الثقافي

سيلا 2023: الكتابة المسرحية في الجزائر مرتبطة بالتحولات التي عرفها المجتمع

أكد مسرحيون و مختصون في المسرح الجمعة بالجزائر العاصمة، في ندوة بعنوان “الكتابة المسرحية : الراهن و التحولات” نظمت في إطار البرنامج الأدبي للطبعة ال26 لصالون الجزائر الدولي للكتاب، أن الكتابة المسرحية في الجزائر واكبت التحولات التي عرفها المجتمع.

وفي هذا الإطار، أوضح مدير المعهد الوطني العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري (إيسماس) ،محمد بوكراس ، أن ” تجربة الكتابة المسرحية في الجزائر مرتبطة بتحولات عرفها المجتمع الجزائري على المستوى الإجتماعي و السياسي وغيرها من المتغيرات حيث تعود الإرهاصات الاولى في هذا المجال إلى كتابات محيي الدين باشطارزي و رشيد قسنطيني و علي سلالي (علالو) و غيرهم ممن حاولوا مواكبة مختلف التطورات في المجتمع تحت وطأة الإستعمار من خلال نصوص سواء مقتبسة أو من وحي تأليفهم مع تركيزهم على تيمات تحافظ على الخصوصية الثقافية و اللغوية”.

وأشار المتحدث أنه بعد الجيل المؤسس للفعل المسرحي الذي إعتمد على أشكال مسرحية مختلفة جاء جيل آخر على غرار مصطفى كاتب و عبد الحليم رايس ممن أبدعوا نصوصا واكبت الثورة”، مشيرا إلى أن “أجيالا من كتاب مرحلة ما بعد الإستقلال و المرحلة الحالية حاولوا خوض تجارب عديدة بمستويات لغوية ومواضيع مختلفة متعددة لإثراء الفضاء المسرحي وتطعيمه بنصوص جديدة”.

وأبرز بأن تطور المسرح الجزائري “مرتبط أساسا بتطور أساليب الكتابة والخطاب الدرامي والبحث في الوقت ذاته عن مصادر جديدة للإبداع حيث يتعين على الكاتب أن يبحث ويجرب حتى لا يقع تحت تأثير الكتابة المستهلكة وقوعا آليا بل عليه أن يضيف أسلوبا جديدا يثري به التجربة المسرحية”.

من جهته، ذكر الكاتب المسرحي محمد بويش، في مداخلته “هاجس اللغة و التلقي في التجربة المسرحية الجزائرية الحديثة”، أن “منطق النص المسرحي الجزائري و العربي عموما كان خاضعا لسلطة النموذج الغربي في الكتابة و الإقتباس وكان السائد في التجارب الأولى النصية و تم بذلك ترسيخ النص الغربي بكل ما يزخر به من مدارس و تجارب”.

وأضاف المتحدث أن المسار النصي في الجزائر “يتميز بأنه إعتمد على طريقة مغايرة في النشأة خصوصا في استناد النص على الشخصية التراثية لتمثيل خلق نصي يواكب تلك المرحلة ونموذجا على ذلك مسرحية +جحا + للثنائي علالو و دحمون”.

وتأسف ذات المتحدث، الذي تناول أيضا “إشكالية لغة” المسرح الجزائري، أننا “لا نمتلك كتاب كثر في الحقل النصي المسرحي ونمتلك إعادة تدوير وارتجال لفكرة نصية فقط يعتمد عليها الكثير في انجاز عروضه المسرحية كما لا نمتلك سوقا لكتاب النص المسرحي وطباعته لأن كثيرا من كتاب المسرح عندنا لا يطبعون نصوصهم و هي معضلة في توثيق مختلف التجارب رغم تميزها “مبرزا أن “الجمهور بحاجة إلى لغة يفهمها و يتفاعل معها”.

بدوره، تطرق المخرج المسرحي ، هارون كيلاني إلى ملامح تجربته في الكتابة ضمن إنتاجات المسرح بالأغواط و بعدها الأفريقي و كذا توظيفه للتراث الشفوي المحلي في أعماله المسرحية على غرار مسرحيات “البعد القريب” 1989 ، “بخور عصري” 2013 و “فيزيو شظايا” 2014 .

واعتبر المتحدث أن “الإيقاع مفتاح الفرجة و الفرجة أكبر من المسرح حيث تنطلق أعمالي بالإيقاع وليس بالفعل باعتباره ركيزة كل شيء وهو لصيق بنا منذ البداية ثم يأتي الإيقاع الخارجي”.

وتختتم غدا السبت فعاليات صالون الجزائر الدولي ال26 للكتاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق