الثقافي

الدكتور” موسى زلاطي” إمام أستاذ رئيسي بمسجد الإمام مالك لـ “الديوان”: إنشاء أول “مقرأة إلكترونية” بمسجد الإمام مالك بالمشرية لحفظ القرآن والسيرة النبوية

      أجرى الحوار: خريص الشيخ

 يعتبر المسجد مركز العلم والتعلم ، والخلية الاجتماعية الطاهرة التي تنبض بالحياة، يؤدي رسالة نبيلة تتمثل في تعليم كتاب الله تعالى ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف، ويعتبر منتدى عاما مفتوحا أمام الجميع، ونزلا للضيف والغريب.

و لكونه ضرورة دينية واجتماعية وفكرية، كان أول عمل فكر فيه الرسول صلى الله عليه وسلم عند وصوله إلى “قباء” في طريق هجرته إلى المدينة المنورة، وأول إنجاز أنجزه حينما أمر بالقيام بتخطيطه وبنائه، وكان المسجد المؤسس على التقوى من أول يوم، والمكتوب بناؤه لسعد بن خيثمة رضي الله عنه، والمذكور في القرآن بقوله تعالى: (لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه).

وللمسجد دور حقيقي في قيادة وتوجيه المجتمع الإسلامي، فقد حدثنا التاريخ أنه في صدر الإسلام وعبر عصور تاريخه الحافل بالأمجاد أدى وظائف وخدمات عظيمة دينية وعلمية واجتماعية وصحية وسياسية وعسكرية، فقد كان في حياته (ص) وحياة خلفائه من بعده، ينبض بالحياة والحركة، فهو المسجد والمعبد والمنتدى والمستشفى والمدرسة والجامعة والمحكمة وبيت الشورى ومركز الدعوة والإفتاء، وملجأ الغريب والفقير وابن السبيل الذين يجدون فيه الراحة والاطمئنان، والعون على الحاجات الضرورية لكل إنسان.

ومن هذا المنطلق لازال المسجد يؤدي رسالة عظيمة في التوعية والتحسيس والتذكير بفضل جهود كل القائمين على خدمة المسجد ويعتبر مسجد الإمام مالك بالمشرية  من المساجد العريقة التي قدمت الكثير لساكنة المشرية في عدة مجالات متعلقة بالعمل الخيري والمشاركة في توعية الحجاج من خلال الأيام التكوينية التي يشرف عليها المسجد .

تقربت الديوان من الأستاذ الإمام” زلاطي موسى” وأجرت معه هذا الحوار الذي شمل عدة نقاط متعلقة برسالة المسجد والمدرسة القرآنية الذي يشرف عليها والمختصة في حفظ كتاب الله لفئة التلاميذ من الذكور والإناث.

 الديوان : من هو موسى زلاطي؟

 موسى زلاطي من مواليد 1970 ببلدية مكمن بن عمار بولاية النعامة أتم المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية وتحصل على بكالوريا سنة1990 بعدها واصل مساره العلمي في شعبة العلوم الإسلامية تخصص فقه وأصول بجامعة وهران تم ماجيستير لغة ودراسات قرآنية وأخيرا شهادة الدكتورة من جامعة غرداية في نفس التخصص وهو الأن إمام بمسجد الإمام مالك بالمشرية يتميز بتعامله الراقي مع كل فئات المجتمع وله طريقة ممنهجة وبسيطة في تقديم دروسه سواء أيام الجمعة او خلال أيام الأسبوع يتقبلها جميع الفئات بإختلاف أعمارهم ومستوياتهم.

 الديوان : ما هي الاهداف التي تريد تحقيقها كإمام وكأستاذ في تخصصك بالمسجد خلال المدى البعيد؟

 إن المهمة الأولية متعلقة بالتربية الاجتماعية ، وبالتالي فالمسجد يبعث  أركان التوجيه و الإشعاع في المجتمع ، و هو منبر الهداية ، والإرشاد لجميع المسلمين على مختلف طبقاته و ألوانه .

لذا نسعى دوما  أن نجعل من المسجد مكتباً للخدمات الاجتماعية ، و جمع التبرعات ، و مساعدة الفقراء ، و المحتاجين إلى جانب أداء العبادات ، و الدور العلمي .

 وبالتالي فوحدة المجتمع الإسلامي ، و تكاتفه وقوته مستمدة من أمور عدة ، لعل من أهمها عدم التفريق بين الأجناس و الطبقات و الأعمار .

  أن إمام المسجد يمثل ركن الأمان الذي يلجأ إليه أفراد المجتمع في كل أحوال و الأزمان لينهلوا منه العلم ، و المعرفة و الأمن و الأمان . وهذا ما نريد تحقيقه من خلال تربية النشء وفق معايير مستمدة من القرآن والسنة.

 الديوان: هل من مشاركات أخرى بغض النظر عن رسالتك النبيلة بالمسجد؟

 شاركت في عدة ملتقيات سواء بالجامعة أو عبر أثير إذاعة النعامة الجهوية رفقة أساتذة وباحثين في عدة مواضيع مختلفة متعلقة بمجال تخصصنا خاصة للطلبة الجامعيين كما كان لنا الإشراف على عمليات تحسيسية توعوية وتكوينية للحجاج من أجل التعرف ميدانيا على مناسك الحج بطريقة صحيحة وهي مبادرة إستحسنها الجميع لما لها من فائدة خاصة  عند كبار السن.

 الديوان :نرجع قليلا إلى الوضع المتعلق بجائحة كورونا منذ مارس 2020، هل فكرتم في التواصل مع الطلبة في المسجد خاصة في مجال حفظ القرآن الكريم والسنة النبوية؟

 نحن نعلم بأن الجزائر مرت بوضع صحي متعلق بجائحة كورونا كان للمسجد دور كبير في المشاركة في الحملات التحسيسية التوعوية عن طريق وسائل التواصل الإجتماعي او عن طريق التواصل عن بعد بتقنية الزوم.

وفي نفس الإطار فكرنا في إنشاء منصة للتواصل مع حفظة القرآن الكريم بإستعمال المقرأة الإلكترونية.

 الديوان: هل يمكن أن تعرفنا أكثر عن كيفية التواصل عن طريق المقرأة الإلكترونية؟

 هي منصة للتواصل بإستعمال الهواتف الذكية حيث شارك في عملية التواصل عن طريق المقرأة أكثر من 150مشارك من كل جهات الوطن وحتى من خارج الجزائر حيث إستطاع 36 مشاركا من المجموع الكلي من ختم القرآن الكريم وهي طريقة فعلا مجدية حققها مسجد الامام مالك بالمشرية ولازالت مستمرة لحد الآن في استقطاب عدد أكبر من حفظة القرآن والسيرة النبوية.

 الديوان: هل يمكن أن توضح لنا ماهية عمل المدرسة القرآنية بالمسجد وهل حققت أهدافها؟

 فعلا منذ إنشاء المدرسة القرآنية بالمسجد إستقطبت عدد كبير من حفظة القرآن الكريم بطريقة عادية من فئات عمرية  من مختلف الاطوار التعليمية جامعي، ثانوي، متوسط وحتى موظفين وفئات أخرى من الطور الإبتدائي ومن ذوي الهمم وإستطاعت إن تحقق أهدافها خاصة في حفظ القرآن لأكبر عدد ممكن من الطلبة المشاركين خلال فترات زمنية مضبوطة وفق طرق معينة للحفظ يشرف عليها أئمة كل مختص بفئة عمرية معينة لتتبع عملية الحفظ بمرحلة أخرى  وهي تثبيت عن طريق التكرار والتي تكون يوم الجمعة حيث إستطاع أزيد من 50 خاتم وخاتمة من ختم القرآن .

 الديوان: هل من مشاريع أخرى بالتوازي مع عملية الحفظ؟

مطالبة الطلبة بإعداد بحوث في مواضيع مختلفة في مجال الشريعة والسيرة النبوية ومناقشتها معا من أجل التعود على إعدادها بطرق صحيحة وكذا كيفية تقديمها ومناقشتها وكل هذا يندرج في إكتساب مهارات قد توظف مستقبلا في دراسات أخرى.

 الديوان : كلمة أخيرة

 أولا نشكر جريدة الديوان عن طريق مراسلها بالنعامة بفتح مثل هذه الحوارات الهادفة لتنوير الرأي العام بدور المسجد في ظل الإنفتاح الإعلامي وبالتوازي مع ذلك التعريف بدور المسجد في تربية الناشئة بالتمسك بالمبادئ الاخلاقية النبيلة إنطلاقا من القرآن والسنة النبوية ليبقى التواصل مع الأجيال بطريقة راقية ووفق أسس سليمة تتماشى مع التطور العلمي في مختلف المجالات.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق