الدولي

العدوان على غزة : الإحتلال الصهيوني مستمر في سياسة الدمار والخراب التي تهدد أمن وسلام المنطقة برمتها

مع دخول العدوان الصهيوني على قطاع غزة أسبوعه الثالث وبعد أن تجاوز عدد ضحاياه الخمسة آلاف شهيد، يواصل الإحتلال إرتكاب جرائمه بالقطاع الذي أضحى حطاما وخرابا ولا زال فيه أزيد من 1000 فلسطيني في عداد المفقودين.

و لليوم ال17 على التوالي, يواصل الاحتلال مجازره بحق المدنيين في قطاع غزة, حيث قصف الأحياء السكنية والمستشفيات, ما أدى إلى سقوط مئات الشهداء خلال ال24 ساعة الماضية.

و واصل طيران الاحتلال غاراته على قطاع غزة دون توقف ليلة أمس واليوم الاثنين, حيث تم قصف محيط مجمع الشفاء الطبي وسط مدينة غزة, وكذلك محيط مستشفى القدس غرب غزة.

و كانت طائرات الاحتلال الحربية, قصفت ليلة الأحد بعشرات الصواريخ والقنابل المتفجرة الارتجاجية, بلدة ومخيم جباليا شمال قطاع غزة.

كما يستمر الاحتلال الصهيوني في تهديداته بشن اجتياح بري على غزة, مع كل ما يعني ذلك من المزيد من القتل والدمار. فالاحتلال لا يكترث لحال المدنيين الفلسطينيين الذين تعرضوا لمآسي كبيرة في أرواحهم وممتلكاتهم, بل يواصل تكثيف غاراته الجوية على غزة, مديرا ظهره لكل الدعوات بضرورة وقف اطلاق النار و اغاثة أهالي المدينة الذين هم بحاجة كبيرة الى مساعدات إضافية لتخفيف عبء الأزمة الإنسانية.

و في أحدث حصيلة تقدمت بها مصادر استشفائية بغزة, اليوم الإثنين, فقد بلغ إجمالي عدد الشهداء في القطاع 5087 منذ 7 أكتوبر الجاري, شكلت نسبة النساء والأطفال فيه أكثر من 62%, حيث استشهد 2055 طفلا و1119 امرأة, في حين أصيب أكثر من 15273 شخصا آخر.

و يظهر ما يقوم به الكيان الصهيوني بغزة والضفة الغربية وبمناطق فلسطينية أخرى, حقيقة هذا المغتصب الذي يستمر في عدم التزامه بالشرعية الدولية التي لطالما نادى الفلسطينيون والمجتمع الدولي بضرورة احترامه لها, كما يعكس انسياب “الطفل المدلل” لبعض القوى, في جرائمه التي لا حدود لها.

و عن هذا, أبدى رئيس الوزراء الفلسطيني, محمد اشتية, استنكاره ازاء المواقف التي تعطي الاحتلال “رخصة قتل وغطاء سياسي”, مؤكدا أن ما يسمع من تحضير لاجتياح بري صهيوني لغزة يعني الاستمرار في “ارتكاب جرائم جديدة, وفظائع وتهجير قسري, وقتل من أجل القتل والانتقام.”

و حقيقة, فقد اثبت الاحتلال “قوته” في تخطيط طرق المراوغة والابتعاد عن سبيل السلام, لتحقيق اغراضه الاستعمارية التوسعية, عبر الدمار والخراب الذي يحدثه في المدن الفلسطينية, متناسيا أن كل هذا ما هو الا تهديد للمنطقة برمتها.

 الإحتلال “يوزع الكذب والتضليل” للمجتمع الدولي 

و يحاول الاحتلال طمس الحقيقة عن العالم والتغطية عن جرائمه, عبر استهداف الصحفيين الذين قتل الكثير منهم.

استهداف الصحفيين الفلسطينيين والإعلاميين الذين يقومون بتغطية العدوان على قطاع غزة, حذر منه ناصر أبو بكر, نقيب الصحفيين الفلسطينيين, الذي لفت الى أن “ما يخرج من وسائل الإعلام إلى الرأي العام, يمثل واحدا في الألف من الحقيقة ومن المجازر التي ترتكب, و ان ما نراه جزء يسير من هذه المجازر”.

و أكد ناصر أبو بكر ان الاحتلال “يوزع الكذب والتضليل” للمجتمع الدولي, لافتا إلى أنه هناك “تحريض” على الشعب الفلسطيني بالكامل, و أن هناك صحفيين في القنوات الفضائية التابعة للاحتلال يقولون “اقتلوا كل الفلسطينيين”.

و وسط ما أحدثه العدوان الصهيوني على القطاع وتعمده ضرب المرافق المدنية والخدماتية, فإن حاجة السكان للمساعدات تتعاظم, وسط انعدام الوقود وقطع الاحتلال للماء والكهرباء على الفلسطينيين.

و تفيد التقارير الواردة من غزة ان كميات المساعدات التي دخلت الى القطاع منذ أول أمس السبت غير كافية, وهو ما أكده برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية, التي طالبت اليوم الاثنين بضرورة فتح ممر آمن ومستدام لإدخال المساعدات الإنسانية.

كما شددت المنظمة على ضرورة “السماح بإدخال الوقود إلى غزة من أجل المرافق الصحية وشاحنات النقل”, مؤكدة ان “هذه القرارات تتوقف عليها أرواح”.

الى ذلك, تستهدف سياسة الاحتلال, الجانب الديني والعقائدي للشعب الفلسطيني عبر ضرب وتدنيس مقدساته, وهو الامر الذي يتكرر في العدوان الراهن على غزة مع استهدافه عمدا للمساجد و الكنائس.

فقد اعلنت مصادر رسمية بالقطاع, تدمير المحتل الصهيوني خلال العدوان على المدينة ل31 مسجدا بشكل كلي, فيما تضررت أخرى بأضرار متفاوتة, منها ما هو جزئي وعدد آخر تضرر بشكل بليغ.

و من بين المساجد المستهدفة, مسجد “عز الدين القسام” ببلدة “بيت لاهيا” شمال القطاع, الذي تم قصفه بصاروخين من طائرات “إف – 16”, و مسجد “أحمد ياسين” الواقع وسط مخيم “الشاطئ” شمال غرب غزة والذي سوته طائرات الاحتلال بالأرض بعد أن أطلقت عليه 3 صواريخ من طائرات “إف – 16”, ما تسبب بمجزرة ارتقى على إثرها عدد كبير من الشهداء وعشرات الإصابات.

و بالتزامن مع ما يجري بقطاع غزة, يزداد التصعيد الصهيوني في محافظات الضفة الغربية, بما فيها القدس, تم في اطاره تنفيذ قوات الاحتلال وعصابات المستوطنين وعناصرهم الإرهابية المسلحة, انتهاكات وجرائم ضد الفلسطينيين و أرضهم وممتلكاتهم ومنازلهم ومقدساتهم, كان آخرها الاقتحامات الدموية المتواصلة والتي باتت تترافق بشكل متعمد بإطلاق النار على المواطنين الفلسطينيين بهدف القتل, ليرتفع عددهم خلال هذا العدوان المدمر إلى 95 شهيدا حتى الآن.

كما اعلن رئيس الوزراء الفلسطيني, محمد اشتية, أن جرائم الاحتلال ترتكب في كل أنحاء فلسطين, في غزة وطولكرم والجلزون ونور شمس ورام الله ونابلس وجنين والقدس والخليل وأريحا وبيت لحم وطوباس وقلقيلية وغيرها.

غير أنه أكد أن “سعينا للحرية والاستقلال وإقامة دولتنا لن يتوقف, وصمودنا على أرضنا لن تخلخله جرائم المستعمرين”.

من جهتها, حذرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية, اليوم الاثنين, من استغلال الاحتلال الصهيوني لعدوانه المتواصل على قطاع غزة, لتنفيذ مخططه التوسعي في الضفة الغربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق