الوطني

زحف مناضلي العتيد نحو العاصمة هذا الخميس…..  أيام بعجي باتت معدودة في الأفلان  

 مراقبون يرجحون سيناريو تقديم بعجي لاستقالته تمهيدا لتعيين قيادة جديدة  مؤقتة تتولى التحضير لمحليات 27 نوفمبر

 

 

 

 

تتسارع تطورات الصراع في الحزب العتيد لترسم مشهدا عصيبا على  الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أبو الفضل بعجي ، في ظل مساعي الإطاحة به وأنباء تخلي السلطة عنه.

وكشفت مصادر من داخل الحزب ل “الديوان” عن شروع مناضلي الحزب من كل ولايات الوطن في الترتيب لتجمع ضخم لإزاحة بعجي من ال على راس الحزب  هذا الخميس .

و انتقل الصراع حول قيادة حزب جبهة التحرير الوطني إلى مستوى أعلى بعد تحالف خصوم الأمين العام الحالي أبو الفضل بعجي للإطاحة به وتعيين قيادة جديدة تتولى تسيير الحزب في هذه المرحلة والتحضير للمؤتمر الحادي عشر الذي تأخر لأكثر من سنة.

وما إن تسرب خبر سحب الحراسة الأمنية من بعجي صباح الإثنين ومغادرة مرافقيه  في سيارة “سكودا” من مقر الجهاز في حيدرة للعودة إلى الوحدة الأمنية حتى بدأت اجتماعات متتالية في مجلس الأمة معقل خصوم بعجي وأحد المكاتب غرب الجزائر العاصمة، حيث يسعى كل فريق للاستحواذ على التركة المفترضة وفرض خارطة طريق تبدأ بالسيطرة على إعداد القوائم المحلية.

السيناتور فؤاد سبوتة وزميله أحمد بناي ورئيس مجلس الأمة صالح قوجيل كانوا منذ الساعة الثانية زوالا في اجتماعات مغلقة وهم الذين عارضوا الأمين العام منذ فترة طويلة ورفعوا مطلب رحيله، وقد استقر الرأي عند رغبة قوجيل الذي يريد فرض قيادة تنسيق جماعية يكون هو رأسها تتولى تحضير المؤتمر وإعادة لم صفوف الحزب.

من جهة أخرى يسعى “المركزيون” الغاضبون لفرض دورة طارئة من أجل سحب الثقة من بعجي  وقد قدموا طلبا في وقت سابق لوزارة الداخلية من أجل منحهم رخهصة عقد اجتماع، غير أن الوزارة تجاهلت الطلب ولم ترد عليه  رغم إرفاقه بتوقيعات يصر خصوم بعجي أنها بالعدد الكافي.

ولا يعرف إن كان سحب الحراسة يأتي في إطار ضغط أصحاب القرار على بعجي لدفعه للمغادرة في سيناريو يحاكي مسلسل الإطاحة بالراحل السعيد بوحجة، وإنهاء مرحلة المواجهة التي فتحها مع خصومه من خلال إقصاء عدد كبير منهم بينهم قيادات بارة أبرزهم رئيس اتحاد الفلاحين محمد عليوي الذي سحبت الحراسة منه أيضا، بالإضافة إلى تغيير عدد كبير من المحافظين في الولايات.

ويطرح في كواليس الاجتماعات التي لم تتوقف سيناريو تقديم بعجي لاستقالته في الساعات أو الأيام المقبلة تمهيدا لتعيين قيادة جديدة تتولى التحضير لمحليات 27 نوفمبر، في حين يطرح آخرون سيناريو اقتحام الأمانة العامة من قبل أعضاء اللجنة المركزية وتنظيم اجتماع يفضي إلى عزل الأمين العام.

بالمقابل، يبدي أنصار بعجي ثقتهم في استمرار الرجل بمنصبه  ويعتبرون الضجة الحاصلة زوبعة في فنجان غذاها موقع رئيس المجلس الأمة صالح قوجيل في الدولة وإعطاء إشارات لأعضاء في اللجنة المركزية بوجود إيعاز للإطاحة بالأمين العام الخامس للحزب العتيد في فترة الخمس سنوات الأخيرة.

 

وكشفت هياكل حزب جبهة التحرير الوطني، تجريد الأمين العام للحزب أبو الفضل بعجي من الحراسة الأمنية، الأمر الذي يوحي إلى اقتراب موعد سحب الثقة منه، بعد سنتين من اعتلائه الأمانة العامة للحزب العتيد.

وقالت مصادر من محيط الحزب إن مصالح الأمن قامت بسحب الحراسة الأمنية منه دون سابق إنذار، وهي الخطوة التي ربطها بعض العارفين بالشأن السياسي بتمهيد رحيله من على رأس الأمانة العامة.

بينما بّررت قيادة الحزب تقليص الحراسة الأمنية لبعجي بكون الإجراء عام مسّ عددا كبيرا من الشخصيات السياسية، وليس الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني وحده، على غرار رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، وبعض رؤساء منظمات وطنية، من أمثال رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس، حسب ما نقلته جريدة الشروق.

من جهة أخرى، نفت مصادر من داخل الحزب أن تكون عملية سحب الحراسة الأمنية من أبو الفضل بعجي لها علاقة بالصراع الموجود داخل الحزب وقرب موعد رحيله، وإنما هي إجراءات سبق اتخاذها في حق العديد من الشخصيات السياسية في البلاد وبالتحديد بعد الحراك الشعبي.

وفي تطور ملفت في ملف الصراع داخل حزب جبهة التحرير الوطني بين الأمين العام للحزب أبو الفضل بعجي ومعارضيه، وعلى عكس هؤلاء، استفاد مؤخرا الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي الطيب زيتوني، من تعزيزات أمنية إضافيّة، تضيف المصادر ذاتها.

علما أن الصراع بين بعجي وأعضاء اللجنة المركزية المناوئين للرجل بلغ أشده هذه المرة، فبعد الوقفة الاحتجاجية التي نظمت أمام مقر الحزب للمطالبة بإلغاء القرارات الأخيرة الصادرة في حق بعض أمناء المحافظات، هدد الغاضبون باقتحام الحزب نهاية الأسبوع المقبل وسحب الثقة منه بالقوة.

واقترح منظمو الوقفة اسم السيناتور أحمد بناي كخليفة لبعجي في الوقت الراهن، إلى غاية اجتماع اللجنة المركزية للحزب.

وتأتي هذه التطورات أيضا في وقت لا تزال وزارة الداخلية لم ترد بعد على طلب أعضاء اللجنة المركزية والخاص بعقد دورة استعجالية، وهو الطلب الذي شكك فيه الأمين العام، مؤكدا أن معارضيه يتحايلون على العدالة وليس لديهم النصاب القانوني لاستدعاء اللجنة وإنما يحاولون إيهام المناضلين بأنهم على حق، على حدّ تعبير الرجل.

ويدافع قياديون بارزون في “الأفلان”، عن ضرورة إعادة بناء الحزب بعد الهزات العنيفة التي تلقاها في السنتين الأخيرتين، حتى ولو تطلب ذلك التضحية بالمشاركة في الانتخابات المحلية.

ويعتقد حسين خلدون، النائب عضو المكتب السياسي سابقًا، أن النأي بالحزب عن الانتخابات المحلية المقبلة هو الموقف السديد من أجل التفرغ التام لإعادة بناء الحزب ورد الاعتبار، حسبه، للمناضلين الحقيقيين الذين ابتعدوا عن الحزب لأسباب مختلفة

وأشار خلدون في مقال له على صفحته الخاصة على فيسبوك، أن هذا الموقف لا يعني مقاطعة الانتخابات في حد ذاتها وإنما القصد هو إعطاء الأولوية المطلقة لعملية إعادة بناء الحزب وفق مرجعياته التاريخية والتنظيمية من خلال مؤتمر سيّد يتوج بانتخاب قيادة شرعية من طرف المناضلين المندوبين بشفافية تامة في جمعياتهم العامة.

وكان بعجي قد صعد إلى سدّة الحزب سنة 2019، بعد انتخابه من أعضاء اللجنة المركزية، إثر سجن الأمين العام السابق محمد جميعي.

 

 

لخضر/م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق