الثقافي

الفنانة سعاد بوعلي ضيفة قناة الديوان DW: “لم استسلم رغم أن نفس الوجوه تحيي الحفلات وتستضاف عبر القنوات لأنها تحصد المشاهدات”

حلت بمقر مجمع الديوان الإعلامي، سيدة الأغنية المحترمة وبلبل الغرب الأستاذة الفنانة “سعاد بوعلي” في حوار خاص على قناة الديوان DW، أجراه معها الصحفي عبد الله بوشيخي، وتطرقت من خلاله إلى بعض المحطات الهامة في مسيرتها ذات الـ 40 عاما، انطلاقا من الإذاعة وصولا إلى مواقع التواصل الاجتماعي.

 حاورها: عبد الله بوشيخي

 الديوان: ما يُعرف عنك سيدتي، أنك صاحبة الـ 300 أغنية و4 ألبومات، كيف تقيمين ذلك؟

 سعاد بوعلي: أجد نفسي مقصرة في الألبومات، أعتبرها بالرجوع إلى عددها فقيرة، وحتى عدد الأغاني مقارنة بـ 40 عاما من العطاء الفني رقم قليل بالنسبة لي على الأقل، غير أنني أبرر ذلك بانشغالي بالتدريس وقتها، فلم أكن متفرغة كما ينبغي للفن، ذلك ما جعلني أسجل أغنية واحدة أو أغنيتان على الأكثر في السنة.

 الديوان: تجدين أن بداياتك في الفن كانت صعبة؟

 سعاد بوعلي: بداياتي في المجال كنت عام 1984، بـ “غرد البلبل” ولا أعتقد أنها كانت بتلك الصعوبة، رغم معارضة والداي بادئ الأمر، ثم قبولهما بمجرد اقتناعهما أن الفن رسالة، فانضممت إلى المجموعة الصوتية “إبداعات وهران” أما أول تسجيل لي فكان

“غرد البلبل” مع المرحوم مغني عبد القادر، وجل أغاني سجلها التلفزيون ما منحني فرصة الظهور على شاشة التلفزيون الوطنية وعدد من التلفزيونات العربية أيضا، كما أن ذلك أتاح لي فرصة تمثيل وطني الجزائر في مهرجانات ضخمة، على غرار جرش بالأردن وبابل ببغداد، وأحمد الله أنني كنت اختار من حين لآخر لتمثيل الجزائر وفي أوروبا كفرنسا، اسبانيا، كوبا، وأيضا تركيا، فوقتها كان ديوان الثقافة والإعلام قائما بدوره.

 الديوان: بماذا تذكرك ثنائية غرام الله؟

 سعاد بوعلي: أكيد بـ غرام الله، فهو فنان رائع يغني الشعبي وكان يعجبه صوتي فاقترح فكرة الثنائي عليا وقدمنا العمل سويا ولاقى نجاحا منقطع النظير.

 الديوان: ماذا عن علاقتك بمواقع التواصل الاجتماعي؟

 سعاد بوعلي: تصور أن كل أعمالي التي على منصة يوتيوب لست أنا من وضعها، رغم حصدها للمشاهدات، وإلى غاية اليوم لا أملك قناة على المنصة، لجهلي كيف استعملها وعامة كيف استعمل مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أغنية واحدة كنت قد روجت لها، وهي أغنية للطفل بعنوان “أنا طفل صغير”، لكنني أفكر جديا الأيام المقبلة في إنشاء قناة ومشاركة أعمالي عليها بالاستعانة بمن يرغب في مساعدتي على الأمر بالطبع.

 الديوان: برأيك من الطرف الذي قصّر في حق فناني الزمن الجميل؟

 سعاد بوعلي: التقصير الكبير يقع على وزارة الثقافة، وليس المديريات، لأن المديرية لا تملك تلك الإمكانيات التي من شأنها دعم الفنان، ولأنه مر وقت أصبح الفن مركزا على فئة معينة من أصحاب “المشاهدات”، من يحصلون أيضا على الدعوات للظهور ضمن البرامج التلفزيونية لذات السبب، رغم أن ذلك لا يخدم الفن والفنانين نمن كرسوا حياتهم لإعطاء صورة للفن الجزائري ممن تعبوا وسهروا في انتقاء الكلمات والألحان، وكأنهم الآن يقولون لنا “أنتم كبرتم تنحاو”، وأنا أجدا أن الفنان كلما كبر صار صوته رخيما.

 الديوان: ما تعليقك على موجة الفنانين مؤخرا، ممن يحصلون أيضا على بطاقة الاحتراف؟

 سعاد بوعلي: صار كل من هب ودب، في استطاعته الحصول على بطاقة الفنان، وحتى أشخاص لا علاقة لهم لا من قريب أو من بعيد بالمجال، بمجرد المحسوبية فقط و”العرف” يمكنهم ذلك، ورغم أنني ولجت المجال منذ الثمانينيات غير أنني لم أطلب البطاقة إلا سنة 2015، وفوجئت وقتها بـ “أوندا” وهي تحتسب سنوات خبرتي ونشاطي من تاريخها كأنني لم أكن قبل سنة 2015 موجودة في الساحة، وللأسف بات طلب الحصول عليها لمجرد التمكن من السفر من طرف العديد ممن ينتشرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي أباحت كل شيء كان محرما بين جيلنا أن يبث عبر الإذاعة أو على شاشة التلفزيون.

 الديوان: لم تفكري يوما في إعادة توزيع “مانيش أنا لي ما فاهماش؟”

 سعاد بوعلي: لو تطلب الأمر كنا سنقوم بذلك، رغم أنني أفضل بقاءها على توزيعها الأصلي، لأن الأصل يبقى، وحتى لا تفقد قيمتها، ورغم أنني أصدرتها عام 1993، غير أنها لازالت حية في أذهان جيلي وحتى الجيل الحالي يتعرفون عليها.

 الديوان: هل قدمت سعاد أغاني بهدف تجاري محض؟

 سعاد بوعلي: كل أغنية غنيتها أحسست بها لأنني لا أملك جهة تجارية، وكنت أستاذة والفن كان من أجل الفن وليس التجارة، وحتى أن الأغاني أغلبها كانت تسجل في إذاعة وهران ثم تمر عبر التلفزيون، وما كنت أتقاضاه في المقابل كان رمزيا، وبعد إلغاء الفرقة الموسيقية من إذاعة وهران، أصبحنا نتعامل مع الاستوديوهات الخاصة، لألجأ من وقتها إلى يومنا هذا إلى استوديو “توفيق بوملاح” الذي أنا ممتنة له كونه ساعدني كثيرا، وأحيانا لم يكن يأخذ مقابل خدماته لأنه فنان وحساس، وذلك ساعدني على البقاء في الساحة الفنية، فلو كنت مضطرة لدفع المقابل المادي في كل مرة لكان ذلك مستحيلا وقتها وكنت ابتعدت ومت فنيا.

 الديوان: من يسمع أغنية “تعبنا يا زمان” يتساءل.. هل تعبت سعاد؟

 سعاد بوعلي: لم استسلم رغم أنني لم آخذ حقي، بالرغم من وجودي في صفوف الفنانين الذين نشطوا فترة العشرية السوداء، ووقتها كان مشهد الدبابات التي كانت تؤمّن تنقلاتنا لإحياء السهرات الفنية، مرعبا وعدد الفنانين الذين صمدوا كان قليلا، فالأغلبية تعطلت مسيرتها الفنية في تلك الفترة التي عرفت ركودا طويل الأمد، وترك البعض الآخر البلاد، لكن يبقى وطننا الجزائر قبل كل شيء.

 الديوان: تجدين أن فلة والمرحومة نعيمة عبابسة تعرضتا أيضا للتهميش؟

 سعاد بوعلي: أعتقد أن فلة والمرحومة نعيمة أخذتا حقهما ولم تتعرضا للتهميش، ماعدا تقصير الوزارة في حقهما من حيث عدم تمثيل الجزائر خارجا، وبالنسبة لي اعتبر أن صوت فلة كان يمكن له الذهاب بعيدا “كنت أراها خليفة المرحومة وردة”

 الديوان: هل تكتب سعاد؟

 سعاد بوعلي: نعم أكتب وكتبت بعض الأغاني ولحنت البضع الآخر وأسجل من حين لآخر لدى توفيق بوملاح دائما، وأضع الأغاني التي أسجلها في الإذاعة، غير أن برمجة الحفلات أجد نفسي غائبة عنها، فنفس الوجوه من تحيي الحفلات، ولا رد لي في الخصوص لأن الإجابة تجدونها لدى وزارة الثقافة، رغم أنني لا ألوم الوزيرة الحالية، كونها حديثة وعكس سابقتها التي كان واضحا اهتمامها بالسينما فقط وبعدها تمام البعد عن الغناء.

 الديوان: تشرفنا كثيرا بحوارك سيدتي، تفضلي بكلمة أخيرة.

 سعاد بوعلي: استمتعت كثيرا باللقاء وكل التوفيق لطاقم الجريدة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق