حوارات

الفنان “زيڨوما” ضيف الديوان يكشف : تعرضت للإحباط مرارا لكنني صمّمت على مواصلة ما بدأت فيه 

كنت نحيفا وطويل القامة فلُقّبتُ بـ زيڨوما 

رفضوا طلبات تأشيرة سفرنا للمشاركة بأعمالنا في مهرجان “كان”  

قدّمت “الديوان” و”الراب” فترة شبابي 

طالما اعتقدت أن السينما مجرد كاميرا ثم Action

حاورته : بلعظم.خ
بثت اليوم قناة الديوان حوارا شيقا مع الفنان المعروف بـ “زيڨوما” تحدث خلاله عن بداياته في المجال وأصل تسميته وعدة مواقف مر بها خلال مسيرته، أما الإسم الحقيقي لضيف الديوان هذه المرة فهو قويدر مراجح من مواليد السبعينات بولاية وهران.
الديوان : كيف بدأت ؟
قويدر مراجح : بداياتي كانت عبر مسرح الكشافة في سن 14، كنا نقدم عروضا مسرحية في عدة مناطق من ولاية وهران، لكننا توقفنا فترة العشرية السوداء للأسف، إلى أن مرت تلك الفترة العصيبة لتبدأ مغامرتي مع الفن، مباشرة بعد لقاء جمعني بصديقي المرحوم بلة، وقتها كان يرغب بشدة في تقديم عمل رمضاني يتمثل في سكاتش حمل عنوان “مول النية يربح ومول الحيلة يميل”
الديوان : مع أي شركة انتاج نفذتم العمل ؟
قويدر مراجح : حين أتذكر كيف قمنا بتسجيله أضحك كثيرا، فوقتها لم نكن نملك سوى كاميرا وحيدة، خاصة بصديقي “هواري ميمون” وقتها كان يملك استوديو تصوير وطرحنا عليه الفكرة، تردد بادئ الأمر لكننا سرعان ما بدأنا التصوير على مستوى حي “بروتان” بوهران، بعد أن وضع كل منا مبلغا من المال لسد مصاريفه، وكان ذلك عام 2000، كما شاركنا العمل “عمر ماكارينا”
الديوان : أي دور لعبت في السكاتش ؟
قويدر مراجح : قدّمت دور المحتال في العمل، ووقتها أذكر أن سكان الحي عرضوا علينا تقديم أي نوع من أنواع المساعدة والخدمات التي نرغب فيها من أجل إنجاح العمل فور إنهائنا أول أيام التصوير الذي صادف أول أيام الشهر الفضيل في تلك السنة، قبل أن يتكفل بكافة المصاريف أكبر تجار الذهب بولاية وهران “بوعشرية” .
الديوان : هل لاقى العمل النجاح المرجو ؟
قويدر مراجح : نظرا لأننا كنا همجيين خاصة خلال تركيب السكاتش لا أعتقد أنه كان سيلاقي نجاحا محليا، لكننا كنا سعداء جدا ونحن نتفرج عليه وهو يبث، ما شجعنا على تصوير سكاتش آخر مع هواري ميمون دائما حمل هذه المرة عنوان Délinquance ، يروي قصة لصين وجسدت أن دور الشرطي إلى جانب المرحومان عمر ماكارينا وخالد ووقتها حققنا نجاحا محليا كبيرا شجعنا ذلك بعدها على تقديم أعمال أخرى أفضل، لكنني أعترف أنني وقتها كنت أعمال بشكل همجي وكل ظني أن السينما هي مجرد كاميرا ثم “أكسيون” .
الديوان : ماذا اشتغلت إلى جانب التمثيل ؟
قويدر مراجح : لم أكن بعيدا أبدا عن الفن، فقد كنت أنتمي تلك الفترة إلى مجموعة “ولاد الحاج حسني بلاطو” الفلكلورية، وكنت أقدم الديوان والبارود، بعدها أنشأنا أنا وأصدقائي مجموعة للراب، وكانت لنا عدة جولات بالمدن الجزائرية، وكان ذلك فترة شبابي التي احترفت فيها الديوان والراب، إلى أن أسسنا المجموعة الرائعة للراب تحت اسم “T D S” وتحمل معنى “وضعية صعبة جدا” وحقا كانت تلك وضعيتنا ونحن نقدم أعمالنا في ظروف أقل ما يقال عنها صعبة للغاية.
الديوان : هل واصلت بعدها تقديم السكاتشات ؟
قويدر مراجح : تلك الفترة تواصلت مع المنتج سمير دلال، كان يرغب في تجسيد قصة واقعية، لشاب قرر الهجرة عبر قوارب الموت، فمات كل من معه من أصدقائه ونجا هو، وفعلا تقربنا منه وأخذنا بعض التفاصيل عن حكايته التي تحولت إلى عمل درامي رائع حمل إسم “تأشيرة الموت” وأحداث الفيلم تبدأ من قاعة الإنعاش، أما دور البطولة فعاد لي أنا، لكن مع الأسف النجاح لم يكن محليا بل خارج الوطن، ووقتها تواصلت مع أصدقاء لي هناك للمشاركة به في عدد من المهرجانات، والمؤسف أكثر أننا لم نحصل على تأشيرة السفر للحضور في أي منها.
الديوان : هل منعك ذلك من الاستمرار ؟
قويدر مراجح : حقيقة حز ذلك في قلبي، لأن من يرغب في عدم العودة إلى الوطن بعد السماح له بالسفر لن يعمل، مثلما كنا نجتهد نحن، لكن ذلك لم يحبطنا، خاصة وأننا رغبنا في العمل على تقديم جزء ثاني له، بعد أن تواصلت مع نايب الهواري المعروف بـ هواري بوسطن، وقتها فكرنا في الانطلاق برحلة الحرقة من الميناء، وهذه المرة شاركنا بالعمل في مهرجان “كان” الدولي، عام 2006 وراسلتنا إدارته بالقبول مع الاعتماد وطلبات الصحافة بإجراء حوارات معنا حول الجزء الثاني من “تأشيرة الموت” ولأن سعادتنا كانت أكبر فخيبتنا كانت لا توصف حين قوبلت طلبات حصولنا على تأشيرة السفر بالرفض، وقتها تعرضنا للانهيار وصُدمنا حقا.
الديوان : ماذا تركت تلك الصدمة فيك ؟
قويدر مراجح : أُحبطتُ حقا، وابتعدت عن المجال، كما أنني لم أجد من يقد لي وقتها يد المساعدة، وكان توجهي إلى الله عز وجل، مع بقاء شغفي بالفن في انتظار فرصة أخرى، إلى أن اتصل بي مرة أخرى “هواري ميمون” للتحضير لعمل كوميدي جديد كان يرغب بعرضه والعودة إلى الانتاج مجددا.
الديوان : إلى الآن لم نعرف ماذا كان أصل تلقيبك بـ “زيڨوما”
قويدر مراجح : أذكر طفلة في الحي كانت تناديني بذلك اللقب، لأنني وقتها كنت نحيفا وطويل القامة تماما كتلك الحلوى التي كانت تسمى “زيڨوما”، ووقت اتصل بي “هواري ميمون” للتحضير لسكاتش جديد، طلب مني خلال التصوير أن أعثر على إسم فني يكون مضحكا ومقبولا لدى الأسر الجزائرية، فعرضت عليه التسمية، استغربها في البداية لكنه سرعان ما تقبلها، بل حملت تسمية السكاتش “بروفيسور زيڨوما” رفقة “هواري فتيتة” تجسد حكاية ثنائي يرغبان في زراعة الخرشوف بالصحراء، وحصد نجاحا مبهرا وقتها، ليتم اعتماد التسمية من وقتها إلى الآن.
الديوان : كانت لك مشاركات مع منتجين أجانب كيف حدث ذلك ؟
قويدر مراجح : البداية كانت باتصال من “مراد” مناجير الفنانة ياسمين عماري، الذي ربطني بشخص آخر كان طلبه أن أجمع له ضمن مهرجان الفلكلور كل فرق الغرب الجزائري، ولأنني نجحت في المهمة، عاد وتواصل معي نفس الشخص لأشارك في العمل الضخم “البير كامو” لانتقاء الديكوارت وأماكن التصوير، كما عُرض علي وقتها تقديم دور في العمل لكنني رفضت لعدم ملاءمته وتعارضه مع مبادئي، غير أنني أعترف أنني من خلال ذلك العمل بدأت الاحتراف وأدركت معنى السينما الحقيقي، وبعدها شاركت مرة أخرى في أعمال أجنبية ثم “الشهيد زبانة” الذي قدمت خلاله دورا أيضا، وبعد ذلك التحقت بفيلم “الوهراني” لكنني سرعان ما غادرت لعدم الاتفاق مع القائمين عليه.
الديوان : أيهما أحب إليك، التمثيل أم عملك كتقني ضمن مؤسسات الانتاج ؟
قويدر مراجح : كلاهما أحب إلي لأنني فخور بمشاركاتي ضمنهما، إلى جانب محترفين، كتلك الفرصة التي عرضها علي “بوسكي” أين كنت أعمل إلى جانب مصور ومدير تصوير من هوليوود، وبعدها اتفقت أيضا على العمل مع المخرج زكرياء رمضان، قبل أن تتواصل معي مؤسسة “تيليكام” للإنتاج السينمائي، فقدمت إلى جانب الراحل “محمد جديد ـ بوضو” وعبد القادر عداد الأجزاء الأربعة من سلسلة بوضو، ثم أعمال أخرى آخرها العام الماضي ضمن “الفايدة والحساب” وهناك مفاجأة أخرى هذا الموسم، دون أن أنسى ذكر مشاركتي في العمل الدرامي الناجح “اولاد الحلال” وأعمال أخرى ليس هناك متسع للحديث عنها.
بلعظم.خ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق