الوطني

مافيا “السكر” يخلقون الأزمة مجددا بالولايات الغربية

تخصيص لجنة لمراقبة توزيع مادة السكر

بورحيم حسين

تجددت بوهران أزمة دون سابق إنذار ولا مبرر مسّت هذه المرة مادة “السكر”، حيث استيقظ الشارع الوهراني على غرار بلديات من مدن مجاورة، على اختفاء هذه المادة من على رفوف عديد المحلات التجارية، لينطلق بالتزامن معها ماراثون تخزين “السكر” من طرف العائلات التي تهافتت على اقتناء كميات كبيرة تحسبا للندرة التي لم يجد أحد لها تفسيرا ولا مبررا.

وفي جولة عبر عدد من المراكز التجارية ومحلات “الماركت” وبيع المواد الغذائية العامة، رصدت “الديوان” غضب الزبائن، الذي رافقه غياب تفسير مقنع لندرة مادة السكر من طرف التجار، حيث ذكر البعض أنهم لم يكونوا على علم بهذه الأزمة، حيث تفاجئوا شأنهم شأن المواطنين، الذين ذكروا للديوان أنهم ضاقوا ذرعا بمثل هذه التصرفات التي أضحت تنغص يومياتهم في كل مرة، حيث قال رب أسرة من مندوبية بوعمامة: “لقد اندهشت عندما استيقظت في الصبيحة لأجد السكر قد نفد كلية والمثير في الأمر أن صاحب المحل أحضر كميات كبيرة ليلة الجمعة ” وأضاف آخر ” إن التفكير السلبي للمواطن هو من يخلق الأزمة إذ نجد عددا منهم قد خزن “السكر” بكميات كبيرة دون أن يفكر في غيره”.

تداول مقطع فيديو قد يكون السبب؟

وقبل يومين نشرت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلكapoce  فيديو عبر حسابها الرسمي على الفيسبوك يظهر الجشع والبحث عن الربح الأكثر من بعض المهنيين والمصانع.

وأظهر الفيديو الذي نشرته حماية المستهلك من الرمشي بتلمسان حسب المواطن الذي يتحدث فيه انه يتم إستعمال السكر المدعم والموضب في أكياس ذو وزن 1 كلغ أو2 كلغ من طرف المصانع والمهنيين عوض السكر الموجه لهم والموضب في الأكياس الكبيرة لأجل ربح 20 دج إلى 30 دج في الكيلوغرام.

ووفقا لذات المواطن فإن التجار يقومون لتفريغ السكر المدعم والموضب في أكياس ذو وزن 1 كلغ أو2 كلغ ببيعها بالتجزئة ولسعر أكبر، وأضاف ذات المنشور انه “لهذا يجد بعض المواطنين سكرا يتم بيعه بالتجزئة بأسعار مرتفعة لأنه في الأصل موجه للمصنعين الذين تركوه واستبدلوه بالمدعم”.

وحسب حماية المستهلك حسب ما يبينه الفيديو انه “من المحتمل أنها أكياس لسكر مدعم مستعمل في الصناعة الغذائية ، وتم التخلص منها .. وليست عملية تفريغ كما جاء على لسان الاخ المواطن مشكورا”.

الرئيس تبون توعّد المضاربين بعقاب قاس !

وأتت الأزمة عقب أيام قليلة، على لقاء رئيس الجمهورية الدوري بالصحافة الوطنية، أين تعرّض لنقطة ارتفاع أسعار البقوليات رغم أن الموسم ليس موسم استهلاكها، حيث تساءل الرئيس تبون عن مبرر التهاب أسعارها، متوعدا المضاربين بالضرب بيد من حديد، مؤكداً أن الأمر خطط له  مسبقا بهدف انتهاج سياسة المضاربة مع حلول فصل الشتاء أين تعرف هذه المواد استهلاكا واسعا.وأشار الرئيس تبون إلى أن الجزائريين من أكثر الشعوب استهلاكا للبقوليات، إلا أن الطلب يقل على هذه المواد خلال فصل الصيف، مما يزرع الشك حول إمكانية إحداث الندرة في البقوليات في قادم الأيام.

وأضاف الرئيس تبون في السياق ذاته، أنه يجب تطبيق القانون في إطار مساع الدولة لضمان استقرار الحياة العامة، كما لم يستبعد أن تكون أطراف من “العصابة” هي من تدفع لخلق البلبلة عبر زيادة الأسعار”، ليأمر بعدها بتسقيف الأسعار البقوليات، وكخطوة أولى تم فتح أكثر من 200 نقطة بيع مباشر للمواطن عبر التراب الوطني بما فيها ولاية وهران.

 تخصيص لجنة لمراقبة توزيع مادة السكر

وفي سياق ذو صلة عقدت مديرية التجارة بوهران اجتماعا استعجاليا بمقرها لوضع مخطط خاص لما جاء به رئيس الجمهورية من قرارات إذ تم الاتفاق مع جميع المصالحب مافيها منظمة حماية المستهلك والاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين مكتب وهران واطارات مصالح قمع الغش ومراقبة الجودة والنوعية على فتح3 نقاط لبيع البقوليات مباشرة للمستهلك بحي سنات لانيز، سيدي الشحمى ،وسيدي بلخير التابع لبلدية واد تليلات أين سيحظي الزبون بأجود أنواع الأرز الذي يتم استيراده من البرازيل وتايلاند، بسعر 140دج ، والفاصولياء والعدس ب260دج بدل 400دج، حسبما صرح به للديوان رئيس الإتحاد العام للتجار والحرفيين لمكتب وهران عابد معاذ ان الديوان الوطني للحبوب دعا كل تجار الجملة للتقرب منه بهدف الحصول على المنتوجات بأقل الأسعار، كما يمكن لأصحاب المحلات التقرب من الديوان مرفقين بوثائق خاصة للحصول على  شحنات مباشرة تصل إلى 3 قناطير، مؤكدين أن المخزون يكفي حتى 2024.

وأضاف الاخير ان الديوان سيخصص شاحنتين لتجوب احياء وهران إذ ستتوقف في الأماكن التي تشهد حركية كبيرة وسيتم بيع المنتوجات مباشرة.

وحول ندرة مادة السكر فقد توصل الاجتماع الذي حضره ممثل عن مصنع برحال وسيفيتال، اللذان أكدا بأن الإنتاج لم يتغير وحتى التوزيع باق على حاله، الأمر الذي دفع بإطارات التجارة الى تكليف لجنة خاصة لمراقبة التوزيع على مستوى المحلات التجارية لمعرفة الخلل، كما اقترح “عابد معاذ” على الحاضرين تزويد “السوبرماركت” بهذه المادة حتى يطمئن المواطن ولا يتسبب في زيادة الندرة، مضيفا أن غياب سكر من الرفوف ضرب ولاية تلمسان، عين تموشنت، وسيدي بلعباس يوم الخميس، وهو ما دفع بهم إلى التنقل لوهران حيث اقتنوا كل ما وجدوه في المحلات.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق