الحدث

مقري يدعو لإقالة الريسوني من رئاسة الاتحاد العام للعلماء المسلمين

انتقدت أحزاب في الجزائر العالم المقاصدي المغربي أحمد الريسوني، في أعقاب تصريحات قبل أكثر من أسبوعين، قال فيها إن “الشعب والعلماء والدعاة في المغرب مستعدون للجهاد بالمال والنفس” والتوجه إلى الصحراء وتندوف الجزائرية، في مسيرة شبيهة بـ”المسيرة الخضراء”، دفاعا عن “وحدة المغرب الترابية”، كما اعتبر في التصريحات ذاتها أن “موريتانيا ومالي أراضٍ مغربية“.

استنكر الأمين العام للمجلس الأعلى الإسلامي، بومدين بوزيد، تصريحات رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد الريسوني إزاء الجزائر.

ووصف بومدين بوزيد في مقال مطول نشره على صفحته بفايسبوك، التصريحات العدائية للريسوني بـ “فتنة التاريخ والذاكرة”، معتبرا أن “مشايخ الريسوني المباشرين وغير المباشرين مشهود لهم برجاحة العقل والوطنية البنّاءة على غرار محمد بن الطّاهر بن عاشور وعلاّل الفاسي”. في إشارة إلى أنـه التلميذ العاق والجاحد.

وسلط الضوء على دعـوة رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين للجهاد في تندوف، بالقـول: “كان عليه أن يُراعي منصبه ومكانته العلمية ودوره الديني في الصلح بين المسلمين والدعوة إلى السلم والأخوة”.

كما انتقد المحاولات المتكررة للأمناء المتداولين على رأس الاتحاد في جعله منبراً للتّجاذبات السياسية، تتعارض مع رُوح الميثاق الإسلامي الذي تبنّاه الاتحاد منذ سنوات، والذي دعا إلى نبْذ العنف والاقتتال والشّقاق. -يقـول المتحدث

واختتم الأمين العام للمجلس الإسلامي الأعلى بالقـول: “مقتاً أن نقول قولاً يضيع بسبَبِه مستقبلنا وأمّتنا ونكون مثل الذين سمّاهم الإمام أبي حامد الغزالي (فُقَهاء السُّوء)”.

كما وصفت “حركة مجتمع السلم” تصريحات الريسوني بأنها “سقطة خطيرة ومدوية من عالمٍ من علماء المسلمين، يفترض فيه الاحتكام إلى الموازين الشرعية والقيم الإسلامية، لا أن يدعو إلى الفتنة والاقتتال بين المسلمين، وفق ما سماه الجهاد بالمال والنفس“.

وحمّلت الحركة الريسوني “مسؤولية تبعات تصريحه هذا، ضمن الظروف الدولية والإقليمية المتوترة”، مشيرة إلى أنه “كان الأولى بالريسوني أن يدعو إلى مسيرات حاشدة في مختلف مدن المغرب ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني، وكسر التحالف الاستراتيجي بين بلاده وهذا الكيان المحتل لفلسطين، لا سيما وأن حزبه (يُقصد العدالة والتنمية) هو أحد عرّابي هذا التطبيع، وكان أمينه العام هو الموقّع عليه رسميا“.

وأضافت “حركة مجتمع السلم”: “بدل الدعوة إلى الفتنة وإلى سفك الدماء بين المسلمين، كان الأولى به أن يدعو إلى الجهاد بالمال والنفس من أجل تحرير سبتة ومليلة المغربيتين“.

واعتبرت الحركة الجزائرية أن تصريحات الريسوني تضمنت “عدوانا لفظيا على موريتانيا الشقيقة“.

بدوره، ندد حزب “جبهة التحرير الوطني” بما وصفها بـ”التصريحات الخطيرة” للريسوني. كما عبّرت “حركة البناء الوطني” عن “صدمتها” مما وصفتها بـ”التصريحات غير المسؤولة” للعالم المغربي، “لا سيما عندما يوظف مصطلح الجهاد للدخول إلى أراض جزائرية بولاية تندوف، وعدم اعترافه بسيادة دولة موريتانيا”، بحسب بيان الحركة.

من جهته، أكد رئيس مجلس شورى “جبهة العدالة والتنمية” (إسلامية) لخضر بن خلاف، في بيان له، أن الريسوني “يدعو اليوم إلى الفتنة والاقتتال بين المسلمين، عوضا عن الدعوة إلى وحدتهم ولمّ شملهم لمواجهة أعدائهم“.

وكان الريسوني قد أكد، في تصريحات في برنامج تلفزيوني نهاية الشهر الماضي، أن قضية الصحراء “صناعة استعمارية”، وشدد على أن “العلماء والدعاة والشعب المغربي” على استعداد للمشاركة في مسيرة شبيهة بالمسيرة الخضراء لـ”الإقامة في الصحراء وفي تندوف” من أجل “قطع آمال من يفكرون في فصل الصحراء عن المغرب”، إذا دعا العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى “الجهاد”، بحسب تعبيره، كما اعتبر أن “اعتراف المغرب باستقلال موريتانيا كان خطأ”، وفق قوله.

كما انتقد الريسوني، خلال التصريحات ذاتها، التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، ودعا الدولة المغربية إلى “الاعتماد على الشعب بدل الدعم الإسرائيلي”. كما انتقد استهداف “الوحدة الترابية للمغرب”، مشيرا إلى “تورط دول عربية وإسلامية في دعم وتبني هذه الصناعة الاستعمارية“.

كما دعا رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري يوم الثلاثاء، إلى إقالة المغربي أحمد الريسوني، من منصبه كرئيس للاتحاد العام للعلماء المسلمين، بعد تصريحاته المسيئة لسيادة الجزائر على أراضيها.

وقال مقري في مقال نشره على صفحاته الاجتماعية، إن ما جاء في تصريحات تلفزيونية للريسوني، دعا فيها بصريح العبارة إلى الاعتداء على السيادة الجزائرية في ولاية تندوف، هو “استدعاء للحرب بين دولتين مسلمتين”.

ودعا مقري في مقاله: على علماء الأمة أن ينكروا استدعاء الحرب بين دولتين مسلمتين شقيقتين، الذي تورط فيه الريسوني. وعليه أن يستقيل من رئاسة الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين أو أن يقيلوه.

وكتب أيضا: إذا كان ثمة حقيقة واحدة، ينبغي أن يقف أمامها الريسوني بإجلال واحترام، فلا تحدثه نفسه الأمارة بالسوء بما تلفظ به من كلام مشين منشئ للفتنة والعداوة. فهي تلك الدماء الغزيرة التي قدمها الجزائريون في المقاومة الشعبية والثورة التحريرية النوفمبرية، وكل أنواع التضحيات في كل شبر من بلادهم من أجل نيل استقلالها وافتكاك أرضهم كاملة، كما هي اليوم من الاستعمار الفرنسي.

وضمن هذه الأراضي، أراضي الجنوب العزيز، الذي استمرت الثورة التحريرية سنتين أخريين من أجله بعد عام 1960، حينما هُزم ديغول فحاول الخروج من الجزائر دون الصحراء.

 ح/م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق