الوطني

وهران: عيادات تسيرها “حفافات” و”مبتدئات” برتبة دكتورة!

بورحيم حسين

كشفت لجنة الصحة والنظافة وحماية البيئة لبلدية وهران، حقائق صادمة حول خفايا مراكز التجميل المنتشرة بإقليم اوهران حيث تمت مداهمة 13 محلا اسفرت عن اكتشاف أسرار خطيرة كانت غائبة عن أعين الزبائن التي ليس لهم هم سوى الحصول على وجوه المشاهير، إذ تم العثور على مواد منتهية الصلاحية منذ أكثر من 5 سنوات يتم استعمالها بشكل عادي ، معرضين حياة هؤلاء إلى الخطر قد ينتهي بهم إلى تشوهات، ناهيك عن تزوير الشهادات التي يتم استنساخها وتعليقها لزرع الطمأنينة في نفوس هؤلاء.

 يأتي هذا بعد ان باتت الطرق التقليدية والمواد الطبيعية غير ناجعة ، وسط  الرغبة الملحة  من طرف النساء والرجال على حد سواء في الظهور بأحسن صورة والتمسك بالوسامة والمظهر لسنوات طويلة، بل أصبح البحث عن طرق سريعة النتائج أكثر ما يرجوه في زمننا هذا تماشيا وما تقدمه الموضة في عالم الجمال و ما تظهره مختلف وسائل الاتصال من صور للمشاهير الذين ازدادوا جمالا، رغم كبر سنهم، ولعل انتشار “الفيلر” و”البوتوكس” بصالونات الحلاقة أكثر ما شجّع الجنس اللطيف على عمليات الحقن غير مباليات بالأخطار والعواقب.

واضحت صالونات الحلاقة والتجميل تتسابق ، لتقديم خدمات تجميلية عصرية، حيث عكف أصحابها على إدخال عروض جديدة لمسايرة الموضة بعد إجراء تكوينات كتقديم حقن “البوتوكس” و”الفيلر” وهناك من أدرج خدمة “PRP” أي تقديم الحقن عن طريق البلازما بعد إجراء عمليات سحب الدم، فرغم الأخطار التي قد تلحق بصحة الزبائن غير أن الكل لا يبالي أمام الطموح الزائد للربح السريع مقابل الطلب المتواصل للحصول على وجه المشاهير، مقابل أسعار خيالية تصل إلى عتبة 30 مليون سنتيم  واكثر.

ورصدت قناة الديوانDW ” في خرجتها مع لجنة الصحة وحماية البيئة مخالفات عديدة تم ضبطها ب13  صالون للحلاقة والتجميل ، حيث تم إكتشاف نشاطات طبية وشبه عمليات جراحية، استعملت مواد قد تضر بصحة الزبائن في حالة عدم تعقيمها أو إتباعها للطرق الطبية المتعامل بها، فضلا عن العثور على مواد تخدير وأخرى منتهية الصلاحية، و حقن للبوتوكس، نصف مستعملة وما تبقى منها يمكن استغلالها في وجه زبونة أخرى وغيرها من الخروقات العديدة كوجود كميات من الدم، يفترض أن توجه لأغراض عمليات PRP.

 قناة “الديوان  DW” إقتحمت اسوار صالونات الحلاقة والتجميل ورصدت عديد الخروقات التي وقفت عليها اللجنة رفقة مصالح الأمن وممثلي التجارة وطبيبة مفتشة ومنظمة حماية المستهلك والحماية المدنية وذلك بعد مراقبة  محلات مختصة في الحلاقة والتجميل والتدليك.

 بوتوكس” و”فيلر” منتهية الصلاحية وحلاقات برتبة دكتورة!

 من جهتها، كانت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك “آبوس”، قد أكدت عبر منشورها بالفايسبوك، تعقيبا على هذه الحقائق الصادمة، أن العملية تعتبر جانبا من المراقبة لبعض صالونات الحلاقة والتجميل والتدليك للجنة الصحة والنظافة وحماية البيئة لبلدية مكتب وهران،  وقد وقفت اللجنة على مخالفات وممارسات طبية وشبه عمليات جراحية، حيث استعملت معدات معقدة وغير صالحة فضلا عن فيتامينات ومواد تخدير تكاد تنعدم حتى بالمستشفيات وهي مخصصة للاستعمال الاستشفائي.

ووقفت اللجنة على عدم احترام شروط الحفظ والنظافة واستعمال مواد يتم حقنها منتهية الصلاحية كالبوتوكس والفيلر مع أخذ عينات من الدم وتحاليل مخبريةPRP  والطب الفيزيائي والتأهيل بدون شهادات أو تكوين مختص يسمح لهم بذلك، أما الأخطر من ذلك -تضيف المنظمة- أن بعض الصالونات أصبحت مختصة في طب التجميل والأسنان وطب الجلد من دون أدنى تكوين أو منح شهادات من طرف بعض المراكز بعد تكوين مدته لا تتجاوز أسبوعين ويكتب فوقها الدكتورة بالاسم الكامل، ثم طبيبة تجميل.

وأكّدت من جانبها، المكلفة بالتنظيم في المكتب الولائي للمكونين والمهنيين بالاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، “اسمهان بن طيب” في تصريح لها أن قوانين الجمهورية واضحة في النشاطات المقننة بصالونات الحلاقة والتجميل، كاشفة عن مضمون الجريدة الرسمية في عددها 63، الصادرة المؤرخة في 31 جويلية سنة 2017 ضمن قرار وزاري مشترك يحدد تعليمات الأمن الخاصة المطبقة في قاعات الحلاقة والتجميل، وعن الممنوعات مثل الحقن والإبر والآلات الخاصة بالطبيب وكل ما له علاقة بالدم.

وأشارت أن اللغط الحاصل حاليا والفوضى السائدة سيتم التعامل معها بتنظيم حملات توعية وتحسيسية، لأن القانون واضح –حسبها وتفوق مثل هذه التجاوزات الخطيرة التي تفرزها المراقبات الدورية، الإعذارات أو الغرامات المالية، وتطرقت المتحدثة لقضية النشاطات الإضافية التي تتطلب مشاورات مع الجهات الرسمية حتى تضمن للصالونات إدخال الأنواع المصرح بها أو المنع في حالة عدم مطابقتها للقوانين والتعليمات.

وعن تهافت النساء والفتيات على مثل هذه الصالونات لإجراء حقن “الفيلر” و”البوتوكس” بشكل لافت خلال هذه السنوات الأخيرة، ذكرت اسمهان بن طيب، أن مواقع التواصل الاجتماعي بما فيها الانستغرام مع تقنية الفيلتر، دخلت الحياة الخاصة للجزائريين وأصبح معها هوس الجمال والبحث عن المثاليات يتضاعف تأثرا بالمشاهير، حيث لم يعد –حسبها معيار البحث عن الوزن المثالي وطول الشعر إسقاطا للجمال، بل أصبح الوجه هو الهوس الرئيس في الجمال.

 ومن جهنهم عبر الأطباء على مستوى المصالح الاستشفائية بوهران، عن قلقهم إزاء ظاهرة خطيرة استفحلت بقوة، لدرجة أنها صارت تهدّد سلامة الكثير من المواطنين، خاصة الفتيات، والمتعلقة بالجراحة التجميلية التي صار يتهافت عليها الشباب، عن جهل ومن دون أخذ الاحتياطات الواجبة، قبل تسليم الجسد وخاصة الوجه لحلاقات لا يملكن أدنى تكوين في مجال الجراحة التجميلية، والنتيجة هي التسبب في تشوهات خطيرة على مستوى الوجه، ما يدخل الضحايا في دوامة من الحسرة والندم .

وحسب ما تم رصده خلال العمل اليومي للطواقم الطبية على مستوى مستشفى بلاطو، وأوّل نوفمبر بإيسطو بوهران، فإن هناك الكثير من الحالات تصل المصالح، يكون سببها تحوّلات خلقية غير ناجحة، ما ينتهي بحروق ومضاعفات على مستوى الوجه، وأحيانا حتى تشققات تستدعي إخضاع الضحية لعملية جراحية من أجل التخلص من تلك العيوب، على الأقل بسد تلك الفجوات التي تحدثها العمليات التي تم إجراؤها داخل مراكز تجميل، والتي هي في الأصل عبارة عن صالونات حلاقة توسع نشاطها من باب تحقيق الثراء على حساب الضحايا، الذين يرغبون في تحسين وتعديل بعض العيوب، مثل التخلص من التجاعيد، أو نفخ الشفتين بالبوتوكس، ونفخ الخدود، وحتى التخلص من الهالات السوداء التي تتواجد أسفل العينين، وغيرها من المشاكل التي يعاني منها الشباب، خاصة الجنس اللطيف، والمقبلات على الزواج، وحتى من تجاوزن سن الأربعين ويعانين من ترهلات وغيرها من العيوب التي تظهر بتقدم السنوات.

غير أن المصيبة هي أن الكثير ممن تسيرن صالونات الحلاقة لا تملكن التجربة والتكوين الكافيين، وحتى المواد المستعملة تختلف من ماركة لأخرى، وأحيانا قد تنجح مع منتوج وتفشل مع آخر، مثل الحقن التي تستعمل في “البوتوكس” ونفخ الشفتين، وأيضا الغمازة التي صارت الأكثر طلبا، وهي التي تتواجد بوسط الخدين، وهي عبارة عن انبعاج اصطناعي يزيد من الوسامة والجمال عند الابتسامة، ولكن كثيرا ما تنتهي تلك الأحلام بكوابيس، بعد أيام من العملية، حيث تتقيح الأماكن التي شملتها عملية التجميل، وتنتهي أيضا بمضاعفات خطيرة، وتشوّهات لا تندمل إلا بعلاج فعال ومستمر، ما يجعل تفادي هذه العمليات والأماكن أفضل حل للنجاة من كابوس مزعج ومصير غامض.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق