الثقافي

استكشاف الذات والتخلص من سطوة الآخر هو أساس “المستقبلية الإفريقية”   

دعا أدباء وكتاب أفارقة السبت في ندوة بمعرض الشارقة الدولي ال42 للكتاب بالإمارات العربية المتحدة إلى ضرورة التخلص من الصور النمطية التي وضعها الآخر عن إفريقيا والعودة إلى استكشاف الذات والتعمق في تفاصيل الثقافة المحلية التي يمكنها أن تكون جسرا نحو المستقبل دون الحاجة إلى التشبه بالآخر.

وخلال ندوة عن حركة “المستقبلية الإفريقية” قال الروائي الحائز على جائزة نوبل للآداب سنة 1986 وولي سوينكا من نيجيريا أن “استكشاف الذات هو العملية الأساسية في حركة +المستقبلية الأفريقية+ لأنها تتعمق في التفاصيل المعقدة لمعنى الوجود الأفريقي في عالم متغير”, مضيفا أن “النقاشات حول الهوية والذات تعتبر مؤشرا إيجابيا في المجتمعات الإفريقية التي بدأت تعي أهمية خصوصيتها الثقافية”.

وأوضح سوينكا بأن حركة “المستقبلية الأفريقية” تشكل مزيجاً إبداعياً من الخيال العلمي والتاريخي والواقعية السحرية يتم استخدامه كأداة لاستكشاف وإعادة تخيل التجربة الأفريقية، ذلك أن الكتاب سواء في الرواية أو المسرح أو الشعر من خلال جمع عناصر مرتبطة بعوالمهم الخاصة سواء كانت معاصرة أو تقليدية فإنهم يعيدون تشكيل مساحة إبداعية فريدة يتداخل فيها الماضي والحاضر والمستقبل بطريقة أصيلة.

وأبدى سوينكا, في هذا الباب, إعجابه بالنوع الأدبي الذي يقدم قصصا تتجاوز الزمان والمكان, وتمنح للقارئ رؤية يسع مجالها مشهد سردي يحتفي بالمرونة والحيوية الثقافية مع المحافظة على الاحتفاء بالتراث الإفريقي الثري.

أما الشاعر السوداني عالم عباس محمد النور, فتحدث عن سطوة الغرب وانجذاب الناس للثقافة الغالبة والطاغية وكيف يقيسون عليها كل شيء فيما هم مطالبون –كما يقول- “بالتقليل من هذه السطوة والتخلي عن الأفكار ما بعد الاستعمارية التي تعيق ؤيتنا لذاتنا فلا نقدر على بناء المستقبل”.

ولا يقتصر تأثير “المستقبلية الإفريقية”, يردف الشاعر السوداني, على مجال الأدب فقط وإنما يمتد إلى أشكال فنية متنوعة, حيث نجح إدخال العناصر الرئيسية لهذه الحركة في الجماليات الفنية الأفريقية بالمساهمة في النهضة العالمية, وتمكين الأفراد المنحدرين من أصول أفريقية في جميع أنحاء العالم, وتعزيز شعورهم بالفخر والاعتزاز والانتماء لجذورهم الثقافية.

وتتواصل فعاليات معرض الشارقة الدولي ال42 للكتاب إلى غاية 12 نوفمبر الجاري بحضور العديد من الأسماء الأدبية والثقافية الجزائرية التي ستشارك ضمن اللقاءات والحوارات الأدبية الرئيسية المرافقة للمعرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق