط الامطار والعواصف ما يؤدي الى الفياضانات وغيرها, وفيضان درنة خير مثال على ذلك.

لهذا تسعى العديد من الجهات حول العالم الى إيجاد حلول تجسد على أرض الواقع من خلال البحوث العلمية والأكاديمية للمساهمة في الحد من هذا التغير المناخي , وفي هذا السياق نظمت الجمعية العالمية للالكترونيك والكهرباء  IEEE-CAS هذا الأسبوع بولاية وهران بالجزائر  بتنظيم ورشة علمية حول التغيرات المناخية في طبعتها الثانية بعدما أقيمت الطبعة الأولى في العام الفارط نوفمبر 2022 بسنغافورة والتي نتج عنها إعداد كتاب بعنوان “التغير المناخي قبل وبعد”, لتمثل  الطبعة الثانية المقامة بولاية وهران مكانا للإجتماع والعمل على التحديات الحالية والمستقبلية المطروحة عن التغير المناخي بهدف تسريع الطريق نحو تقليل انبعاثات الغازات الملوثة.

وقد شارك في هذه الطبعة 40 مشاركا من مختلف الجنسيات، بما في ذلك الباحثين والمهندسين والصناعيين من إيطاليا، الإمارات العربية المتحدة، شيلي، جنوب أفريقيا، كينيا، لوزان، فرنسا، سويسرا، الهند، المملكة المتحدة، إندونيسيا، لوزان، سويسرا، الصين، بيركلي، الولايات المتحدة، إشبيلية، إسبانيا، وماليزيا, إذ عرفت هذه الورشة التي دامت على مدار يومين إلقاء مداخلات علمية حضوريا بوهران وكذا عن طريق تقنية التحاضر عن بعد, أين تناول الباحثون في هذه المداخلات العلمية مواضيع عدة من بينها التغير المناخي وتأثيره على الأمن الغذائي, وكذا التغير المناخي والصحة, بالاضافة الى موضوع الزراعة الذاتية وتوافقها مع التغير المناخي وغيرها العديد.

ووفق ما كشف عنه رئيس الجمعية العالمية للالكترونيك والكهرباء  IEEE-CAS البروفيسور “عمارا عمارا” في تصريحه الذي خص به جريدة الديوان أن هذه الورشة  هدفت الى مواصلة مناقشة القضايا الحالية والمستقبلية الناجمة عن تغير المناخ مثل مخاطر تجاوز نقطة تحول الحدود الكوكبية إذا لم يتم الاسراع في تقليل إنبعاثات غازات الاحتباس الحراري وغيرها, وأردف ” قمنا كذلك بمناقشة تداعيات تغير المناخ على كل من صحة الأفراد وكذا الهجرة بالاضافة الى الفقر , دون نسيان أهم عنصر ألا وهو الأمن الغذائي, ونسعى جاهدين نحن أعضاء الجمعية العالمية للالكترونيات وجميع مجتمع البحث الى تحديد خطة عمل يجب إتخاذها للحد من تأثير الاحتباس الحراري  “.

يذكر أن هذه الجمعية العالمية  تعد من أكبر الجمعيات العلمية في العالم التي تهتم بقضايا المناخ وأعضاءها باحثون من جميع أنحاء العالم يترأسها البروفيسور الجزائري عمارا عمارا.

من جهة أخرى أكدت الأستاذة والبروفيسورة الليبية سناء أحمد عبد الجليل من جامعة سقراطة ليبيا قسم الهندسة الكهربائية والالكترونية في تصريحها لجريدة الديوان على أهمية مثل هذه الورشات لتسليط الضوء أكثر على موضوع التغير المناخي وأردفت” نحن كباحثين ومهتمين بهذا المجال يجب علينا ان نسلط الضوء على هذا الموضوع الخطير والحساس , فعلى سبيل المثال مداخلتي العلمية التي ألقيتها في هذه الورشة تمثلت في  الفيضانات الاخير التي عرفتها منطقة درنا ببلدي ليبيا في سبتمبر الماضي, أين شرحت بشكل مفصل عن الوضع بشكل عام الذي تعيشه مدينة درينا أثناء الفيضان وبعده, وكيف يمكننا نحن أن نوظف الأجهزة الالكترونية لنقوم بعملية مكافحة أقار التغيرات في المناخ, والذي يحتاج الى مجهودات جبارة من قبل المواطنين والمجتمعات والمنظمات العالمية المتطوعة في الحالات الاستعجالية. “

هذا وعلى إثر هذه الورشة قامت جامعة وهران محمد بوضياف للعلوم والتكنولوجيا بتوقيع إتفاق إطار للشراكة مع الجمعية العالمية للالكترونيك والكهرباء  IEEE-CAS, ووفقا لما أكده مدير جامعة وهران محمد بوضياف للعلوم والتكنولوجيا البروفيسور حمو أحمد  لجريدة الديوان فإن هذا الإتفاق يركز على نشر الوعي حول القضايا البيئية وإنشاء مشاريع مبتكرة في مجال البيئة والتنمية المستدامة, كما يتعلق بدعم الطلاب والأساتذة ومشاريع البحث في هذا المجال من خلال البرنامج الوطني للبحث (PNR), على انه كذلك يتيح هذا الاتفاق للخبراء المشاركة في أيام المعلومات والفعاليات العلمية التي تنظمها جامعة وهران للعلوم والتكنولوجيا محمد بوضياف، وكذا تنظيم يوميات توعوية بتنسيق مشترك .بهدف دعم الطلاب في مجالات العلوم والتكنولوجيا والتنمية المستدامة.

وأخيرا يبقى التغير المناخي يشكل تحديا حقيقيا للعالم يحاول أن يجد المختصون حول العالم حلولا نهائية له, والتي لا يمكن إيجادها إلا بتظافر الجهود من قبل جميع العناصر الفاعلة بداية من السلطات والمنظمات العالمية إلى تبني المجتمعات حول العالم أساليب حياة وممارسات غير ضارة بالبيئة.