حوارات

من بين ألف صانع محتوى يقتحم مجال الفن سينجح اثنان في حال لم يتم تكوينهم, مليكة يوسف للدّيوان: الحمد لله “كاين التيليكوموند”

القامة الفنية، مليكة يوسف تحدثت خلال حوارها مع الديوان عن رغبتها في المشاركة ضمن المواسم المقبلة من “عاشور العاشر” كما عبّرت عن سخطها تجاه ما تعرفه السّاحة الفنية من ما بات يشبه الفوضى لقاء طرح أعمال لا تليق بالذّوق العام على الشاشة خلال الشّهر الفضيل، داعية سلطة الضبط للتدخل ومراقبة ما يتم برمجته وبثه خاصة خلال رمضان.

حاورتها بلعظم.خ

الدّيوان: كيف تقضي مليكة يوسف الشّهر؟
مليكة يوسف: مثل كل النساء الجزائريات والعربيات المسلمات، أتسوّق ثم أبدأ بتحضير وجبة الإفطار، لأجتمع بصغاري على المائدة، وبشكل عام أستغل الشّهر للعبادة وتلاوة القرآن.
الدّيوان: ماذا تابعت من البرامج هذا الموسم؟
مليكة يوسف: بكل صراحة، أهتم جدّا بمشاهدة أي عمل أقدمه للجمهور لأقيم أدائي، فهذا الموسم تابعت “وين رانا رايحين” الذي شاركت فيه إلى جانب عبد القادر عدّاد وبختة بن ويس، ولأول مرة كنت أرغب بشدة بعدم تفويت أي حلقة من “عاشور العاشر” غير أنني لم ألتزم، بداعي ضيق الوقت، أما ما استطعت متابعته منه فقد أكد لي مجددا ذكاء “جعفر قاسم” وقوة الإنتاج الفنية من حيث الصورة والصوت، الديكورات وكل تفصيل في العمل، ولا أخفي رغبتي الشديدة في المشاركة في المواسم المقبلة منه، أرغب حقا في العمل إلى جانب “جعفر قاسم”.
الدّيوان: ماذا عن العمل هذا الموسم وهو يقدم للجمهور دون شخصيته الأساسية صالح أوقروت؟
مليكة يوسف: صراحة شعرنا بالفراغ الذي تركه، خاصة أنه هو من بنى شخصية “عاشور” وألبسها ثوبه، وباعتقادي أنه لو لم يكن الفنّان زلّوم لما قبل فنان آخر تعويض صالح، لأن الأمر ليس سهلا، لكن “زلّوم” فنّان أكثر من رائع، وسبق لي العمل معه ضمن “وهيبة” وقتها أنا من اخترته ضمن “الكاستينغ” لأنني كنت المسؤولة عن العمل، وتأكدت من يومها من إبداعه في تقديم أي شخصية تُعرض عليه، ولنكون صريحين أكثر فلا أحد لا يمكن تعويضه، لأن الأعمال الفنية تتوقّف على الإخراج المتميز والدّيكورات والتقنيين وباقي الطّاقم وعلينا أن نتقبّل “زلوم”، كما أنني لاحظت هذا الموسم أن الموضوع شيق وليس كوميديا مائة بالمائة بل مزيج بينها وبين الدراما التي طغت على العمل وطرحت قضايا سياسية هامة، فبالنسبة لي هو عمل متكامل.
الدّيوان: ماذا أعجبك من أعمال أخرى غير “عاشور”؟
مليكة يوسف: حقيقة أعجبت جدا بـ “محمد خساني” وعمله “في التسعين” فيما يتعلق بالكوميديا، وبحكم أدائي صلاة التراويح فلا يتبقى لي الكثير من الوقت خلال السهرة لأشاهد باقي الأعمال.
الدّيوان: لم نتحدّث بعد عن الأعمال التي لم تنل رضاك؟
مليكة يوسف: كما سبق وقلت لم يتسنى لي مشاهدة الكثير من الأعمال، لكن ذلك لا يعني أنني صُدمت هذا الموسم بعرض انتاج كامل بطلته رغم أنني لا أعرفها بشكل شخصي، تبقى مغنية تقدم أعمالها داخل الكباريهات، “هي ربّي يعفو عليها” ولا أعرف ظروفها لكن الحق يقال، لا يجب أن تعرض مثل هكذا أعمال خلال الشّهر الفضيل، وأقصد من تضم في طاقمها وجوها تنتمي إلى أماكن لا رغبة للمشاهد في دخولها إلى حرمة منزله عبر الشّاشة، لأن العائلة الجزائرية تجتمع في العام مرة أو مرتين بالأكثر، وأكثر اجتماعاتها تكون خلال الشّهر الفضيل، فكيف لنا ونحن دولة إسلامية أن نربي أبناءنا على القيم وعلى التلفزيون تعرض أعمال بذلك المستوى، هي “بينها وبين خالقها” لكن لا يجب الخلط.
الدّيوان: لكّنها تحقق نسب مشاهدة عالية.
مليكة يوسف: متأكدة أن من يتابعونها يفعلون ذلك بداعي الفضول وليس الإعجاب بما تقدّمه، والحمد لله “كاين تيليكوموند” ولا أستبعد في حال استمرينا على هذا الوضع أن يتم جلب “ريبيكا” والمخنّثون وغيرهم للتمثيل وتقديم أعمال (رمضانية)، وما أرغب في قوله هو أن الدّول الأجنبية تخصص قنوات تبث مثل هذا النوع من البرامج حصرا، ولا يتم خلطه مع برامج العائلة، وكل من يرغب في المشاهدة يكفي أن يحول على تلك القنوات متعمدا، فالآن الدّور راجع لسلطة الضبط التي عليها ضبط ومراقبة ما تبثه القنوات الخاصة من أعمال تخالف دفاتر الشّروط.
الدّيوان: حدّثينا عن جديدك في المسرح؟
مليكة يوسف: كتبت وحضّرت مسرحية قوية، عن “صالح باي” تحت عنوان “صالح الجوهرة” وقد كان باي قسنطينة، أعجبت جدا بشخصيته وما خلّف وراءه من مجالس لتلاوة القرآن والمسجد الذي يحمل اسمه، وكان ذلك وقت الحجر العام الماضي، كما عرضتها على معظم الحسابات الرسمية لمسارح الجزائر، وبالنسبة لي أعتقد أن الشخصية تستحق أن تتحول إلى فيلم طويل.
الدّيوان: ماذا بعد رمضان؟
مليكة يوسف: أتمنى أن أتوفّق في تقديم عملين واحد كوميدي “كوميديا سوداء”، والثاني دراما، طرحتهما على التلفزيون الجزائري كوني ابنته، ولي رغبة ملحة في تقديم أعمال من إعدادي على شاشته رمضان المقبل.
الدّيوان: ماذا عن المسرح؟
مليكة يوسف: في حال تم رفع الحجر عن الولايات، سأتمكن وقتها من تقديم جولة عبر مسارح القطر، لمسرحية “صالح الجوهرة” لأنني لم أتمكن بعد من القيام بها، وأذكر أن العمل مدعم من طرف صندوق الدعم بالوزارة.
الدّيوان: ترغبين طرح مسألة ما لم نتناولها في هذا الحوار؟
مليكة يوسف: أود توجيه من يعرفون بصناع المحتوى إلى التكوين قبل اقتحام مجال الفن، لأن العمل على يوتيوب أو غيره من المنصات علا علاقة له بالفن وتقديم الشخصيات، وإلا البقاء في مجالهم، ومتأكدة من أنه في حال اقتحم ألف منهم المجال لن ينجح سوى 2 أو 3 منهم لا أكثر في حال لم يتم تكوينهم وتأهيلهم، مع أنني لا أنكر أن بعضا منهم موهوبون، وهو ما تأكد لي وقت عملنا على تقديم مسرحية “آدم وحوّاء” فقد اكتشفت وجوها جديدة واحد منها من ولاية سعيدة، وكذلك عبر مسرح الطفل، لذا يجب مرافقتهم ومساعدتهم في التّكوين الجيّد، مع تمنياتي بالنّجاح لكل من يبادر لأننا كلنا جزائريون نتمنى النجاح لبعضنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق