الثقافي

معرض بالجزائر العاصمة يقارب بين فن العمارة والفن التشكيلي

يقدم الفنان التشكيلي خير الدين حساين في معرضه بالجزائر العاصمة, رؤيته الفنية حول التقارب بين عوالم الهندسة المعمارية والفن التشكيلي كونهما يحتكمان إلى تأثيرات المحيط الخارجي والإضاءة التي تنبع من الذات المبدعة.

ويحتضن رواق “زوار آرت” لوحات حساين, إلى غاية 7 ديسمبر المقبل, تحت عنوان “فن العمارة تحت ضوء الفن التشكيلي وتأثيراته”, حيث تعكس رؤية الفنان وحساسيته اتجاه التقارب الكبير بين الهندسة المعمارية باعتبارها علما دقيقا وفي نفس الوقت فرعا فنيا يسمح للمهندس بالإبداع والخيال وفق ما يتطلبه محيطه الخارجي وكذا نزعاته الفنية.

وجاءت الأعمال المعروضة تجريدية متنوعة تسمح بتكوين فكرة عن الخيارات الفنية لحساين, والبداية مع لوحة “أفريكا” ذات الألوان الدافئة والتي استنبطها من البيئة الإفريقية ذات الألوان المشرقة, فهي تشبه نافذة تطل على قارة ثرية بثقافتها وقدم حضارتها مطعما تلك الصورة المرسومة وأخرى بحروف فينيقية شكلت محور اهتمامه وبحثه خاصة وأنها تمتاز باستطالة شكلها إلى الأعلى أو إلى الأسفل فيما تتجه بعض الحروف الأخرى يمينا.

وانغمست ريشة الفنان, وهو مواليد مدينة شرشال سنة 1948, في ألوان متعددة دون تردد, باستعمال الأزرق والأبيض الساطع في مساحة امتزجت فيها تقنيات الرسم بين الكولاج والألوان الزيتية والرسم بالحبر ناهيك عن استعمال خامات مثل الورق الملون والعادي وورق البردي مع تركيز على تكثيف الألوان ومزجها فيما بينها لتنتج حالة فنية فارقة في عمل هذا الفنان.

وتقترح لوحة “عاصفة على دزاير” أفكارا لا نهاية لها ومتسعا لتفسير ريشة الفنان التي تنقل المشاهد إلى لحظة ارتفاع الأمواج وتلاعب الرياح بالقوارب وأشرعة السفن ومعها تدفق سيل الألوان الداكنة والفاتحة في نفس الوقت وكأنها غمام أسود يريد أن ينقشع.

وتصدرت لوحة “غزة تحت الحصار” قلب المعرض باعتبارها آخر ما أنتجه الفنان متأثرا بالمشاهد المؤلمة التي يتكبدها الشعب الفلسطيني حيث رسم مشاهد الدمار والنيران والمنازل المدمرة وأسلاك الفولاذ تحيط بالحياة, وأكد السيد حساني في هذا الموقف, أن هذه اللوحة تترجم تضامنه المطلق مع القضية الفلسطينية ومواقفه المؤيدة لحق الفلسطينيين في الأرض والحرية.

وفي الجزء الثاني من المعرض يظهر حساين, وهو خريج مدرسة الفنون الجميلة بالجزائر العاصمة سنة 1972, موهبته وخبرته كمهندس معماري يمتلك دقة رسم خطوط مستقيمة وزوايا متعددة الأبعاد مدروسة لأماكن يعرفها من خلال رحلاته الكثيرة إلى عديد العواصم حول العالم, وكيف يقدم لتلك الأمكنة ويلقي عليها نظرة من فوق.

وأما المجسمات التعبيرية المصنوعة من مواد مرسكلة مثل الحديد والنحاس والبلاستيك والخشب وورق المقوى فهي عبارة عن نماذج مصغرة لتصميمات يمكن تجسيده على أرض الواقع ويمكنها أيضا أن ترافق الفرد في حياته اليومية من خلال استعمالها كمصابيح تضئ ركن أي بيت أو مكتب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق