رسائل قوية من بيتكوفيتش للجماهير الجزائرية

أعرب الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش، عن سعادته الكبيرة بتوليه تدريب منتخب الجزائر، مشيرًا إلى أنه وجد منذ البداية “بيئة دافئة ومجموعة من اللاعبين المتحمسين لتقديم الأفضل”.
وكشف بيتكوفيتش، في حوار مطول مع القناة الرسمية للاتحادية الجزائرية لكرة القدم (فاف)، عن تفاصيل تجربته مع “الخُضر” إلى غاية الآن.
وقال بيتكوفيتش إنه وجد مجموعة مُتحمسة لفعل أمور إيجابية وتطوير طريقة تفكيرها، مؤكدا أن هذا “ما منحنا دافعا أقوى لتحقيق النجاح”.
وأضاف “العمل لا يقتصر فقط على الأداء في المباريات، بل يشمل أيضًا تغيير الذهنيات وتطوير طريقة تفكير اللاعبين في كيفية الوصول إلى النتائج وتحقيق الأهداف على المدى البعيد”.
أسوأ لحظة..
تطرّق الناخب الوطني في حواره مع “الفاف”، إلى بدايته مع محاربي الصحراء، حيث قال إن مستهل مشواره لم يكن واضحا تمامًا، إذ اعتبر المباريات الودية الأولى مرحلة استكشافية استغلها للوقوف على جاهزية اللاعبين ومستوى التجانس بينهم.
إلا أن أولى مواجهات تصفيات كأس العالم -يقول بيتكوفيتش- لم تسر كما كان يأمل، بتكبّد المنتخب خسارة أمام غينيا وصفها بيتكوفيتش بأنها “أسوأ لحظة في 14 شهرًا”، كما اعتبرها نقطة انطلاق جديدة.
وأكد المدرب البوسني، أنه رفقة طاقمه استغلوا تلك المرحلة لإعادة ترتيب الأوراق، وتحويل الخسارة إلى دافع للعمل.
وتابع “لقد كانت لحظة صعبة، لكنها أصبحت فرصة لإعادة تنظيم أنفسنا بطريقة إيجابية، وواصلنا العمل بتركيز أكبر”.
بيتكوفيتش يكشف المشاكل التي واجهها مع الجزائر
وجه فلاديمير بيتكوفيتش، ضربة مزدوجة لجمال بلماضي، كشف من خلالها المشاكل التي واجهته عند وصوله للعارضة الفنية للخضر.
فلاديمير بيتكوفيتش عوّض جمال بلماضي على رأس منتخب الجزائر، شهر فيفري 2024، بعد النكسة التي تعرض لها زملاء رياض محرز في نهائيات كأس أمم أفريقيا الأخيرة بكوت ديفوار، والتي ودّعوها من الدور الأول دون تحقيق أدنى فوز.
وتحدث فلاديمير بيتكوفيتش للقناة الرسمية للاتحاد الجزائري لكرة القدم على منصة “يوتيوب” قائلا: “عندما وصلت الوضع كان صعبا، وكنت مطالبا باستغلال الظرف الخاص الذي وصلت فيه لإحداث تغيير حقيقي“.
المدرب السويسري منح الانطباع، بأن جمال بلماضي ترك منتخب الجزائر في وضع صعب جدا، بسبب ضعف النتائج مما أثّر نفسيا على اللاعبين رغم جودتهم الكبيرة.
وقال في هذا الشأن: “أول خطوة عملت عليها بعد وصولي، هي محاولة إقناع اللاعبين بأنهم يمتلكون قدرات كبيرة، كما سعيت لإقناع محيطنا بأننا قادرون على تحقيق نتائج إيجابية“.
وواصل: “التعداد الحالي يتميز بجودة كبيرة، وهو ما ساعدني كثيرا، بعدها النتائج جاءت لتعطينا ثقة أكبر في مشروعنا، ولو أن الخسارة التي تعرضنا لها في بداية تصفيات كأس العالم وضعتنا في موقف حرج“.
ليختم: “عندما أشرفت على منتخب سويسرا، عشت نفس السيناريو، حيث بدأت مشواري بهزيمتين، ولكن بعدها لم نخسر سوى في مرات قليلة طيلة 7 سنوات، آمل أن أحقق نفس السلسلة دون هزائم مع الجزائر“.
الرؤية أصبحت أوضح
علاوة على ذلك، أكد فلاديمير بيتكوفيتش، بأن الرؤية أصبحت أوضح الآن، وأنه يشعر بثقة أكبر تجاه المجموعة التي يقودها.
كما شدد على أن التحسن “يتواصل مع مرور الوقت، ولا سيّما مع الدعم الذي يلقاه سواء من “الفاف” أو من الجمهور الجزائري.
«التكتيك ليس أولوية»..
بيتكوفيتش استغل حوارا مطولا، دام قرابة نصف ساعة من الزمن، مع الموقع الرسمي للاتحاد الجزائري لكرة القدم، لشرح وجهة نظره بخصوص العديد من النقاط.
المدرب السويسري أكدّ بأن الجانب اتكتيكي ليس أولوية قصوى بالنسبة له قائلا: “الرسم التكتيكي أمر ثانوي، الأهم بالنسبة لي هو أن يعرف كل لاعب دوره فوق أرضية الملعب، كما أن ضيق وقت المعسكرات يجعل العمل من هذا الجانب صعبا“.
وأضاف: “في ظل تواتر المباريات بشكل سريع، العمل على التأقلم مع كل منافس أمر صعب، وبالتالي فإني أفضل أن نفرض نحن طريقة لعبنا على الخصوم في كل مرة ونجبرهم هم على التأقلم معنا لا العكس، هذه فلسفتي مستقبلا“.
أولويات بيتكوفيتش
بيتكوفيتش عاد ليشرح وجهة نظره التي أثارت الجدل في الأشهر الماضية، عندما أكدّ بأن كأس أمم أفريقيا 2025 في المغرب ليست أولويته، مُقارنة بالتصفيات المونديالية.
مدرب الجزائر جدّد تمسكه بموقفه قائلا: “هناك أولويات في كل مرة، وبالنسبة لي المباراة القادمة هي أولويتي دائما، ومنه فإن تركيزي كله منصب على المعسكر القادم ومواجهة رواندا والسويد“.
وزاد: “الوديتان القادمتان ستكونان فرصة للتحضير للمواعيد القادمة في تصفيات كأس العالم، بطبيعة الحال هناك دائما دراسة للمستقبل، ولكن الأهم دائما هو التركيز على المباراة القادمة والسعي للفوز بها، لأن كل انتصار يمهد للانتصار الذي يليه“.
وختم في هذا السياق: “ترتيب الأمور واضح، هدفنا الفوز في مباراتي رواندا والسويد، وبعدها ضمان التأهل للمونديال، وبعدها التحضير لكأس أفريقيا، كل شيء في وقته“.
لماذا يرفض منح الفرصة للشباب والوجوه الجديدة؟.. بيتكوفيتش يرد بصراحة
وضع فلاديمير بيتكوفيتش، النقاط على الحروف بخصوص عدم دعوة لاعبين جدد بانتظام وعدم منح الفرصة للعناصر الشابة.
فلاديمير بيتكوفيتش، ورغم النتائج الإيجابية التي يحققها منذ وصوله الجزائر منذ قرابة عام ونصف من العمل، إلا أنه برز بمنح دقائق لعب قليلة جدا للوجوه الشابة وفي مقدمتها الثنائي إبراهيم مازا وأمين شياخة.
المدرب السابق لمنتخب سويسرا، اعترف بأنه يعيش ضغطا كبيرا من هذا الجانب، ولكنه وصف بـ”الضغط الإيجابي” الذي يُساعده على تحسين نوعية لعب تشكيلته.
وقال بيتكوفيتش في حديث للموقع الرسمي للاتحاد الجزائري لكرة القدم: “نحن في المستوى العالي، لست هنا لكي أقوم بإرضاء الجميع، لديّ خيارات وأنا مجبر على القيام بها“.
وأضاف: “لدي مجموعة تصل لـ23 لاعبا على الأقل مستواهم متقارب جدا، من الاستحالة إرضاء الجميع، ولكن أفضل أن أواجه ضغط القيام بخيارات بين عناصر ذات جودة عالية على سيناريو آخر“.
وواصل: “أنا هنا من أجل تحقيق الانتصارات، لست من نوعية المدربين الذين يبحثون عن الأعذار، أختار دائما المجموعة التي أرى بأنها القادرة على الفوز في كل مباراة نلعبها“.
وختم المدرب السويسري في هذا السياق، مؤكدا على وجود تقبل كبير من لاعبيه للسياسة التي يعتمد عليها قائلا: “بعد أكثر من عام من العمل، يمكنني التأكيد بأن اللاعبين يتواجدون دائما في حالة حماسة مع المنتخب وهو ما يُسهّل عليّ المأمورية“.
“في الاتحاد قوة“
ولم يفوت فلاديمير بيتكوفيتش الفرصة من أجل توجيه رسالة خاصة للجماهير الجزائرية قائلا: “نعمل في كل مرة على اللعب في مدن مختلفة لخلق لحمة بين الأنصار والمنتخب هذا أمر مهم“.
وأضاف: “نريد أن يكون هناك اتحاد بين المنتخب وجماهيره، هذا أمر مهم جدا، دعم الأنصار يمنحنا طاقة كبيرة كلاعبين وطاقم فني“.
ليزيد: “نريد أن نقدم صورة إيجابية لجماهيرنا، واللاعبون أصبحوا سعداء بما يرونه في المدرجات كل مرة، ومن الرائع ملاحظة أن عناصري بدأت تتخلص من الضغط الذي كانت تشعره به في فترة مضت عند اللعب داخل الديار“.