مبدعون

الكاتبة الشّابة ” خولة رزيق “…..كتاباتي هادفةٌ ، و ” وشاحي الأحمر ” هي  انعكاس لقضايا الواقع و المجتمع

 

 

حاورها / أ . لخضر . بن يوسف

فتحت الكاتبة الصاعدة  ” خولة رزيق ”  قلبها ليومية “ أخبار الوطن ” في هذا الحوار الحصري ، كاشفة عن ميلاد باكورة أعمالها الموسومة بـ ” وشاحي الأحمر ” الصادرة حديثا عن دار نقطة بوك  للنشر والتوزيع ، وبالتالي فهذا الكتاب الجديد يضم داخله الكثير من الرسائل التي تحكي فيها  صاحبة 16  ربيعا عن معاناة وانعكاس لقضايا الواقع و المجتمع  ، كما أن ابنة الجلفة لم تتوقف عند هذا الحد بل تطرقت في كتابها هذا  لمواضيع اجتماعية كثيرة سيكتشفها القارئ  لمؤلفها  الذي أرادت من خلاله أن يكون أول خطوة لها في مجال الكتابة ،  وهذا بغية تحقيق  النجاح الحقيقي لأدبها الشبابي الذي يؤكد  مرة أخرى أحقيته في تسليط الضوء عليه لأهميته البالغة على المستويين الوطني والدولي ، كما أن “ خولة ”  قارئةٌ شغوفةٌ ، كاتبةٌ وروائيّة معروفة بحبها للكتابة حتى النخاع و بعشقها الكبير للّغة العربيّة قبل كلّ شيء و باحثة في شتّى مجالاتها خاصّة النّحو منها ، فهي اختارتها لتترجم أفكارها للقارئ في كل مكان – لديها مؤلّفان في مسيرتها الكتابيّة – وهذا يعد تفوقا أدبيا لفتاة ترغب في أن تكون قيمة مضافة للأدب الجزائري الذي استعاد عافيته بفضل هؤلاء الكتاب الشباب المبدعين الذين ساهموا في النهوض والارتقاء بهذا الأدب ، الذي أثبت حضوره في العديد من المناسبات الأدبية العربية والعالمية ككل.

 

 

 

كيف أينعت شخصيّة المبدعة خولة ، ومتى بدأت تعانق وهج الحرف؟

بصراحة ، بدأت الكتابة في سنّ مبكّرة ، ولكن لم ألقَ التّشجيع الكافي أو الاهتمام ، وربّما النّصائح التّي أطوّر بها نفسي إلّا عندما بلغت سنّ الثالثةَ عشرة سنة ، حيث شجّعني أستاذي على المطالعة ، وشاركت في تحدّي القراءة العربيّ…  إلّا أنها كانت خطوة غير موفّقة لكنّها أسهمت في جعلي أكتب أوّل رواية لي.

 

 

 

 

هل عشقك للكتابة جاء صدفةً ، أم أنّ ظروفًا أخرى أسهمت في إخراج هذه التّلاوين الإبداعيّة؟

 

أستطيع القول أنّ عشقي للكتابة كان موروثًا عن أفراد أسرتي ، وفي نفس الوقت أسهمت المطالعة المكثّفة في إخراجه.  لا نكتفي بالموهبة، بدورنا علينا صقلها لتخرج آنذاك ، وترى النّور.

 

 

 

البيئة تؤثّر دائمًا في المبدع وهو يؤثر فيها ، ما أضافت لكِ بيئتك المحيطة؟

 

لم تضف لي بيئتي شيئًا ، سأقولُ أنّها أحبطتني أوّلا وما زالت تفعل ، لكنّني واجهتها بالإرادة والصّمود ، ووقفت بوجهها متحدّيةً آبيةً إلّا أن أصل للمبتغى.

 

 

 

 

وشاحي الأحمر” أوّل إصدار لك ، لو تحدثينا أكثر عن هذا المنجز الإبداعيّ وتقربي القارئ منه ؟

 

إذا أردت أن أصارح القارئ بوصف محتوى الكتاب سأقول : ” إنّه عقاب لخولة ” حيث أن الرّواية هذه ضاعت منّي بسبب إهمالي للقلم ، وتوجّهي نحو الكتابة في الهاتف ، أمّا ما تحمله فأظنّ أنّها هادفةٌ اجتماعيًا، ودينيا، وعاطفيا كذلك…  لكلّ كاتب رسالة وهدف ، وأنا حاولت إيصال أوّل رسالة لي من خلال هذه الرّواية وعلى هذه السّيرة،  أنصح كلّ كاتب  بأن يحافظ على علاقته العاطفية مع القلم وأن يصون العشرة بينهما.

 

 

 

 

 

من أين تستمدّ الشّخصية الرّوائيّة حيويّتها وحضورها المؤثّر داخل خطابك السّردي؟

 

أفضّل أن أكتب رواياتي بطريقة أدرج فيها الراوي ضمن الشخصيات ، لذا ففي روايتي هاته، الرّاوية هي نفسها بطلة القصّة ، قد يظهر للبعض أنها تستمدّ قوّتها من الألم والمعاناة ، لكن في الأصل هي لا تأبه بما يحيط بها ؛ تركزّ على الهدف وحسب ، وبالنّسبة لي ولها: “إنّ التّركيز على الهدف هو أوّل خطوات النّجاح “.

 

 

 

هل هناك مشاريع أخرى في مجال السرد تنحى بخولة إلى التميز بعد أن خاضت تجربة الرواية ؟

أجل ، فأنا أميل كذلك لكتابة السيناريوهات ، لكن هذا يتطلب دراسة أكثر، خبرةً أكثر وجهدا أكبر،  أحاول أن أترك ذلك للوقت المناسب

 

 

 

 

هل تتطابق شخصية خولة الإنسانة مع الكاتبة والطالبة ؟

طبعًا لا،  دوما هناك أوجه اختلاف  وهذا أمر بديهي ، فشخصيتي كطالبة صارمة أكثر، وشخصيتي ككاتبة أقلّ اجتماعية من شخصيتي مع عائلتي ، لست متكبرة كما يظنني الكثيرون، أنا فقط أحب رسم الحدود ، ولديّ ثقة كبيرة بشخصي.

 

 

 

 

الخوف من التوقف عن الكتابة يدفع البعض للاستمرار، هل لديكِ هذا الهاجس؟

كل كاتب يمرّ بفترة يفتر فيها حبر قلمه ، ويشح فيها يراعه عن النّفث ، لكن هذا ليس بهاجس بالنّسبة لي ، كلّما أشعر بأنّني أكاد أفقد عزيمتي أستنتج أنّني بحاجة لغذاء ، وأسارع  لأقرأ وأتسلح للمعارك القادمة ، ولألج لعالمي بقوّة أكبر مرّة أخرى.

 

 

 

الوضع الثقافي في الجلفة  كيف ترينه ، هل للكاتبة خولة أي اقتراحات أو توصيات بخصوص الأمر؟

لأكون صريحة ، في ولايتي كثيرٌ من المواهب التّي تستحقّ التشجيع والدّعم ، لكنّها مدفونةٌ حقّا. وأظن أن هذا الأمر لا يخصّ ولايتي فقط ، بل أراه قد تشعّب لجميع الولايات تقريبًا.

أما بالنسبة للتوصيات والاقتراحات ، نشاطات مكثّفة أكثر قليلًا لكلّ المجالات الإبداعيّة تسعى لتطوير المواهب ، وإخراجها من غياهب ظلمات الظلم إلى آفاق نيّرة.

 

 

 

ماهي طموحاتك وآفاقك المستقبلية؟

لا أكتفي بالكتابة ، أطمح لأن أصبح مدقّقة لغويّة ، وبالفعل تحصلت على شهادة في ذلكَ

وانضممت لكادر على مستوى عربيّ ، والدّعم لم يكن من داخل الجزائر بل كان من خارجها. كما أعمل على نفسي لأصبح سيناريست ، ودكتورة في علم البلاغة.

 

 

كلمة أخير لقراء الحوار وللجريدة

 

كلمتي للكتاب واحدة لا تتبدّل ، دافعوا عن أحلامكم وواجهوا بكل ما أوتيتم من قوّة ، ولا تتركوا الساحة الأدبيّة فقط لأجل الصّروف.

أما للقراء فأتمنى أن أكون عند حسن ظنّ الجميع، وأن أسهم ولو بنسبة قليلة في السموّ والارتقاء بالأدب العربيّ.

نهايةً : أوجه تحيّتي لأجمل كادر تعاملت معه” نقطة بوك للنشر والتوزيع”  دون استثناء أحد منهم  ، وأشكر جريدة أخبار الوطن  وكل القائمين عليها على هاته الالتفاتة الطيّبة ، وعلى دعمها للكتّاب وإسهامها في إبرازهم . شكرا جزيلا لكم

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق