الدولي

بعد 60 يوما من العدوان: جنوب قطاع غزة يتحول إلى مسرح للجرائم الصهيونية

دخل العدوان الصهيوني على قطاع غزة, الثلاثاء, يومه ال60 على التوالي وذلك بوتيرة أكثر همجية ووحشية, مع توسيع عملياته البرية الى الجنوب الذي أصبح مسرحا لجرائمه المتواصلة, في خطوة ممنهجة تهدف الى تهجير سكان القطاع المحاصر, لفصله عن بقية الاراضي الفلسطينية ومحو الوجود الفلسطيني.

و صعد الاحتلال الصهيوني على نطاق واسع من غاراته الجوية في ربوع القطاع, مع التركيز هذه المرة على الجنوب, حيث عاش سكان محافظة خان يونس مساء امس الاثنين ليلة قاسية كثفت خلالها قوات الاحتلال الأحزمة النارية والقصف المدفعي, مقترفة المزيد من المجازر وجرائم الإبادة الجماعية التي أضحت شاملة, في وقت شهدت فيه محاور التوغل حتى اليوم, اشتباكات ضارية بين عساكر الاحتلال والمقاومة الفلسطينية التي أوقعت قتلى وجرحى في صفوفهم (الاحتلال),  معلنة عن تدمير عدد من دبابتهم وآلياتهم العسكرية.

و لم يتوقف الطيران الحربي الصهيوني عن القصف بالتزامن مع توغل بري لدبابات جيش الاحتلال في أجزاء من الشطر الغربي والشرقي من المحافظة الجنوبية والبلدات المجاورة لها (القرارة وبني سهيلا وعبسان), في أعقاب إصدار المزيد من أوامر التهجير القسري للسكان وقطع تام للاتصالات والإنترنت.

و اكدت مصادر طبية فلسطينية استشهاد 40 فلسطينيا و اصابة العشرات, معظمهم أطفال ونساء اليوم الثلاثاء, جراء غارات صهيونية استهدفت مناطق بخانيونس ومدرسة “معن” التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) تأوي آلاف النازحين.  كما طال القصف محيط مستشفى “ناصر” و أطلقت زوارق الاحتلال الحربية قذائفها صوب شاطئ بحر خانيونس, و أصيب العشرات في قصف مبنى سكني جنوب حي “الشيخ رضوان”.

ولم يبق وسط غزة بمعزل عن شرارة نيران الغارات الصهيونية, حيث سقط عشرات الشهداء والجرحى في “دير البلح” وعلى مدخل المدينة, وبشارع “صلاح الدين” وفي مخيم “النصيرات”, لترتفع الحصيلة منذ بدء العدوان على القطاع المحاصر يوم 7 أكتوبر إلى 15899 شهيد على الأقل و أكثر من 42 ألف مصاب و الآلاف من المفقودين تحت الأنقاض.

موجة نزوح غير مسبوقة وسط تحذيرات من وضع انساني كارثي

و في خضم هذه التطورات المأساوية, قالت الأمم المتحدة أنها رصدت نزوحا “قياسيا” للفلسطينيين إلى مدينة رفح, أقصى جنوب قطاع غزة, مع اشتداد حدة الغارات التي يشنها الاحتلال الصهيوني على القطاع, مشيرة الى أن عشرات الآلاف من النازحين وصلوا خلال ال48 ساعة الماضية إلى المدينة من مناطق في جميع أنحاء محافظة /خانيونس/ المجاورة.

و حذرت من أن الملاجئ في رفح تجاوزت طاقتها الاستيعابية بكثير, ما اضطر معظم النازحين الوافدين حديثا الى اقامة الخيام والملاجئ المؤقتة وسط الشوارع وفي المساحات الفارغة في جميع أنحاء المدينة.

من جهته, نبه المرصد الأورو-متوسطي لحقوق الإنسان إلى مخاطر إصدار الجيش الصهيوني أوامر لسكان مناطق تشكل حوالي 20 % من مدينة خانيونس للإخلاء الفوري, علما أن تلك المناطق يقطنها أكثر من 110 آلاف نسمة وتضم 21 مركز إيواء بسعة نحو 50 ألف نازح, غالبيتهم العظمى نزحوا سابقا من شمال غزة.

و في هذه الاثناء, أعلنت “الأونروا” أن عدد النازحين في قطاع غزة, منذ 7 أكتوبر الماضي, بلغ نحو 1.9 مليون شخص, ما يمثل أكثر من 80 بالمئة من سكان القطاع, مشيرة الى أن مليون فلسطيني يحتمون في 99 منشأة تابعة لها في وسط غزة وخانيونس ورفح.

و اعتبرت منظمة الصحة العالمية بدورها أن الوضع في قطاع غزة “يزداد سوء كل ساعة” مع تكثيف الاحتلال الصهيوني العدوان على الجنوب حول مدينتي خان يونس ورفح, مشيرة على لسان ممثلها في الأراضي الفلسطينية المحتلة الى أن القصف “يشتد و المساعدات الإنسانية قليلة للغاية”.

كما أعربت المنظمة عن قلقها البالغ إزاء ضعف النظام الصحي في القطاع, مع “تحرك المزيد من الناس جنوبا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق