وجها لوجه
أخر الأخبار

العلم و التربية و المرجعية التاريخية… مقومات النهضة الوطنية الشاملة

بمناسبة يوم العلم وجه رئيس الدولة كلمة ، تضمنت التنويه برسالة التربية و العلم ، و التأكيد على المرجعية التي تصغ عقيدة و فلسفة الدولة الوطنية .

أكّد رئيس الجمهورية التزامه الذي قطعه في خطاب القسم بالاهتمام بالمعلم والأستاذ والباحث ماديا واجتماعيا لصنع نهضة وطنية شاملة تعيد الاعتبار للمدرسة الوطنية بكل أطوارها وتستعيد الدولة هيبتها“.

 و تأكيدا على الاستمرارية و التواصل و الاعتراف بالمرجعية قال الرئيس : “لقد حارب شيخنا العلامّة عبد الحميد بن باديس حتّى آخر رمق من حياته، كلّ المخططات الاستعمارية الفرنسية لطمس الهوية الوطنية، وهدم عقيدة الأمة، ومحاولة القضاء على لغتها، وإفساد أخلاقها، وتشويه ثقافتها، وتصدّى لخطط الإدماج بقوة”.و “كان شيخنا الإمام عبد الحميد بن باديس من الأوائل الذين آمنوا بأن تحرير العقل من الجهل والخرافات، يسبق تحرير الأوطان حين جزم بأنّ “العلم هو وحده الإمام المتّبع في الحياة”  وأضاف : “ما أكثر الرجال من الأولين والمتأخرين الذين أنجبتهم هذه الأرض الطاهرة، وتركوا على امتداد التاريخ بتضحياتهم وأعمالهم وتفانيهم من البصمات أمثال الشيخ العلامة سيدي محمد بلكبير طيب الله ثراه، المتخصص في المذهب المالكي، والشيخ عبد الكريم المغيلي التلمساني نزيل توات ودفينها، وشيوخ زوايا التيجانية، والقادرية، والرحمانية والهبرية، وزاوية الهامل، والوليّ الصالح سيدي عبد الرحمان الثعالبي”.

وفي  سياق  ذلك أشار رئيس الجمهورية إلى أنه أمر بترميم جميع المساجد العتيقة في الجزائر، وفي مقدّمتها الجامع الأخضر في قسنطينة، الذي كان الشيخ عبد الحميد بن باديس يلقي فيه الدروس في التفسير والحديث.

 

من جهته  قال رئيس المجلس الشعبي الوطني، سليمان شنين  إن “الباديسية مدرسة ترتكز على ترسيخ الهوية ورفض التبعية ومنهج في التعامل مع الإملاءات”.و   أن “الباديسية هي  رؤية في بناء الفرد المواطن إصلاحا وتوعية ومقاومة الفساد بكل أشكاله“.

و عن خطاب رئيس الجمهورية    بمناسبة يوم العلم ، سجل الباحث بومدين بوزيد الأمين العام للمجلس الإسلامي الأعلى ما يلي :”استوقفتني إشارات وتوجيهات وطنية وسياسية أعرضها عليكم للنقاش :

 تراثنا الباديسي صاهر الوطنية والتاريخ بالدين، وأننا لن نكون فرنسيين مهما طال الاحتلال، وهذا معناه مازالت الحاجة إلى وطنية وروح منهج التجديد عند ابن باديس.

 لا يمكن الفصل أو أن نعيش تمزقا طائفيا ومذهبيا بين التصوف والإصلاح، فنحن نحتاج لتركيبة كيمائية بين الرؤية الباديسية والسلوك الصوفي الإنساني، بين العقل والروح، هذه التركيبة الحضارية تحتاج منّا الإبداع والاجتهاد، وان لا نكون مقلدين وناسخين فابن باديس كان مصلحا ومجددا لزمنه ، والتصوف والزوايا تحتاج للتجديد أيضا، وأن تعيد استثمار تراثها في بعده الإنساني مثل التسامح واحترام الآخر والعيش المشترك، ونقض خطاب التكفير والتفسيق والتبديع والإلغاء.

  الطرق الصوفية بمشاربها عليها أن تنهض بالوظائف التاريخية والدينية التي جعلت منها ملاذا آمنا للمعوزين وأبناء السبيل واليتامى، كما كانت سكينة دينية وتنتقد بعض أزمنتها التي انحرفت فيها، ومازالت للأسف بعض الزوايا أو من يتحدثون باسمها انتحالا وشعوذة.

 قرار ترميم المساجد الأثرية ينبغي أن لا تتكفل به وزارة واحدة في رأيي وأن تكون هناك وكالة خاصة حكومية ، ففي دولة عربية تم برمجة ترميم أكثر من ثلاثة آلاف مسجد أثري ورغم الصعوبات المالية تم ترميم حوالي ألف منذ 2011، ونحن منذ 2012حوالي 14 مسجدا بقسنطينة مغلق ولم يرمم، ونتذكر هنا ثاني مسجد تاريخي بعد القيروان بميلة للأسف لم تستطع وزارة الثقافة إتمام ترميه، ومسجد سيدي يعقوب (ثمانية قرون) وبه رفات شهداء من جيش الأمير عبد القادر مهمل بسوق الإثنين بولهاصة (تموشنت) وغيرها من المعالم الدينية الأثرية“.

ما ذكره الباحث بوزيد مرتبط بما هو في صلب الرؤية التي تتأسس على مرجعية عبّرت عنها نصوص الحركة الوطنية و الثورة …رؤية هي التي صاغت نهوض كيانات كالصين و ماليزيا ، و في صلب الرؤى المعتمدة مع اختلاف في الصيغ و الآليات في جميع التجارب التي تصغ  تاريخ العالم .

و تلك الرؤية لخصها المرحوم مولود قاسم في جملة  هي :” الأصالة أن تكون ابن عصرك مع البقاء على أديم مصرك و دون أن تصبح نسخة غيرك “.

محمد بن زيان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق