الثقافي

وهران: عودة “البانتوميم” بقوة إلى فضاء الركح برؤية إخراجية متفردة

عاد مسرح “البانتوميم” بقوة إلى فضاء الركح بوهران بحركات جسمانية تحمل تجربة ورؤية إخراجية جديدة و متفردة تجذب الجمهور بطريقة إبداعية وذلك بعد اختفاء هذا الفن من المشهد المسرحي بعاصمة غرب البلاد التي كانت تعرف بهذا الأداء التمثيلي, حسبما أكده مسرحيون عشية اليوم العالمي للمسرح المصادف لـ 27 مارس.

واستطاعت أعمال فنية من مسرح “الميم” أو  “الصامت” أن تصنع فرجة درامية من توقيع الثنائي المسرحي, المرحوم بلفضال سيدي محمد (1964-2024) وهواري بورا, ليلتحق بهما الفنان المتمرس علي خوجة الذي له باع طويل و عدة تجارب تمثيلية في هذا النوع من الفنون تعود إلى السبعينيات من القرن الماضي.

و كان الفضل في إعادة بعث مسرح “الميم” بعاصمة غرب البلاد للمسرحي الراحل بلفضال الذي كان مولعا بالأعمال الفنية الصامتة مما جعله يبادر بتصميم مسرحيات خطابها الصمت تعتمد على الإيماء و الحركات الجسمانية كقناة وحيدة للتواصل مع الجمهور, حسبما أبرزه ل”وأج” رئيس الجمعية المحلية الثقافية “الأمل”, محمد ميهوبي.

وتتجلى هذه الأعمال الفنية المشتركة بين بلفضال سيدي محمد و هواري بورا في مقدمتها “سيرك المهرجين” التي تحكي عن يوميات مهرج وبعدها جاءت “موزاييك” بنسختيها الأولى و الثانية و التي تروي مختلف الأحداث السياسية و الاجتماعية و الحروب و الأمراض التي شهدها العالم منذ التسعينيات إلى غاية الوقت الراهن.

و يكمن الجديد في هذه المحاولات التي أعطت نفسا جديدا لمسرح الصامت في كون “مدة العرض تجاوزت الساعة وعدد الممثلين فاق عشرة, علما أن القاعدة في مختلف مدارس مسرح الميم أن شخص واحد يؤدي العرض و مدته لا تتجاوز 10 دقائق”, حسبما أبرزه المسرحي هواري بورا الذي أشار إلى أنه تم ادرج في الفريق الذي جسد هذا العمل فوق الخشبة العنصر النسوي الذي أدى عمله باحترافية و من بينهم فتاتين من ليبيا.

و على الرغم من طول العرض, فان الجمهور الذي لا يعرف الكثير عن هذا الفن, تفاعل مع هذه العروض المبنية على فرجة شاملة ومتكاملة, كما أضاف بورا, الذي أشار في ذات السياق إلى أن ” سيرك المهرجين” على سبيل المثال تم عرضه أكثر من 40 مرة في مختلف دور الشباب و المسارح وفي مراكز العطل للأطفال والعائلات.

و بعد هذه التجارب, جاءت تجربة ثانية بين الراحل بلفضال  سيدي محمد و الفنان علي خوجة البالغ من العمر 70 سنة الذي أدى عرضا في “الميم” يحمل عنوان “غزة” تناول فيه المجازر التي ارتكبها العدو الصهيوني في فلسطين.

التكوين مفتاح الديمومة

وتعد تجربة ثلة من الفنانين في مجال مسرح الصامت بوهران “رائدة” و لكنها تحتاج إلى تدريبات حيث أن كتابة الصمت ليست سهلة وتتطلب مهارات عالية و معرفة كبيرة بالممارسة وميدان الميم والإشارات, حسبما أكده الأستاذ عزوز بن عمر من قسم الفنون الدرامية لجامعة وهران 1 “أحمد بن بلة”.

و في هذا الشأن, أكد نفس الأستاذ على ضرورة تكوين المكونين في مسرح الصامت مع الاستعانة بخبراء في المجال مما يسمح -حسبه- بتكوين جيل جديد في هذا النوع من الفنون الذي يعتمد على الكلام الجسماني الذي يحتاج إلى طاقة و مهارات و إلى صحة بدنية و رياضة والى معرفة فكرية وفلسفية للموضوع المطروح في النص المسرحي.

و أكد من جهته الفنان علي خوجة أنه مستعد للعمل مع الشباب الهاوي لهذا النوع من الفنون و جمع أعماله و نشرها عبر الانترنت لتعميم الفائدة, داعيا إلى إدراج عروض الصمت في المهرجانات المسرحية الوطنية و الجهوية و المحلية.

وفي سياق متصل, ذكر الفنان المسرحي محمد ميهوبي أن المسرحي الراحل بلفضال سيدي محمد استطاع أن ينظم دورتين لتظاهرة “أيام المسرح الصامت بوهران ” و حققت نجاحا و استقطبت جمهورا غفيرا وكان يسعى إلى تنظيم الطبعة الأولى للمهرجان الوطني لمسرح الميم بوهران في 2024 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق