الحدث

التحقيقات حول المدير العام السابق لإقامة الدولة كشفت:  تهريب 4000 مليار من الجزائر نحو إسبانيا  

من ماصو بـ “Club des pins” إلى مدير… ثم إلى أحد أكبر المتهمين بالفساد في الجزائر

 

أفادت مصادر إعلامية أن المدير العام السابق لإقامة الدولة، حميد ملزي، حول 3800 مليار سنتيم نحو إسبانيا، حسب ما جاء في التقرير الذي أنجزته فصيلة الأبحاث للدرك الجزائر الموجود حاليا لدى عميد قضاة التحقيق للغرفة الأولى للقطب المالي والاقتصادي بمحكمة سيدي أمحمد.

وكشفت التحقيقات الدرك أن مدير إقامة الدولة سابقا هرب مبلغ 190 مليون أورو من شطر مشروع إنجاز 380 شاليه بإقامة الدولة، عبر حساب الشركة الصينية مقرها بإسبانيا، التي تستقطب العديد من إطارات الدولة ورجال الأعمال الجزائريين.

وأشار ذات المصدر أن قضية إنجاز 380 “شاليه بإقامة الدولة” نادي الصنوبر بالعاصمة، التي تمنح للوزراء وإطارات الدولة في إطار مزاولة نشاطهم، جرت 24 متهما إلى القضاء، من بينهم الوزيران الأولان السابقان أحمد أويحيى وعبد المالك سلال.

 

 

الصعود الصاروخي لمزي….من التبليط إلى أهل البلاط

قصة ملزي بدأت نهاية السبعينات كان ملزي مجرد عامل بسيط مختص في تركيب البلاط ضمن مشروع إعادة  تهيئة نادي الصنوبر، حيث كان ابن مدينة شرشال عكس زملائه يتقرب ويتودد إلى القاطنين بالإقامة من أجل نسج معارف تساعده على تحقيق أمنياته التي كان أقصاها حسب ما يرويه أحد رفاقه في شهادة قدمها لسبق برس نيل شاليه بالإقامة التي يعمل بها، لتتوالى نجاحات ملزي في طريق صعوده يوما بعد يوم ويتولى عدة مسؤوليات بفضل مساعدات قدمت له من شخصيات كانت مقيمة هناك وكان ملزي حريصا على تقديم كل الخدمات لها، إلى أن وصل إلى منصب مدير إقامة الدولة التي تضم مساكن أبرز المسؤولين في الدولة .

 

 

 

الإقالة ثم العودة للمنصب ودخول عالم السلاطين

 

منتصف التسعينات أقيل ملزي من منصبه بأمر من السلطات العليا التي لم تكن راضية عن أدائه، واستخلفه مصطفى بيراف الذي دخل بعدها السجن في إحدى القضايا، وهو ما فتح الباب مجددا لعمي حميد كما يناديه سكان المحمية للعودة مجددا إلى منصبه بطموح أكبر.

 

 

فندق الشيراطون الذي يديره ملزي

تأكد ملزي أن لا مناص من جمع ثروة كبيرة لمزاحمة أصحاب القرار، وجاءته الفرصة الذهبية سنة 1998 لما كلف من رئيس الحكومة آنذاك أحمد أويحيى بالإشراف على مشروع بناء فندق الشيراطون ذي الخمس نجوم في محمية الدولة، وتشكل مجلس إدارة أصبح ملزي رئيسا له، بالتزامن مع ذلك قام ملزي بفتح مطاعم فاخرة بقلب مدينة سطاوالي والتجارة في العقارات في المدينة ذاتها.

 

 

 

فضيحة الطريق السيار بدأت في مكتب ملزي

أثبت التحقيقات التي أجرتها العدالة في قضية الطريق السيار والتي نطقت محكمة جنايات العاصمة بالأحكام فيها منذ أربعة أشهر تقريبا، بأن فضيحة القرن بدأت خيوطها في مكتب مدير إقامة الدولة، حميد ملزي.

وتضمنت الشهادة التي قدمها ملزي لقاضي التحقيق بأنه تعرف على المتورط الرئيسي في القضية مجدوب شاني اثناء سفره إلى لوكسمبورغ كونها مقر البنك الجزائري الكويتي “كايك” الذي تكفل بتسيير مشروع فندق الشيرطون تقنيا وماليا.

وصرح ملزي أن عقيدا في الأمن الرئاسي ربط له إتصالا مع شاني الذي إلتقاه في إجتماع مع المدير العام للبنك ذو الجنسية الجزائرية ضم ممثلي مكتب الدراسات، وعرض شاني التكفل بإقامته ومساعدته بناء على طلب عقيد في الأمن الرئاسي.

تطورت علاقة ملزي مع شاني، حيث أمن له الأخير لقاء مع بوشمامة محمد أمين عام وزارة الأشغال العمومية مطلع الألفية الثالثة، بصفته يشغل وظيفة المكلف بالشؤون المالية للمجمع الصيني القائم على إنجاز الطريق السيار.

ويبقى تصريح الأمين العام لوزارة الأشغال العمومية لقاضي محكمة الجنايات بالجزائر العاصمة عندما سأله عن ملزي وسبب توسطه ملخصا لحقيقة هذا الرجل الغامض الذي يرفض الظهور .. “الدولة كامل تسكن عندو

 

 

 

 

السكن في إقامة الدولة ورقة ضغط عن ملزي

إقامة الدولة التي تضم مئات الفيلات والشاليهات أصبحت تغري الكثيرين للسكن فيها، ولا مناص من التقرب لحميد ملزي من أجل الظفر بسكن، أو البقاء بالنسبة فيه بالنسبة للمقيمين.

وبإستثناء القاطنين في السكنات التي بنيت قبل سنة 1963 التي تملكها أصحابها في موريتي، فإن باقي سكان المحمية كانوا مقيمين عند حميد ملزي ومجبرون على التودد له وتقديم كل الخدمات له للمحافظة على صفة ثمينة بالنسبة لهم “مقيم في قامة الدولة.

 

 

 

أجانب يقطنون في إقامة الدولة

المحمية التي لا يعرف معظم الجزائريين شكلها من الداخل بحكم الحظر المفروض على الدخول لها حيث يقتصر ذلك على المقيمين ومعارفهم وعائلات المسؤولين، إلا ان ملزي فتحها أيضا للأجانب ومنهم الفرنسيين الذين دفع الشعب الجزائري قوافل من الشهداء لاسترداد حريتهم منهم وإيقاف التمييز الذي كان مفروضا عليهم ومنعهم من دخول بعض الاحياء التي يقطنها الكولون وقت الإستعمار.

وكمثال على ذلك أعطى ملزي رخصة إقامة لمهندس معماري فرنسي يملك مكتبا في بلدية سطاوالي مقابل خدمات يقدمها الأخير له في فرنسا التي يملك فيها ملزي فندقا فاخرا وإستثمارات أخرى.

 

 

 

عيادة تتحول إلى فيلا لزوجة ملزي…والسكرتيرة فوق القانون

العيادة الموجودة في قلب موريتي حولها مدير إقامة الدولة إلى فيلا فاخرة لزوجته، ورغم امتلاكه لسكن آخر داخل الإقامة إلا أن شجع ملزي دفعه للاستحواذ على عدة مرافق داخل المحمية بالإضافة إلى شاليهات في نادي الصنوبر منحها لمعارفه خارج إطار القانون.

 

إحدى فيلات إقامة الدولة

لم تتوقف تجاوزات ملزي داخل إقامة الدولة وتعدتها إلى خارج اسوارها، حيث شهدت عملية توسعة الإقامة فضيحة من العيار الثقيل بطلتها سكرتيرة ملزي التي تقطن في القرية الفلاحية والتي تم استثناؤها حصرا من عملية الترحيل، وتم تحويل سكنها إلى فيلا فاخرة بأموال الدولة مقابل السكنات المخصصة لرؤساء الجزائر.

 

 

 

بيع إقامة الدخول…والزماقرة يشترون رخصة الدخول من باريس

الداخل لإقامة الدولة مجبر على استظهار شارة الدخول المخصصة للمقيمين والزوار حيث يمنع رجال الدرك الوطني وحراس الإقامة كل من لا يملكون رخصة بالدخول إلى أحياء الإقامة أو الشاطئ المتواجد وسطها، لكن آلاف الفتيات والشباب والمقاولين ورجال الاعمال يملكون رخصا منحت لهم من قبل إدارة ملزي مقابل مبالغ مالية للتفاخر بها، في حين يمنع أبناء “الزوالية” من دخول أرض جزائرية.

الزائر لإقامة الدولة في فصل الصيف يفاجئ بالعدد الكبير من الجزائريين المقيمين بالخارج وهو ما تظهره لوحات ترقيم السيارات التي تبرز منها الفرنسية، وبالبحث عن الاسباب نجد أن ابن ملزي الذي يملك إستثمارات فندقية في فرنسا يقدم البطاقات هناك لمعارفه وأصدقائه.

 

 

 

عصير “الفيطاجي”  …القطرة التي افاضت عصير ملزي

قام حميد ملزي قبل أيام قليلة بشراء المجمع الصناعي المتخصص في صناعة المشروبات “فيتا جو” لحساب شركته الخاصة للاستثمارات الفندقية “اس اي اش” وهي المالكة للمدرسة العليا للفندقة بعين البنيان، وقدرت قيمة الصفقة بحوالي 40 مليون دولار.

 

 

 

شهرزاد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق