الثقافي

شاعرة ذوي الهمم “صافية” لقناة الديوان DW: أخشى أن ألقى الله قبل أن أتمكن من تدريس صغار المكفوفين  

استقبلت بعد أيام قليلة من نشرها قصيدة “الخرافة” على صفحات جريدتها، قناة الديوان DW، صاحبة القصدية، شاعرة ذوي الهمم “صافية مسعود”، التي أشادت كثيرا بالخطوة الرائعة التي بادرت إليها “الديوان” بنشر إبداعات فئة ذوي الهمم ضمن قسمها الثقافي.

 حاورتها: بلعظم.خ

 الديوان: بداية من هي صافية مسعود؟

 صافية: قبل أن أعرّف بنفسي، دعيني أقدّم جزيل شكري لطاقم جريدة وقناة الديوان، السباقة لأن تكون فضاء لفئة ذوي الهمم لأنها على يقين أنها فئة فعالة بقدر الأبواب التي تفتح لها أذا ما وجدت يد العون تمد لها.

أما عني فأنا إنسانة لا تختلف كثيرا عن بنات أترابها، وأنا من ولاية تيارت، ومسقط رأسي “السوقر”، فيما درست بوهران مع فئة المكفوفين في مدرسة صغار المكفوفين.. من عائلة محافظة ليس لديها أي تصور خاطئ عن الإعاقة، إذا أنني لم اشعر أبدا بين أسرتي أنني معاقة، بل أن والدتي كانت إذا ما اختلطت لديها الأمور ترجع إلي وتأخذ برأيي لأنني أكبر إخوتي، وهذا ما يدل على أنها لم تنظر يوما إلى صورتي الجسدية إنما تعمقت فيما داخلي من أفكار وقراراتي.

 الديوان: متى ولدت لديك الملكة الشعرية؟

صافية: منذ نعومة أظافري، وقبل دخولي إلى المدرسة.. أذكر جيدا أنني كنت أجيد حفظ الأغاني التي أسمعها كما رافقت والدتي إلى زفاف ما، فأعود إلى البيت وأنا على أتم حفظ ما سمعت أذناي فيتعجب من حولي من ذلك، أما في المدرسة فكنت أحب من المواد ثلاثا.. النحو، القراءة والتعبير، وأكثرهم التعبير، وكم كان أساتذتي يسعدون كلما كان الوقت لحصة التعبير، فأقوم لأقرأ موضوعي، وكانت كل مواضيعي تملى على زملائي، لدرجة أن أحد أساتذتي كان يلقبني بصاحبة المواضيع الجميلة، أما أستاذة التاريخ فقد كانت تطلب مني أن أقوم مكانها بإنجاز الدروس، وفي أحد الأيام كانت سعادتي كبيرة حين أعلمني أساتذتي أن واحدة من الأساتذة تنبأت لي بأنني سأكون يوما ما أستاذة ناجحة ويا ليت ذلك تحقق.. فأنا إلى غاية اليوم أسعى لأن أدرّس صغار المكفوفين دون جدوى.

 الديوان: من ماذا تستوحي صافية أشعارها؟

صافية: أنا لا اكتب اعتباطيا، بل نتيجة مواقف أمر بها، فعلى سبيل المثال قصيدة “الخرافة” التي جاءت بعد خيبتي أني لم أتحصل على عمل كمدرسة بمدرسة المكفوفين، فوقتها شعرت أنني أعيش في زمن خرافي، وكذلك جاءت قصيدة الجريحة ثم السجينة ثم غيرها فغيرها.

 الديوان: لم تلجأ صافية إلى مواقع التواصل الاجتماعي للنشر؟

صافية: لم أحاول ذلك يوما، لرغبتي الملحة في أن يطلع قارئ كتاباتي عليها وهي على صفحات كتاب أو جريدة مثلما حصل حين نشرت “الديوان” قصائدي، وتبنّت موهبتي وساعدت في تحقيق حلمي، فقصائدي كانت مسجونة حقا، لأنني لم أجد من يحتضن موهبتي، كوني أحتاج إلى أدوات خاصة للنشر.

 الديوان: حدّثينا عن حياتك الاجتماعية.

صافية: أتممت دراستي عام 1992، ثم قضيت 4 سنوات بالجامعة، هنا بوهران، لكنني لم أرغب في العودة إلى تيارت، ربما خشية أن أثقل كاهل أسرتي أو لسبب آخر، ودعوت الله أن أرزق بزوج من ذوي الهمم، لأننا كمكفوفات لدينا جرعة من الإحساس الزائدة، فأنا أعيش بأحاسيسي أكثر مما أعيش بعقلي.. التحقت بجمعية لتعليم المكفوفين وكنت متطوعة بها فوجدت شريك حياتي الحاصل على ليسانس في العلوم الاقتصادية، الذي عرض عليا الزواج فوافقت وقلت لما لا؟ لقد بحثت عن ضالتي ووجدتها في هذا الرجل الذي رزقت إلى جانبه بـ “حسام” وهو سوي أكرمه الله بالبصر.

أما عن علاقاتي بمن حولي، فأنا لم آخذ من اسمي حروفه فقط بل مضمونه وشكله، لذا أتعامل بصفاء مع محيطي.. أحب النظام ولا تستهويني العفويات في ترتيب الأشياء وحتى في تعاملاتي.

 الديوان: من مدّ يد العون لصافية في مشوراها؟

صافية: من مد لي يد العون هي صديقتي فطيمة وهي قرة عيني، من درست معها بالجامعة، أحاورها وتحاورني، حين أخطئ تريني خطئي وتشجعني وتَسعد معي.. هي بمثابة أخت لي.

 الديوان: ماذا ينقص صافية لتحقيق أحلامها في مجال إبداعها؟

صافية: أمنيتي أن أدرس في مدرسة صغار المكفوفين، وأخاف أن ألقى الله ولم أحقق أمنيتي، ومن منبركم أطلب من رئيس الجمهورية أن ينظر إلينا نحن المكفوفون الذين طالت بطالتنا، أن يتحرك لأجل إدماجنا في تدريس صغار المكفوفين، أو محو الأمية لكبار المكفوفين لأن أعدادنا ضئيلة نحن خريجو الجامعات، أما عن الكتابة فهي بحر أنا كالسمكة فيه لا يمكنني الخروج منه، خاصة وأنني التقطت أول مؤشرات الدعم من “الديوان“.

 الديوان: رسالتك لذوي الهمم.

صافية: أن يكونوا على قدر الكلمة “همم” ولا تدعوا الإعاقة تكسركم وامضوا إلى الأمام فلا يزال الأمل قائما، وكل الشكر لطاقم جريدة وقناة الديوان، لأنهم أناروا شعلة من الضوء في سبيل تحقيق بعض من أحلامي التي أحيا على أمل تحقيقها وكل التوفيق لكم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق