حوارات
أخر الأخبار

رمضان في زمن الكورونا و المثقفين … بين مشاريع مؤجلة، الالتزام في البيوت و التفرغ للعبادة    

يحل علينا شهر رمضان في ظروف استثنائية و خاصة  في ظل جائحة كورونا التي اجتاحت العالم بأسره ، و من المؤكد ان شهر رمضان لن يكون  مماثلا  لسابقيه  حيث ستغيب السهرات الرمضانية و الزيارات العائلية و جلسات السمر في الأحياء و الخرجات و حضور الحفلات  لأن المواطن الجزائري  اعتاد على تلك الأجواء  الجميلة التي تجعل لهذا الشهر ميزة تجعله مختلفا عن بقية الشهور

المواطن الغليزاني أيضا و كغيره من المواطنين لا ينتظر سوى رمضان للاستمتاع بتلك السهرات التي تقام في دار الثقافة و يتسابق اغلبهم لأداء صلاة التراويح و من عادة أهل غليزان أن يذهب المصلين كل ليلة لمسجد من المساجد و بعضهم يفضلون الصلاة في مسجد الحي و السهر مع الأصدقاء حتى اقتراب موعد صلاة الفجر و تناول السحور

و بما أن الظرف استثنائي و غير معتاد ، فاءننا ارتأينا أن نتوجه بالسؤال لشريحة المثقفين من شعراء و كتاب لمعرفة ما خططوا له خلال هذا الشهر  و كيف سيقضون رمضان في ظل هذا الظرف الاستثنائي و الحجر الصحي الذي فرضه انتشار فيروس “كوفيد 19 ” على الجميع و ألزمهم البيوت و لعل ما هو ابلغ هو كون لا وجود للقاح يقضي عليه و لا أحد يعرف متى سيذهب الله عنا هذا البلاء و تلك هي المعضلة الكبرى ، المستقبل يبدو غامضا و مبهما و المشاريع على المدى القريب محالة على التأجيل حتى إشعار آخر، فسحنا المجال لكل مثقف أن يجيب على سؤال طرحناه عليه محاولين معرفة الكيفية التي سيقضون بها رمضان في ظل هذه الجائحة  التي ربما أجلت مشاريع البعض أو حرمتهم من حضور لقاءات ثقافية او صالونات ادبية فكانت جملة من الآراء و الانطباعات  التي جمعناها:

الناقدة و الشاعرة أمينة رزق حمو / ولاية مستغانم :

جائحة كورونا لن تأثر في أنا كمؤمنة وأعلم أن هذا الوباء ما هو إلا امتحان من الله عز وجل

 عادي ككل رمضان مرّ بنا صحيح أننا سنفتقد تلك اللمة في المساجد من أجل تأدية صلاة التراويح وتلك السهرات التي سنتخلى عنها بسبب تفادي التجمعات لكن هذا من واجبنا ونحن مواطنون ملزمون بتأدية الواجب كي لا يحدث الاحتكاك الذي يساعد على نشر العدوى بيننا .

لهذا لابد علينا أن نصلي صلاة التراويح في بيوتنا جماعة مع أفراد العائلة ونتفادى كل خطورة تؤدي بحياتنا إلى التهلكة.

إن الأمر المؤسف في هذا العام أننا باسم عائلتي وباسمي الأستاذة آمنة رزق حمو اعتدنا في كل عام في شهر الغفران أن نقوم بإفطار المتسولين والفقراء في بيتنا لكن هذا العام لا أعلم ماذا سيحل بهم بسبب هذا الوباء. أتمنى وأدعو السلطات الحكومية منها والخواص أن يتكفلوا بهذا الأمر وأخذ تفادي التجمعات بينهم بعين الاعتبار لأن مأواهم الشارع وهذا الأخير مليء بالفيروسات خاصة فيروس” covid-19″ أو ما يسمى  ب “كورونا

وفي الأخير أنصح المواطنين الجزائريين تفادي التجمعات وعدم السرعة في الطرقات، يكفي الجزائر من دموع الحرائر التي ذرفتها في كل الفاجعات بلادي الجزائر لم ترتاح وكأن الحزن وشاحها لا أعترض على حكم الله طبعا لكن والله يكفينا فاجعات والأخبار التي نسمعها من حوادث مرور وحوادث طائرات ومن موتى بسبب هذا الوباء القاتل الذي فتك أرواح إخواننا في بليدة وجميع الولايات جزيل الشكر والتقدير  لمراسلة الجريدة على مجهوداتها، و رمضان مبارك عليكم ، اللهم بلغنا رمضان و نحن نتمتع بوافر بالصحة والعافية. 

المسرحي زينو بن حمو / ولاية وهران :

 العالم ينتفض و يثور الطبيعة كلها ضد الإنسان هذه السنة ، رمضان على الأبواب الشهر الكريم الذي تكبر فيه اللحمة الأسرية و العائلية ،ليل لا ينام صخب و ضجة في كل الشوارع الأطفال يلعبون بالليزر و يغتنمون فرصة تصفيد الشياطين ليخرجوا بعد المغرب فيصبحون هم الشياطين، المشاكل الغميضة، المعاكسة،  كلها تقاليد سهرة كل ليلة في شهر الفرح،  لكن هذه المرة سيعم صوت الصمت أول مرة في تاريخ رمضان ستفطر العائلة متفرقة كما عزمت أمي على فعل ذلك،  لا توجد سهرات في رمضان ..لا يوجد تجوال  في طريق “العقيد “و، “شوبو” و “حي خميستي” لاختيار ملابس تليق بعيد الفطر، لا توجد معاكسات..يوجد الصمت، الصمت وفقط، سنصمت جميعا، لن تكون هناك أماسي رمضانية وقد ألغيت كل عروضنا المسرحية التي كانت ستجول مسارح الوطن فلن نتمرد على الشارع بمسرح الشارع..اظن أن هذا الصمت سيجعلني أكمل معالجة مسلسل يوسف.

 الشاعر رابح ايصافي / بلدية يلل / غليزان :

من حسن حظي أنني في رمضان لا أبرح البيت سواء في المساء أو بعد الإفطار ، فقد تعودت المكوث في البيت و هو ما كان يسمح لي بقراءة العديد من الدواوين الشعرية ، أما الآن  و في ظل جائحة كورونا أعتقد أننا سنلتزم  بيوتنا دون المغامرة بحياتنا.

 الفنانة التشكيلية سمية مستغانمي / ولاية مستغانم :

برنامج رمضان قد يتباين مع سابقيه، سأخصصه  لمطالعة الكتب الترجمة و كتابة رواية ، كما انه هناك مشاريع أجلت بسبب الجائحة ، حيث  كان من المفروض أن  احضر  و أشارك بمهرجان بجمهورية مصر في شهر أفريل  الجاري وأجل بسبب كورونا.

الشاعر محمد مشلوف/ حد الشكالة /ولاية غليزان :

ككل رمضان مضى  تطيب فيه النفحات بالقراءة والذكر فأنا أقسّم يومي ثلثه للمطالعة والكتابة والثلث الباقي بين الراحة ومشاهدة التلفاز، و أرى ونرى أن المطالعة سيكون لها الحظ الأوفر خصوصا ورمضان هذا العام يتزامن مع الحجر الصحي المنزلي ، فهو فرصة للبقاء في كنف العائلة أكثر وقت ممكن.

 الكاتبة مريم بودهري / وادي الجمعة / ولاية غليزان :

أحاول تقسيم الوقت بين شغل البيت ،اقرأ ما تيسر من القرآن،و اجلس إلى حاسوبي لأتمم مشروع رواية إن شاء الله ، و أراجع بعض كتاباتي انفض عنها الغبار إذا سمحت الظروف لأنشرها ان شاء الله فقط يرفع عنا الله هذا الوباء و يحفظ الجميع.

 

الروائي عواد بن جبار / ولاية غليزان : أعتقد أنني سأقضي الشهر في التسكع بين البساتين و قضاء حاجيات رمضان، ما تبقى ملازمة البيت بين القراءة و مشاهدة الأفلام، ليست لي مشاريع و لم أفكر فيها، و المشروع الوحيد عدم نقل العدوى إلى أفراد العائلة.

 المذيعة أسماء ولد إبراهيم / اذاعة مستغانم / ولاية مستغانم :

بما أن شهر رمضان المبارك يهل علينا في ظروف خاصة هذا العام تتمثل في الحجر المنزلي لأجل الوقاية من جائحة كورونا، فإن أحسن ما يمكن فعله هو استغلال وقت تواجدنا بالمنزل لأجل الاجتهاد في العبادة من خلال ختم القرآن الكريم و قيام الليل

إضافة إلى الحرص على تحضير ألذ الأطباق للعائلة و الحرص على الاهتمام بإعداد الخبز و الحلويات الرمضانية مثل الشامية و الزلابية بالمنزل و هذا دائما لمزيد من الوقاية من فيروس كورونا .

و نسأل الله العلي القدير أن يحل علينا الشهر الفضيل بكثير من الخيرات و البركات و يوفقنا لنكون ممن يدركون رحمته و مغفرته و عتقه من النار .

و كل عام و كل الجزائريين و المسلمين عموما بألف خير.

 الدكتور مشاوي عبد القادر / مدينة زمورة / ولاية غليزان :

في الواقع اعتدت على تقديم حصة وثائقية  تعنى بتاريخ المنطقة ، حيث اعرف بأماكن كانت مجهولة و غير معروفة و لكن في ظل الجائحة يستحيل علي التنقل و التصوير سأكتفي بعرضها افتراضيا عن طريق كتابات أو فيديوهات و منشورات أضعها على “اليوتوب” أو منصات التواصل الاجتماعي .

لقد كنا خلال رمضان ننتقل نظرا لتوفر الوقت و نقوم بالتصوير و التركيب في نفس الوقت حيث كنت أصور 17 حلقة لكن في ظل هذه الظروف نتمنى الحفظ و السلامة ، و اضطررت  إلى تأجيل كل شيء فللضرورة أحكامها .

 الأستاذ مجدوب صلاح الدين / ولاية سيدي بلعباس:

يجب علي أن نتكيف مع الوضع المفروض من شيمة المثقف أن يجرب أوقات الرخاء والأوقات العصيبة،فعليه قراءة القرآن قراءة تدبر حتى يفهم غير المفهوم ،ويصلي أوقاته ويحتسب ويطلب من الله الفرج من هذا البلاء ويناجي ويناغي أولاده إذا كانوا صغارا ،أما إذا كانوا كبارا يناقشهم بما يدور في الساحة الاقتصادية والسياسية وكل مستجدات الوطنية والعربية والدولية وبهذه الطريقة يمكنك الهروب من دائرة الملل

 رصدتها / ابتهال منال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق