الثقافي

في الذكرى الرابعة لرحيل هرم الأغنية الوهرانية “بلاوي الهواري”

نور الهدى شيخاوي تبدع في أداء "المرسم"

تخليدا لذكرى رحيل أيقونة الأغنية الوهرانية “بلاوي الهواري” في عامها الرابع أبدعت الفنانة نور الهدى شيخاوي خريجة مدرسة ألحان وشباب في أداء أغنية “المرسم” إلى جانب عازف الكمان “رياض آيت قاسي” وكان الموت قد غيّب عميد الأغنية الوهرانية المغني بلاوي الهواري عن عمر ناهز 91 عاما، الذي كان يعاني من مرض ألزمه الفراش عدة سنوات، وجاءت وفاة بلاوي الهواري بعد ثلاثة أشهر فقط من تكريم الدولة له بمنحه وسام الاستحقاق الوطني، ونقلت وسائل الإعلام الجزائرية المرئية منها والسمعية والمكتوبة خبر رحيل إبن الباهية وهران وخصصت بعضها مساحات واسعة لنقل كلمات العزاء والتأبين لأيقونة الأغنية الوهرانية والجزائرية حيث أكد مدير الثقافة لولاية وهران قويدر بوزيان حينها أن الراحل بلاوي الهواري كان أيقونة عربية ودولية، وكان من المجددين والمنظرين للموسيقى الجزائرية، مضيفا أنّ بلاوي الهواري تقلد عدة مناصب خدمة للفن الجزائري والأغنية الجزائرية والوهرانية خاصة، وقدم كلّ ما لديه لإثراء الوسط الفني حتى آخر لحظات من عمره.

من هو بلاوي الهواري؟

ولد بلاوي الهواري في 23 يناير 1926 بمدينة وهران في شمال غرب الجزائر وبدأ مشواره الفني مطلع الأربعينات. ساهم كثيرا في إثراء الفن والأغنية الجزائرية حيث قدم أكثر من 500 أغنية منها ما غناها بصوته ومنها ما غناها شبان مثل صباح الصغيرة وجهيدة والشاب خالد وهواري بن شنات، وساهم بشكل كبير في ستينيات القرن الماضي في تجديد الموسيقى الجزائرية حيث كانت الحقبة التي قدم فيها أشهر أغانيه مثل “راني محير“، “بيا ضاق المور“، “حمامة“، “يا لوشام“، “أرسم وهران“، “المرسم“، “يا لزرق“، “طال عذابي“، “نجمة“، “اسمع يا سيد الغزلان“، “زبانة“، التي رثى فيها شهيد الثورة الجزائرية أحمد زبانة عام 1956 وكان أحد أصدقائه المقرّبين، وغيرها من الأغاني التي أثرت الساحة الفنية الجزائرية، واستحق بلاوي الهواري لقب “شيخ الراي” لأكثر من خمسة عقود، فقد ترعرع في بيت يحترف أهله الغناء ويتناقلونه من جيل إلى جيل، إذ كان والده محمد التازي عازفا على آلة “الكويترة” الشعبية التي تعود إلى العصر الأندلسي، كما كان شقيقه قويدر عازفا على آلة “الماندولين” فيما لم يكمل بلاوي الهواري تعلميه، إذ غادر المدرسة في عمر الثالثة عشرة ليعمل في مهن عديدة، ابتدأها في مقهى والده وكان مكلّفاً حينها بتغيير الأسطوانات على الفونوغراف وفق ما يطلبه الزبائن، ثم عمل حاجباً في ميناء وهران، وفي تلك الفترة بدأ يتعلّم العزف على البيانو والأكورديون، وتولى بلاوي الهواري العديد من المناصب على مدى حياته وكان أهمها منصب مدير الإذاعة والتلفزيون الجهوي بوهران ومدير المسرح الوطني بالجزائر العاصمة.  وفي العام 1942 نال بلاوي الهواري جائزة الإذاعة، وتوّجه إلى الأغاني البدوية ونصوص شعراء الملحون، وفي العام التالي أسس فرقة موسيقية ضمّت عدداً ممن اعتبروا من مجدّدي الأغنية الوهرانية والجزائرية، ونجح في تسجيل أولى أسطواناته نهاية أربعينيات القرن الماضي.  وسطع نجم الهواري في خمسينيات القرن الماضي، وتنوّعت أغانيه في فنون وأشكال مختلفة مثل الراي وغناء الشعر الملحون وغيرها، وتميّز بكتابته لعدد كبير من أغانيه التي لحّنها بنفسه، وعقب الاستقلال، عُيّن مديراً للإذاعة والتلفزيون في مدينة وهران، ثم كلّف بإدارة “المسرح الوطني” في العاصمة، ولم يترك الوظيفة لأربعين عاماً، كما أنّ مختلف المناصب التي تقلدها لم تبعده عن عشقه الأول “الغناء”.

ب.خ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق