الابتكار.. الاستدامة والتحول الرقمي تحديات 2025 في المجال الطاقوي
افتتاح الأيام العلمية والتقنية لسوناطراك في طبعتها الـ 12 بوهران

عرقاب: “ الجزائر تسعى إلى تعزيز سيادتها التكنولوجية”
_ وضع استراتيجية وطنية شاملة ترتكز على الطاقات المتجددة والهيدروجين
أكد وزير الدولة، وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، محمد عرقاب، سعي الجزائر إلى تعزيز سيادتها التكنولوجية وتقوية التكامل الصناعي من خلال توطين سلاسل القيمة الإستراتيجية، ولا سيّما في قطاع الطاقة الشمسية.
وأبرز عرقاب، في مداخلته، بمناسبة افتتاح الطبعة الـ12 للأيام العلمية والتقنية لسوناطراك، بولاية وهران، قرأها نيابة عنه، كاتب الدولة المكلف بالطاقات المتجددة، نور الدين ياسع، أن “المبادرات الملموسة، مثل الإنتاج المحلي للألواح الشمسية الكهروضوئية، تمثل خطوة أولى نحو تصنيع معدات الطاقة المتجددة، ويستحق هذا النوع من المشاريع التوسع والدعم من قبل قطاع البحث والتطوير لتعزيز القدرات التكنولوجية الوطنية”.
وأشار كاتب الدولة في معرض تلاوته لكلمة الوزير عرقاب، إلى أن “الجزائر، الغنية بمواردها الأحفورية والمتجددة، تواجه تحديا مزدوجا لتلبية الطلب المحلي المتزايد على الطاقة، نتيجة النمو السكاني والتنمية الاقتصادية والتوسع العمراني، مع مراعاة الالتزامات الدولية لمكافحة تغيير المناخ”.
كما لفت إلى أن “هذا التحدي يتطلب تحولا تدريجيا في نموذج الطاقة نحو مزيج أكثر استدامة يجمع بين مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة وتحسين كفاءة الطاقة مع خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري”.
وأضاف “بحلول عام 2050 سيستمر الطلب العالمي على الطاقة في النمو بسرعة، ولمواجهة هذا التطور أصبح تنويع مصادر الطاقة أولوية إستراتيجية ويشمل ذلك تعزيز الطاقات المتجددة (الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة الكتلة الحيوية وغيرها) وتطوير طرق منخفضة الكربون من الغاز الطبيعي”.
ويعد تحول الطاقة -يؤكد عرقاب- “أولوية إستراتيجية للبلاد ويتطلب ذلك إطارا تنظيميا مناسبا واستثمارات موجهة والتزاما قويا بالبحث والابتكار”.
وأكد الدكتور نور الدين ياسع كاتب الدولة المكلف بالطاقات المتجددة، أن تنظيم الجزائر لهذه الأيام العلمية يأتي في سياق التحولات الكبرى. التي يشهدها العالم مع توقعات بارتفاع الطلب العالمي على الطاقة بحلول عام 2050. مما يجعل تنويع مصادر الطاقة وتحسين الكفاءة الطاقوية ضرورة استراتيجية.
وأشار ياسع، خلال مداخلته في إطار الأيام العلمية والتقنية لسوناطراك في طبعته الـ 12 إلى أن الجزائر الغنية بمواردها الأحفورية والمتجددة تواجه تحديا مزدوجا يتمثل في تلبية الطلب المحلي المتزايد على الطاقة. مع الالتزام بخفض إنبعاثات الكربون ومكافحة تغير المناخ من خلال التركيز على الطاقات المتجددة خاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. إلى جانب تحسين استغلال الموارد الهيدروكربونية باستخدام تكنولوجيات حديثة وفعالة.
كاتب الدولة المكلف بالطاقات المتجددة كشف خلال مداخلته عن تنظيم يوم دراسي بالتعاون مع المجلس الوطني للبحث العلمي والتكنولوجيات. لبحث سبل صياغة استراتيجية وطنية شاملة للطاقة تعزز البحث العلمي وتدعم الابتكار في جميع مراحل سلاسل القيمة الطاقوية. كما سيتم عقد يوم خاص لمجال الهيدروجين في إطار استراتيجية وطنية. تهدف لتطوير هذه الشعبة من خلال توفير الأطر التنظيمية وتطوير رأس المال البشري وتشجيع الشراكات.
من جهته أكد الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، رشيد حشيشي، على أهمية وهران كقطب استراتيجي في الصناعة الطاقوية الوطنية باعتبارها مركزا رئيسيا لعدد من منشآت سوناطراك في مجالات تمييع الغاز، البتروكيمياء وتسويق المنتجات الطاقوية.
كما أشار حشيشي إلى أن طبعة 2025 تتمحور حول ثلاث تحديات كبرى: الاستكشاف والإنتاج في ظل التحولات العميقة. في سوق النفط والغاز بالتركيز على تطوير الحلول التكنولوجية المبتكرة لزيادة الكفاءة وتحسين مردودية العمليات. خاصة في الحقول غير التقليدية والمياه العميقة، البيئة والتنمية المستدامة.
وهذا من خلال العمل على تقليص الغازات المحروقة والانبعاثات وفق مساعي لبلوغ نسبة حرق غازات لا تتجاوز 1% بحلول 2030. إلى جانب تطوير مشاريع احتجاز الكربون. أما فيما يخص التحول الرقمي فسيتم دمج الذكاء الاصطناعي. وتحليل البيانات الكبرى في مختلف مراحل سلسلة القيمة، مما يسرّع اتخاذ القرار ويحسن الأداء والشفافية.
وتم الثلاثاء بالمركز الدولي للمؤتمرات “أحمد بن أحمد” بوهران افتتاح الطبعة الـ12 للأيام العلمية والتقنية لمجمع سوناطراك، تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون والتي ستستمر إلى 26 جوان بمشاركة وطنية ودولية واسعة.
الحدث الذي حضره عدد من المسؤولين السامين من بينهم كاتب الدولة المكلف بالطاقات المتجددة نورالدين ياسع. ووزير الصناعة سيفي غريب، بالإضافة إلى الرئيس المدير العام لسوناطراك رشيد حشيشي. ورؤساء هيئات وهيئات تنظيمية في قطاع المحروقات عرف ايضا حضورا دوليا على غرار الأمين العام لمنظمة الدول العربية المصدرة للنفط. وممثلي منظمات إفريقية ودولية للطاقة، إضافة إلى رؤساء شركات طاقوية عالمية.
هذه الطبعة المنظمة تحت شعار “طاقة الابتكار التكنولوجي من أجل طاقة مستدامة”. حيث ستُعرض أكثر من 400 مداخلة لخبراء جزائريين وأجانب ضمن 3 محاور استراتيجية. رئيسية: الاستكشاف والانتاج في مجال البترول والغاز، البيئة والتنمية المستدامة كدعائم للانتقال الطاقوي والتحول الرقمي كعنصر محوري لتعزيز الأداء والابتكار.
كما سيعقد على هامش الملتقى الاجتماع الوطني للطاقة بالشراكة بين المجلس الوطني للبحث العلمي وقطاع الطاقة والمؤتمر الدولي للهيدروجين الأخضر – الجزائر 2025 المُخصص لعرض الاستراتيجية الوطنية وفرص الاستثمار في هذا المجال الواعد.
شهرزاد