حوارات
أخر الأخبار

الكاتبة السورية إيناس المهنا لـ«الديوان» ….. ” الحجر الصحي فرصة الكاتب للاختلاء بنفسه للإبداع “

*حلمي أن تتجسد رواياتي في فيلم سينمائي. *سيتم نشر جزء ثانِ من رواية جرحٌ بملامحِ إنسان  باسم ( نزيف الصمت) قريبا.  

حاورتها :لطيفة عبادة

الديوان :اولا شكرا على قبول الدعوة سيدتي، نريد أن نتعرف على الشخصية الاجتماعية لإيناس عادل مهنا؟

 

إيناس :بداية اشكركم على الاستضافة وان شاء الله تكون إجاباتي إثراء لحواركم الكريم،  روائية سورية من مواليد  دمشق 1992 خريجة فنون تطبيقية ,متزوجة ومقيمة حالياً في تركيا,  بعيداً عن رحلتي  في التأليف الذي انتهجتها منذ عدة سنوات  كنت أعشق الفن منذ الصغر حيث نشأتُ بكنف عائلة محبة للفن, فوالدي مصور فوتوغرافي بالإضافة لكونه فنان تشكيلي ووالدتي كذلك ,ونظراً لكون طبيعتي القريبة من الانطوائية ومنذ الصغر استطعتُ أن أكمل رحلتي ومغامرتي الخاصة في فنٍ من نوعٍ آخر…ألا وهي  القراءة, تلك البوابة السحرية التي كان لها الفضل الأساسي في دخولي لعالم الكتابة.

 الديوان :كيف  تصفين لنا تجربتك في عالم كتابة الروايات و القصص القصيرة؟

 إيناس :منذ أربع سنوات بالضبط كانت الكتابة والتأليف مجال بعيد جدا عني، كان لدي شغف القراءة ورحلتي مع القراءة امتدت منذُ سنوات طفولتي لكني اعتبرتها ركيزةً أساسيةً بحياتي منذ حوالي العشر سنوات قرأت فيها لمختلف المجالات الأدبية والثقافية ،وصلتُ بعدها لمرحلةٍ أخرى صارت  فيها القراءة لا ترويني كما كانت ولا تملئ الفراغ كما السابق، شعرت بحاجتي لشيء أعمق وأكبر. وربما بعد هذه المدة وشعوري بالغربة بعد أن غادرتُ وطني ( سوريا )، حينها فقط أمسكتُ القلم و بدأت بالكتابة…و بدأتُ نشر أعمالي عبر منصات التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الالكترونية, كالواتباد, موقع روايتي الثقافية,  كابوس وغيرهم وبعدها وبعدما التمست أثر كتاباتي بالنسبة للقراء وبتشجيع من عائلتي شاركتُ بعدة مسابقات للقصص القصيرة والحمد لله لاقت قبولاً  وحينها فكرتُ بشكلٍ جدي أن أنشر أول عمل ورقي خاص بي ( رواية رهينة الواقع العاجز ) كانت روايتي الأولى تم نشرها عام 2019.

 الديوان :من كان السبب في الهامك و تحفيزك لتقديم هذا الكم من الأعمال الأدبية ؟

إيناس :لعائلتي  وأصدقائي الفضل الكبير بتشجيعي لمواصلة هذا الطريق الذي رأيتُ نفسي أنزلق فيه بشكلٍ مفاجئ, وزوجي الذي تحمل مزاجيتي وانعزالي بأحيانٍ كثيرة حينما أكون منشغلة بكتابة عمل جديد …وربما أحلامي التي كنتُ أوثق بعضها وعشقي للأدب بكافة أشكاله جعلني أقرب لما يكون لليونة وتوسيع آفاق ما أكتب سواء أكان فانتازيا, رعب , أو عاطفية.

كنتُ سابقاً أشعرُ أن  الكتابة ضرب من ضروب السحر….سحر الروح والعقل والقلب ، ألا يوجد روائيين أثرت فينا كتاباتهم حد البكاء؟ حلقنا معهم بسعادة عامرة؟ ضحكنا، بكينا.

ألم يذقنا بعض الروائيين نكهة الشوكولاه من خلال وصفهم الشهي لها؟، ألم نشتم عبير الزهور من وصف بعض الكتاب لها؟ نستشعر ضربات المطر، نرى جنون الحرب وغيرها و غيرها …وربما اكتشفتُ تلك التركيبة السحرية فصار الإلهامُ يأتيني من أبسط الأشياء لأجعل منها عملاً متكاملاً .

 الديوان : نشرت على صفحتك في مواقع التواصل الاجتماعي “رواية رهينة الواقع العاجز بحلم إنها تصير فيلم سينمائي” تحدثي لنا قليلا عن هذا الحلم؟

 إيناس :لعل أبرز ما يحلم به الكاتب أن يرى شخصياته قد تجسدت على الواقع بعمل درامي متميز …ينقل أفكاره وعواطفه التي اختزنها في روايته بأبطالٍ يستطيعون نقل الإحساس بواقعية, روايتي رهينة الواقع العاجز كانت الحلم الورقي الأول ككتاب مطبوع الطريق الذي مهد لي الآفاق للدخول بشكلٍ جدي لعالم الكتابة ، جسدت في هذه الرواية جزءا ولو كان قليلاً جداً من معاناة الشعب السوري, التشوه الذي أصاب أرواحنا جراء الحرب,  هذه المدة الزمنية المخيفة التي جاوزت العشر سنوات  وابتعادي عن  دمشق, عن عائلتي.. جعلتني أعطي هذا العمل مسحةً من روحي, حين تكلمتُ على لسان البطلة ( حنين) التي تشوه وجهها وجسدها جراء قذيفةٍ أصابت منزلها..فالتشوه الحقيقي لم يكن عضوياً بقدر ما كان معنوياً يستوطن روحها.

 الديوان : “دار الأركان “للنشر تبنت انتاجاتك الأدبية، ماهي أشهرها؟ 

إيناس :دار أركان تعاونت معهم بمجموعة قصصية تحت عنوان ( سيناريو), وكتجربة فانتازيا رعب  تم نشر رواية ( لعنة حواء ) وان شاءالله سيكون هناك تعاون أكثر فيما بيننا

وبالنسبة للنشر الورقي  كان تعاوني مع دار يافي للنشر والتوزيع التي صدر لي من خلالهم روايتين حتى الآن( رهينة الواقع العاجز, جرحٌ بملامح إنسان ) , جلُ ما يتمناه الكاتب هو دار تؤمن به وبموهبته  وأن يكون التعامل فيما بينهم بمنتهى الشفافية والمصداقية والوضوح وهذا ما التمسته بدار يافي وإن شاء الله سأكمل الطريق معهم ومن خلالهم .

 الديوان :هل يعتبر الحجر الصحي فرصة لكِ لانتاجات جديدة؟

ايناس:الكاتب بشكلٍ طبيعي يحتاج للاختلاء بنفسه لخلق مواد أدبية جديدة, وبالنسبة لي كان جل همي أن أنشر رسالتي وأفكاري للقراء, سواءاً من خلال النشر الالكتروني أو النشر الورقي فلكلٍ منهما قراءه ومتابعيه, لذلك لم أتوقف عن الكتابة أو القراءة في ظل هذه الظروف لصقل موهبتي.

 الديوان : هل تخططين لأعمال مستقبلية بعد زوال كورونا؟

إيناس :ان شاءالله تعالى سيتم نشر جزء ثان من رواية جرحٌ بملامحِ إنسان  باسم ( نزيف الصمت) وهناك مشروع عمل على رواية فانتازيا تحمل عنوان (( مملكة أكوارين )) .

الديوان : ما هي النصيحة التي توجهينها لقرائك من خلال هذا المنبر الإعلامي ؟

إيناس :هذه الكلمات لن أوجهها لقرائي بل سأوجهها لمحبي القراءة  مثلي…كانت الرواية هي شاشتي الكبيرة التي أتنقل فيها من دولة لأخرى ومن مكان لآخر، نظرا لأني لا أهوى التلفاز ولا أشاهده إلا نادراً… حلقت بالكتب والروايات لأزور معالم وبلدان وأماكن…فسرحت في الخيال، اكتسبت من القراءة تلك المخيلة التي نضجت ونضجت لدرجة أني حرفياً وما إن استلقي على الفراش لأنام…اختلق تلك الأماكن وتفاصيلها.بل وتتجسد في أحلامي….

وربما أنت أيها القارئ…ستتخطى البوابة السحرية و سترضخ لتلك الأفكار التي ستهاجم عقلك بلا هوادة، ستفترسك قراءاتك ستتصارع الشخصيات التي قرأت عنها والتي لم تقرأ لتكون شخصياتك أنت…. سيلهو عقلك الباطن بتلك الأماكن التي تجولت فيها في قراءاتك لتكوّن وترسم عالمك الخاص و لترضخ شخصياتك التي اخترعتها بهذا العالم، ستعبث بين أساليب اللغة حتى تكتشف أسلوبك الفريد وبصمتك الخاصة…بالنهاية ستكون مؤلفا، كاتبا، روائياً، قاصاً لربما شاعراً….. ستفرغ طاقاتك على الورق….سيصبح لك هدف جديد في مسيرتك وهي أن يقرا العالم ما خططته بأناملك السحرية

أن تكون كاتباً بعد رحلةٍ ممتعةٍ من القراءة هذا حلمٌ جميلٌ جداً…لكن إن كانت اختياراتك لما تقرأ صحيحة تفيد في إثراء لغتك ومخيلتك بعيداً عن اللغات الدارجة والعامية والمواضيع المبتذلة السطحية  وإلا ستضيعُ ساعات قراءاتك هباءاً.. فالكتابة هي رسالة وهدف, فاقرأ أنت الرسالة الحق .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق