حوارات

المندوب المحلي لوسيط الجمهورية لولاية النعامة_ د/ مباركي عبد المجيد لـ “الديوان”: هدفنا القضاء على بيروقراطية الإدارة وفق ما يسمح به القانون

أجرى الحوار: خريص الشيخ

في إطار الإصلاحات الكبرى الرامية إلى بناء مجتمع منسجم وإرساء أسس دولة جديدة، قام رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، بإنشاء مؤسسة وسيط الجمهورية بموجب المرسوم رقم 20-45 المؤرخ في 15 فبراير 2020، وذلك بهدف وضع قواعد صلبة لعلاقة جديدة بين المواطن والإدارة، مبنية على مفهوم المشاركة في دولة القانون التي تعتمد على قيم العدالة والإنصاف.

وفي هذا الإطار تقربت “الديوان” من المندوب المحلي لوسيط الجمهورية “السيد مباركي عبد المجيد” وأجرت معه هذا الحوار الذي تضمن عدة نقاط مهمة تخص المواطن بالدرجة الأولى.

*الديوان :البداية متى تم إستحداث الهيئة وفتحها بالولاية؟

  • معظم الانشغالات المطروحة من طرف المواطنين، تم التكفل بها، ومراسلة الإدارات المحلية ، تطبيقا لتعليمات والي النعامة الذي أعطى اهتماما بالغا لهذه الهيئة الوطنية، التي تعد همزة وصل بين المواطنين والجهات المسؤولة حيث تم إستحذاثها في جويلية2020 اما فتحها كان في شهر سبتمبر2020 .

*الديوان: الهدف الأسمى للهيئة؟

منذ فتح أبواب مندوبية وساطة الجمهورية لولاية النعامة،و مقرها يشهد توافدا كبيرا للمواطنين، خاصة أنها جاءت تطبيقا لتعهدات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، خلال حملته الانتخابية، وسعيه من أجل بناء جزائر جديدة ، بذهنية مختلفة وطريقة عمل جديدة، يهدف بواسطتها إلى رفع الغبن عن المواطنين، عن طريق فتح الأبواب للاستماع إلى انشغالاتهم، والعمل معهم بكل شفافية ومساواة وبالتالي الهدف الأسمى لها هو القضاء على الممارسات البيروقراطية والممارسات التعسفية للإدارة وفق ما يسمح به القانون.

*الديوان: بخصوص عدد العرائض والشكاوي المقدمة والمعالجة؟

تلقت المندوبية 578 عريضة داخل الإختصاص منها435 عريضة لشخص طبيعي و143خدمة عمومية و و304خارج الإختصاص، وهذا خلال سنة2021 ،حيث بلغت نسبة الردود الإيجابية حول العرائض54% وتشكل القضايا المعالجة على المستوى المحلي أكثر من90 بالمائة، فيما قلة قليلة جدا من القضايا يتدخل فيها وسيط الجمهورية. يؤكد المسؤول أن وساطة الجمهورية باعتبارها حلقة تربط مختلف القطاعات، تعمل على أن تجعل القطاعات تكمل بعضها وتعمل بانسجام وسلاسة، وأنه باعتماد الرقمنة والتحلي بالتنظيم والانضباط والتخطيط والإحصاء وتوفير بنك معلومات، يمكن حصر المشاكل ومعرفة الخلل الموجود على مستوى الإدارات، وحل أغلب المشاكل المتراكمة.

*الديوان: ممكن تحدد لنا نوعية الشكاوي و القطاعات المعنية ؟

معظم الشكاوى التي تستقبلها المندوبية تتعلق بالسكن الاجتماعي، وكذا التعاونيات العقارية، وقضايا التعدي على ملكية الغير ولم تسو وضعيتهم، وغيرها من المشاكل المتشعبة، والخاصة كذلك بالشغل و الصحة والتربية وغيرها وفق الطرق القانونية والتي فعلا يحق لنا التدخل فيها. وهنا أشير أن عدد العرائض مرتبط بعدد الموظفين كقطاعي التربية والصحة مثلا.

*الديوان:  دوركم رقابي ام لكم دور في المتابعة؟

عالجنا عدة قضايا متعلقة بالشغل والسكن بطرق تشاركية مبنية على العلاقات فقط لبعض الحالات فعلا التي تحتاج التدخل لان لا يمكن لنا ان نتدخل في صلاحية الهيئات المشرفة على ذلك ،دورنا في الرقابة هو التدخل بناء على عرائض وبعدها نتدخل على مستوى الإدارات اذا كان فيه ظلم فعلا في حق للمواطن.

*الديوان :ما نوع القضايا التي لا يمكن للهيئة ان تتدخل فيها؟

لا يمكن لنا أن نتدخل في الإجراءات القضائية ، في القضايا الأمنية، السياسة الخارجية وكذا في الطعون بين المرفق العمومي وموظفي الإدارات.

الديوان :هل هناك تعسف إداري وممارسات أخرى كالمحسوبية من طرف الادارات؟

سجلنا عدد من الحالات التي تعرضت للتعسف والبيروقراطية ولكنه قليل جدا على مستوى الولاية، وبالفعل كان لنا تدخل بحكم العلاقات الجيدة بين المندوبية ومعظم الإدارات  لمعالجة قضايا للمواطنين التي تستحق التدخل بدل اللجوء للعدالة.

وكذا مشاكل بعض المستثمرين في المجال الفلاحي، الذي وجدوا عراقيل إدارية، وهي تصرفات سلبية تنفر المستثمرين، وتنزع الثقة بين المواطن ودولته وفي هذا المجال كان للسلطات الولائية تدخل إيجابي بفتح الباب أمام المستثمرين وتوفير كامل التسهيلات الإدارية.

* الديوان: هل هناك عراقيل بيروقراطية أمام المواطن والهيئة؟

إن أبواب المندوبية مفتوحة على مدار الأسبوع من الثامنة والنصف صباحا إلى الرابعة مساء، وجد فيها المواطن ذلك المتنفس، ويحس داخلها بأنه في هيئة رئاسية تتعامل معه بطريقة راقية مما يجعله يشعر بأن الدولة قريبة منه وتتكفل بانشغالاته في إطار القانون، ونمحو بذلك تلك النظرة النمطية السلبية عن إدارات أخرى لا تحسن الاستقبال، ويجد المواطن بها حواجز وعراقيل بيروقراطية ومحسوبية، مما يجعله يبحث عن وسائط للوصول إلى مسؤولي إدارات أخرى”.

أماعن القطاعات التي تتعامل معها وساطة الجمهورية، فإن وساطة الجمهورية تعد همزة وصل بين المواطن ومؤسسات الدولة، تتعامل مع جميع القطاعات، ما عدا بالنسبة للملفات التي لا تزال على مستوى العدالة،حيث تعمل المندوبية عن طريق مستشاريها أيضا، الذين يلتقون المواطنين ويستمعون لانشغالاتهم وتشريحها، ومعالجة المراسلات التي يبعث بها المواطنون عن طريق البريد، حيث تقوم المندوبية باستدعاء أصحابها ومعرفة تفاصيل القضايا المطروحة، وتُحدد الجهات الوصية التي يتم الاتصال بها لحل المشكل، وتخيير المواطن بين الحضور الشخصي للمندوبية و لاستلام الرد النهائي.

*الديوان : بخصوص تفعيل سجل الشكاوي؟

سجل الشكاوي كان موجود على مستوى الإدارات لكن كان غير مستغل بطريقة مجدية فعلا وبالتالي يمكن إعتباره كسجل بدون أي دور.

لذا الأن تم تفعيله بطريقة تفاعلية بين المواطن والإدارة وفق نموذج واحد يتضمن معلومات خاصة بالشاكي ويراقب بطريقة صحيحة بين الإدارة المعنية، الوالي ومندوب وسيط الجمهورية وفي الأخير ترسل تقارير الى وسيط الجمهورية شهريا.

* الديوان :كلمة أخيرة

الشكر الموصول لجريدة الديوان التي فتحت لنا هذا الحوار الشيق بطريقة تفاعلية من خلاله نستطيع أن نقدم توضحات ونوجه رسائل لما تقوم به المندوبية محليا لهدف واحد وهو تقديم مساعدات لكامل المواطنين ومعالجة قضايا وفق أطر قانونية وصلاحيات الوساطة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق