الدولي

الإحتلال يحول غزة إلى جحيم تنفيذا لمخططاته الإستعمارية

يعيش شعب غزة, أصعب أيامه تحت نيران الاحتلال, الذي ينفذ حرب إبادة بحقه وفيما يتطلع أبناء المدينة لقرارات توقف إطلاق النار وتمكن المساعدات من الدخول لإنقاذ ما يمكن انقاذه من الأرواح, يكثف الاحتلال الهمجي من ضرباته بهدف إحداث أكبر قدر من الخسائر البشرية, على غرار القصف الهمجي الذي تعرض له المستشفى الأهلي العربي “المعمداني”, الذي ارتقى على إثره أكثر من 500 شهيد.

فللأسبوع الثاني على التوالي, يواصل أهالي غزة تقديم قوافل من الشهداء, يسقطون بالمئات تحت القصف منقطع النظير الذي ينفذه الاحتلال, فالوضع المأساوي الذي يعيشه أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع لا يمكن وصفه أو لا يمكن لعقل بشري أن يتصوره.

و بعد مرور اثني عشر يوما على بدء العدوان, يواصل العالم وقواه الكبرى عقد الاجتماعات, الواحد تلو الآخر, دون التوصل إلى حلول من شأنها وضع حد لجريمة الإبادة المرتكبة بحق شعب أعزل محاصر منذ سنوات وإلزام للكيان المحتل بوقف عدوانه, بل حتى دون الاكتراث لأصوات الآلاف من أحرار العالم الذين خرجوا عبر مختلف عواصم ومدن العالم لمطالبة بوقف هذا العدوان والتعبير عن غضبهم من انحياز بعض الدول إلى المحتل.

و بعد فشله أول أمس الاثنين في التوصل إلى توافق بشأن قرار تقدمت به روسيا من أجل وقف العدوان الصهيوني على القطاع, من المقرر أن يجتمع مجلس الأمن الدولي مجددا اليوم, عقب الجريمة النكراء التي نفذها الاحتلال أمس الثلاثاء بقصفه مستشفى يعج بالمدنيين الأبرياء العزل, في محاولة لوضع حد لحمام الدم الذي يغرق فيه الغزاويون.

و عقب العدوان الصهيوني على المستشفى “المعمداني” بغزة , طالب المندوب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن الدولي بالوقوف عند مسؤولياته والتدخل بشكل عاجل وفوري لوقف إطلاق النار , وأكد أن مجلس الأمن لو تحمل مسؤوليته – في إشارة إلى فشل تبني مشروع القرار الروسي الداعي لوقف إطلاق النار في غزة – لكان بالإمكان أن يكون المئات من الضحايا اليوم بين ذويهم أحياء بدلا أن يكونوا أشلاء مقطعة بفعل الجريمة النكراء التي اقترفتها قوات الاحتلال.

و أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحداد العام لمدة 3 أيام, وقال أن ما جرى يعد “مجزرة بشعة لا يمكن السكوت عنها”.

 قصف المستشفى “جريمة ضد الإنسانية وإرهاب منظم يستحق المساءلة والعقاب”

و أثار القصف على مستشفى “المعمدانية” , ردود فعل عربية ودولية واسعة, فإلى جانب التنديدات الواسعة ازاء جريمة الاحتلال بالمستشفى, من قبل العديد من رؤساء الدول ومسؤولين ومنظمات دولية واقليمية, خرجت مظاهرات غاضبة داخل فلسطين وعبر العالم للتنديد بما وصفوه بأنه انتهاك صريح للقانون الدولي والقرارات الشرعية الدولية والإنسانية.

و في هذا الإطار أدان الأمين العام للأمم المتحدة, انطونيو غوتيريش, الهجوم وشدد على أن المستشفيات وعمال الإغاثة تحت حماية القانون الدولي الإنساني.

بدوره, أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط, القصف الصهيوني وقال “آلياتنا العربية توثق جرائم الحرب ولن يفلت المجرمون بأفعالهم. لابد للغرب أن يوقف هذه المأساة فورا”.

من جانبه أدان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي, حسين إبراهيم طه, بأشد العبارات “المجزرة المروعة التي ارتكبها الاحتلال بقصف المستشفى “المعمداني” في قطاع غزة”, معتبرا ذلك “جريمة حرب ضد الإنسانية وإرهاب منظم يستحق المساءلة والعقاب”.

و قد ولد العدوان الصهيوني المتواصل على غزة, أزمة انسانية خطيرة في ظل وضع , قالت عنه منظمة الصحة العالمية أنه “يخرج عن السيطرة”.

و أمام هذا الوضع تعالت الأصوات بضرورة , فتح ممرات آمنة للإمدادات الإنسانية الضرورية إلى قطاع غزة والوصول إلى الناس في الداخل أينما كانوا, علما أن أطنانا من المساعدات مكدسة وجاهزة لتلقي الضوء الأخضر للدخول إلى غزة من أي نقطة دخول محتملة, حسب ما أكده سامر عبد الجابر ممثل برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في فلسطين.

و يؤكد الفلسطينيون أن ما يجري بغزة هو محاولة من الاحتلال, تكرار المشهد الذي عاشه الشعب الفلسطيني, صاحب الأرض,  في نكبة 1948, التي تعد أكبر عملية تهجير في تاريخ الإنسانية وظل يعاني منها لعقود.

ففي عام 1948,أجبرت قوات الاحتلال العائلات الفلسطينية على مغادرة منازلها نتيجة للمجازر التي ارتكبت ضدهم مما دفع بمئات الآلاف منهم على اللجوء إلى البلدان المجاورة أو المناطق الداخلية في وطنهم. نفس السيناريو يحاول الكيان الصهيوني تنفيذه عبر تهجير أهالي غزة نحو جنوب القطاع-وادي غزة.

غير أن مخططات الاحتلال,  تواجه صمودا أسطوريا من قبل الشعب الفلسطيني الذي يرفض المغادرة رغم المآسي وأيضا رفضا دوليا لمثل هذه  المخططات, مع التحذير من أي محاولة لتهجير السكان الفلسطينيين من قطاع غزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق