سليماني يمنح “محاربي الصحراء” نصف التأشيرة لمونديال قطر… ابن الشراقة يصل هدفه الأربعين مع الخضر

عندما نحتفل بعيد ميلادنا غالبا ما تمنح لنا الهدايا لكن “وزير السعادة”، جمال بلماضي، هذه المرة هو الذي منح لكل الشعب الجزائري هدية في عيد ميلاده الـ46، بتحقيق فوز تاريخي أمام الكاميرون، الذي يسمح للخضر أن يقتربوا أكثر من مونديال قطر في انتظار لقاء العودة يوم الثلاثاء المقبل بداية من الساعة الثامنة والنصف بملعب مصطفى تشاكر.

وقد دخل المنتخب الوطني لقاء الذهاب الفاصل ضد نظيره الكاميروني بنسج تكتيكي يلعب به الخضر لأوّل مرة منذ مجيء “الكوتش” جمال بلماضي، بثلاثة مدافعين محورين، لاعبين في الرواق، اثنين في الوسط، مهاجمين في الرواقين ورأس حربة، يعني بخطة 3-4-3 عندما تكون عندما الكرة و5-2-3، عندما نكون في وضعية دفاعية.

لأوّل مرة دخل الثلاثي، ماندي، بلعمري وبدران سويا في محور الدفاع، بن عيادة في الرواق الأيمن ورامي بن سبعيني في الجهة اليسرى. في وسط الميدان، من كان ينتظر أن يكون أساسي وتم استدعائه خصيصا لهذه المواجهة، عدلان قديورة لم يكن ضمن التشكيلة الأساسية، حيث فضل بلماضي وضع زروقي رميز في الوسط الميدان رفقة بناصر، محرز في الرواق الأيمن وبلايلي في الرواق الأيسر والهداف التاريخي للخضر إسلام سليماني هو من كان أساسيا في بداية لقاء اليوم.

أول محاولة تستحق الذكر كانت لصالح المحليين عن طريق محالفة من نقادو، الذي حاول مباغتة الحارس مبولحي على بعد حوالي 30 متر، وقد أجبره على إخراج الكرة بصعوبة للركنية في الدقيقة الرابعة.

بداية المباراة كانت لصالح الأسود غير المروضة، حيث وجد الخضر صعوبة في إخراج الكرة وكان هناك ضغط مفروض على منطقة الحارس مبولحي.

أوّل فرصة للخضر كانت في الدقيقة الـ13 وفرصة لا تهدر من سليماني، الذي استغل خطأ من المدافع نقادو، وينفرد بالحارس أونانا، ولكن هذا الأخير كان في المستوى وأخرج الكرة للركنية.

مع مرور الوقت، الكرة بقيت بحوزة المنتخب الكاميروني، الذي استحوذ على الكرة، لكن من دون صنع فرص سانحة للتهديف وهنا نستطيع القول أن دفاعيا منتخبنا لعب بطريقة جيدة ولم يرتكب أي أخطاء، رغم أنه لم يعتمد على الهجوم، لكن كان يحقق الأهم في لقاء الذهاب، لغاية الدقيقة الواحدة والأربعون وإثر هجمة مرتدة، يمنح حكم اللقاء مخالفة على يمين الحارس أونانا. المخالفة نفذها لاعب بريست، “لؤلؤة” وهران، يوسف بلايلي ويضعها فوق رأس إسلام سليماني، الذي وسط المدافعين يضعها في الشبك ويباغت الحارس أونانا، الذي ارتقى ولمس الكرة التي كانت قوّية، ارتطمت بالعارضة الأفقية وتسكن الشباك فاتحا باب التسجيل مسجلا هدف يزن ألماس بملعب جابوما بدوالا الكاميرونية وربما أغلى هدف في تاريخ لاعب سبورتينق لشبونة بين الأربعين هدف الذين سجلهم في مشواره مع الخضر. وبهذا ينتهي الشوط الأول لصالح الخضر بهدف دون رد.

في المرحلة الثانية،  بعد ثلاثة دقائق فقط يرتكب بن ناصر خطأ في وسط الميدان ويتلقى انذار، الذي سيمنعه للأسف من المشاركة في لقاء العودة يوم الثلاثاء بملعب مصطفى تشاكر. ومنذ تلك اللقطة واللقاء متوقف بسبب مشكل في الإنارة لمدة خمسة دقائق.

وقد عرف منتخبنا و”الكوتش” بلماضي كيف يسيرون الشوط الثاني، فقد كانت الكرة لصالح الكاميرون، لكنهم كانوا عاجزين عن صنع فرص سانحة للتهديف ومن دون كرة، الخضر هم من تحموا في زمام المباراة وعرفوا كيف يحافظوا على هدف السبق الذي وقعه سليماني. في نهاية اللقاء، في الدقيقة الثامنة والسبعون وعلى إثر ركنية ودربكة في منطقة العمليات كاد ماندي أن يضيف الثاني وربما أخطر محاولة للكاميرون كانت بقذفة إيكامبي في الدقيقة الخامسة والثمانون بسهولة بين أحضان الحارس مبولحي.

وبهذا ينتهي هذا اللقاء بهذا الفوز الأول في تاريخ المباريات الرسمية بين الكاميرون والجزائر ملحقين أوّل هزيمة لهم بدوالا منذ سنة 1998 وبهذا يقترب الخضر أكثر من أي وقت مضى من مونديال قطر.

ل.ناصر