الوطني

سيناريو “عين الفوارة ” يتكرر في معسكر… عين بنت السلطان… “الأميرة” التي أثارت حفيظة أبناء ” الأمير”

رئيس حزب وطني يدعو صراحة إلى تحطيم تمثال عين بنت السلطان

إستنكر يوسف حميدي رئيس الحزب الوطني الجزائري وضع تمثال الأميرة “لويلا” المعروفة لدى سكان معسكر وزائريها ب “عين بنت السلطان” قرب مسجد بوسط المدينة، ونشر حميدي صور التمثال وهي شبه تعانق هذا الصرح الديني. ووصف حميدي في منشور على صفحته الفايسبوكية أنه يستنكر ويستغرب هذا المنظر الغريب و الدخيل على العرف الجزائري و تقاليدنا ، ليحمل  رئيس الحزب الوطني الجزائري السلطات المحلية و طالبهم بالتحرك لإزالة هذا التشويه من وسط مدينة الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية.

وإعتبر حميدي أن هذا العمل لا يحمل سوى استفزازا ويخدش حياء المسلمين، ليضيف بلغة غاضبة أنه لم ننتهي من صنم عين الفوارة حتى يتم وضع تمثال آخر وكأننا نعود الى الجاهلية الأولى  حسب تعبيره ، ودعا صراحة  سكان ولاية معسكر لتكسيره .

وتباينت الردود على دعوة رئيس الحزب الوطني الجزائري يوسف حميدي لتكسير هذا التمثال مابين مؤيد ومابين متحفظ وآخرون أكدوا ان هذه الهوامش تلهي الشعب الجزائري عن قضاياه الأساسية خاصة وانهى مقبل على مواعيد هامة ومصيرية ومنها الإستفتاء على التعديلات الدستورية الجديدة ،و الإستحقاقات القادمة لتجسيد الجزائر الجديدة التي طالب بها الجزائريون في حراك 22 فبراير.

وقالت إحدى السيدات وهي تعلق على منشور يوسف حميدي ساردة قصة مايسمى” عين بنت السلطان”  هي الأميرة لويلا  ، يعود ذكرها في التاريخ إلى 379 سنة من الوجود ،ابنة سلطان افريقي من بشرة سوداء ، لم تحدد الروايات التاريخية القليلة أصوله بدقة ،خيث يقال إنه سلطان سوداني او سينيغالي أو كاميروني .. و هذا ما جاء في بعض الروايات التاريخية و ما جادت به ابحاث ابن معسكر البار الأستاذ الباحث بلقاسم حجيال
” 
يعود تاريخها إلى سنة 1635 ، حين ضرب الجفاف منطقة معسكر، الأمر الذي أحزن الملكة” لويلا”، فاستيقظت ذات صباح على واقع الصراخ وأيقظت جارتين لها، واللتين لم يفارقاها للتخفيف من حزنها، وخرجت إلى حظيرة قصر أبيها، أين توجد حديقة لا طالما كانت تنزل إليها من أجل الترويح على النفس في يوم صيف شديد الحرارة،
وسرعان ما حملها النعاس إلى حلم كان كل مرة يأتيها في أحلامها، حيث ترى فيه الأمطار والمياه و كانت السيدة شديدة الإيمان في صلواتها ، أين كانت تدعو الله أن يغيث البلد في ظل الجفاف الذي قضى على الزراعة والحدائق، حتى أضحى قصر السلطان يموّل من محصول السنة الماضية، مما جعله يعقد اجتماعا طارئا مع وزرائه للتباحث في الأمر، في حين كانت الأميرة “لويلا” تعيش أوقاتا حزينة وتنتظر الفرج.
لقد كانت الأميرة تذرف الدموع راجية الغيث من السماء وتقاسم أحزانها مع “شمسة وقمر” رفيقتيها، دون أن تفقد الأمل بأن يتحقق حلمها، وفجأة بدأت الأرض تهتز تحت رجليها وسرعان ما انفجر منبع من المياه قرب إحدى الأشجار المغروسة في الحديقة وغمرت المياه المكان وراحت تصرخ: الله أكبر …الله أكبر، في حين رفيقتيها لم يصدقن وأغمي عليهن، لم تنتظر لحظة من أجل إبلاغ الحاكم الذي سارع إلى عين المكان وردد الله أكبر…وسارع هو الآخر إلى إبلاغ رئيس الحرس الذي بدوره أخبر الملك بهذه الحادثة العجيبة وكل القصر الملكي لم يصدق ما حدث، وراح الجميع يتحدث عن الواقعة.
هذا المنبع بدأ يكبّر وتحول إلى واد صغير وأخذ طريقه إلى منطقة بما يسمي حاليا “تودمام”، ومنذ ذلك التاريخ، أطلق عليها اسم عين بنت السلطان التي انتشر خبرها إلى خارج المملكة، لكن هذه النعمة التي منحها الله بفضله الأميرة الخاشعة و المتواضعة، رغم صغر سنها لم تدم طويلا ،لدى محاولة المهندسون والمصالح التقنية للمملكة تحويل المياه إلى داخل القصر ومنع المنبع من السيول نحو حقول “تودمام”، وفجأة توقفت المياه وجف المنبع بعد بناء الجدار لوقف المياه المتدفقة، وعاد الجفاف إلى المنطقة ودخل الملك وحاشيتها في حيرة، مما استدعى الاستعانة برجل دين والذي أوصى بإعادة حفر الجدار من طرف الأميرة بعد السماع إلى قصة المنبع، وهو ما تم فعلا، وأثناء عملية حفر ثقب في الحائط بدأت الأرض تهتز – حسب الرواية التي قصها المؤرخ بلقاسم حجايل- وانفجر المنبع من جديد وعادت المياه إلي السيلان وفرح الجميع. ”
ومنذ ذلك التاريخ، ما زالت عين بنت السلطان تتدفق بالمياه وأهملت لسنوات طويلا، غير أن السلطات المحلية بمعسكر ، فضلت كتابة تاريخ جديد لعين بنت السلطان وإعادة الاعتبار لها سنة 2014-2015 من خلال صناعة تمثال جديد من البرونز الاحمر مشابه للتمثال الأصلي للسيدة الإفريقية المصنوع من معدن البرونز الاحمر الذي في سنة 1986 من حديقة باستور و قيل أنه سرق من طرف أحد أعيان مدينة معسكر ،
تمثال السيدة السوداء/ لا نيغراس” كان موجود في ساحة “القمبيطة ، ساحة الأمير عبد القادر حاليا” ، قبل ان يحول إلى حديقة باستور ليختفي إلى الأبد ، اما التمثال الموجود بالقرب من منبع عين بنت السلطان فهو للتعريف بتراث معسكر و تاريخها الذي يجهله الكثيرون من أبنائها .
وفي هذا الخضم رد آخرون على يوسف حميدي أن التمثال يسمى تمثال بنت السلطان وهو قديم جدا وكان موجودا قبل بناء المسجد إذن اللوم يقع على من قرر بناء مسجد مقابل هاذ التمثال ، واكدوا في ردهم على دعوة حميدي ان  الدعوة لتحطيم التمثال تعدي على القانون وسيعاقب صاحبه تماما كما حدث لمحطم تمثال عين الفواره!

واعادت هذه النقاشات حادثة تمثال عين الفوارة إلى الواجهة  حين أقدم شهر ديسمبر 2017 شخص ملتح على تخريب تمثال “المرأة العارية” الواقع في وسط مدينة سطيف (شرق الجزائر). ولقيت الحادثة سخطا و إستنكارا كبيرا عن تحطيم التمثال المعروف محليا بـ”عين الفوارة” وتمكن المعتدي من تشويه وجه وصدر التمثال المنحوت من الحجر الأبيض.

وأعتبر السلوك الهستيري المتهور الذي قام به هذا الشخص الذي تبين لاحقا أنه يعاني إضطرابات عصبية ونفسية حادة بالسلوك المتطرف  .

وسبق أن تعرضت تلك التحفة بسطيف للتخريب بتفجيره في1997  إلا أن الأضرار التي لحقت به لم تكن كبيرة وتم ترميمه.

ونحت تمثال “المرأة العارية” من قبل النحات الفرنسي فرانسيس سان فيدال في باريس سنة 1898، أي 68  سنة بعد احتلال فرنسا للجزائر، ثم نقل إلى سطيف في 1899.

 

كريم/ل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق