الحدث
أخر الأخبار

في ظرف أسبوعين… الجزائر تتجه لإنتاج “الكلوروكين”..

الكمية الموجودة تكفي لعلاج 324 الف مصاب

التجارب الأولية في وهران أثبتت فعاليته في علاج كوفيد 19.

 

أكد وزير الصناعة، فرحات آيت علي براهم، يوم الأربعاء، أن الجزائر لديها الامكانيات الضرورية لإنتاج الكلوروكين.وأوضح وزير الصناعة في الندوة الصحفية التي نشطها اليوم  على هامش زيارة العمل التي قادته الى مجمع صيدال، أن الامكانيات موجودة لانتاج الكلوروكين في الجزائر، ويبقى المشكل الوحيد في المادة الاولية.

وأشار آيت علي براهم في ذات السياق، أن المادة الأولية لانتاج الكلوروكين سيتم استيرادها في ظرف أسبوعين على الأكثر.وأفاد وزير الصناعة، أن كمية الكلوروكين الموجودة في الجزائر، تكفي لمعالجة 324 ألف مصاب بفيروس كورونا.

وتُطلق الجزائر تصريحات متفائلة بشأن النتائج الأولية لـ”بروتوكول” العلاج الذي اعتمدته للإصابات المتقدمة بفيروس كورونا، على أساس “كلوروكين وهيدروكسي كلوروكين وأزيتروميسين” على الرغم من تسجيلها معدل وفيات عال، وتدعم شهادات متفرقة لمصابين غادروا المستشفيات فرضيات وزارة الصحة في انتظار أرقام الشفاء في الأسبوعين المقبلين.

وغادر سبعة مصابين على الأقل، الاثنين، مستشفى القطار بالعاصمة والذي خصص كقاعدة طبية لكورونا، كما غادر المستشفى نفسه مصابان اثنان، يوم الأحد، وهي حالات خضعت جميعها لعلاج موحد لفترة لا تقل عن 14 يوماً.و الثلاثاء كشفت الوزارة عن شفاء 20 مصابا بالبليدة و 18 آخر بالعاصمة.

 فيروس غبي

من بين المصابين الذين غادروا مستشفى القطار مساء الأحد الماضي، سفيان نشمة، وهو مدرب فريق “اتحاد البليدة” في الدوري الجزائري لكرة القدم. وكان نشمة قد تعرض لإصابة مؤكدة بفيروس كورونا في البليدة (50 كيلومتراً جنوب العاصمة)، والتي تخضع لحجر صحي كلي منذ أكثر من عشرة أيام باعتبارها “بؤرة وباء”، وفق التصنيف الرسمي لوزارة الصحة.

يروي نشمة قصة خضوعه للعلاج في القطار قبل نحو ثمانية أيام، قائلاً “وافقت على الخضوع للعلاج الذي قررته وزارة الصحة، والأمر نفسه بالنسبة إلى زوجتي، التي كانت في المستشفى نفسه (شفيت وغادرت بدورها). أنا إنسان رياضي وأدرك جيداً معنى آلام التدريب العالي على الجسم والجهاز التنفسي، وما عشته مع كورونا أشد بكثير على الجسم، عكس ما يدعيه بعض من لم تطله العدوى“.

 وبلغة متفائلة يسرد نشمة أن “جل المصابين تقريباً في تحسن بنسبة 95 إلى 100 في المئة، وعلى أقل تقدير بحسب ما لاحظته في مستشفى القطار، التحسن لا يقل عن نسبة 80 في المئة”. ويضيف “بفضل الله وبروتوكول الدواء عايشت مغادرة كثير من المصابين من مستشفى القطار منذ السبت الماضي. كانت الأجواء رائعة وسط الأهازيج والزغاريد“.

ويفضل نشمة وصف فيروس كورونا بـ”الفيروس الغبي”، قائلاً “أدعو الجميع في الجزائر وخارجها إلى العزل المنزلي. فهذا الفيروس يتسم بالغباء الشديد وهو يخشى التباعد، لكنه محب للتجمعات والاختلاط. فعلاً أخشى من تصرف الشباب، الذين يرفضون الإيمان بوجود فيروس غير مرئي بهذه الشراسة“.

تفاؤل رسمي

في سياق التفاؤل الرسمي يقود وزير الصحة عبد الرحمن بن بوزيد خطاباً من اتجاهين. الأول يقول بتوقع أسبوعين “مفزعين” بعدما تجاوز رقم الإصابات الـ1400، والثاني يتحدث عن أرقام “مذهلة” تخص الحالات التي “وقعت” بنفسها موافقة على الخضوع لعلاج دوائي.

 ويُقر وزير الصحة أن عدداً كبيراً من المصابين خضعوا للعلاج بواسطة “بروتوكول كلوروكين”، حيث كانت النتائج إيجابية ومشجعة “اتفقنا مع اللجنة الطبية (هيئة وطنية تتابع الفيروس) على تقديم بروتوكول كلوروكين وهيدروكسي كلوروكيل ولازيتروميسين، ولدينا عدد كبير من المرضى خضعوا لهذا الدواء وهناك إشارات إيجابية مشجعة“.

أهل الاختصاص في الجزائر لا يبدون ترحيباً كاملاً ولا رفضاً كاملاً لـ”بروتوكول العلاج”، في انتظار النتائج النهائية. ويشير البروفيسور محمد قماري حسب موقع “اندبندنت عربية” إلى أن “الجزائر انخرطت في هذا المسار على الرغم من أن نتائج هذا العلاج إلى حد الساعة غير نهائية في كل دول العالم وليس في الجزائر فحسب.

محلياً، الحالات التي تعاطت العلاج بلغت حالة استقرار ملحوظة، لكن أنصح أن يبقى هذا الدواء بين أيدي الأطباء، فهو لا يقي من كورونا بل يستعمل للحالات التي تأكدت إصابتها بالعدوى مخبرياً وهي حالات دخلت الاستشفاء“. 

626 حالة تخضع لـ”كلوروكين

كان واضحاً أن الجزائر قد اتخذت قراراها باكراً بخصوص إقرار علاج للمصابين بكورونا، لذلك تتسع قائمة المصابين الذين يتم إخضاعهم لـ”البروتوكول” إلى 626 مصاباً، في الوقت الذي تعلن فيه أن رقم الإصابات قد بلغ 1423. وتستهدف الجهات الوصية في ما يبدو زيادة عدد حالات الشفاء ورقمها مستقر منذ يومين في حدود 90. لكن رقم الوفيات يبعث الإحباط بين مسؤولي القطاع الصحي، بعد تجاوز الجزائر لـ173 حالة وفاة بمعدل هو الأول عربياً.

 ويذكر وشنان إلياس، وهو شاب ( 34 سنة) عاد من فرنسا في 7 مارس الماضي قبل أن يكتشف إصابته بعد نحو ثمانية أيام. إلياس شفي من كورونا بعد حجر استمر قرابة 16 يوماً، ويروي أن “غالب الوفيات التي سمعت عنها تخص أشخاصاً تم التأخر في الكشف عن إصابتهم أو مصابين بأمراض مزمنة، وهناك حالات أخرى لأشخاص توفوا وتم إخضاعهم للتحاليل بعد الوفاة ليتبين أنه فيروس كورونا“.

وقال إلياس “لقد قرر الأطباء عدم إخضاعي لأي علاج لأن الأعراض لم تكن قوية علي، لم أشعر بأي تعب أو ضيق تنفس طيلة تلك الفترة على الرغم من أن التحاليل كانت موجبة في البداية، لكني أذكر أن شخصين كانا معي في الجناح نفسه قد خضعا للعلاج وقد تركتهما في تحسن ملحوظ يوم مغادرتي المستشفى في 2 أبريل الحالي“.

 توزيع العلاج جهوياً

وبعدما تم بدء العلاج مركزياً في مستشفى بوفاريك وفرانس فانون بالبليدة وأيضاً القطار ومصطفى باشا بالجزائر العاصمة، عممت السلطات الجزائرية العلاج الجديد جهوياً.

في رصدها للنتائج الأولية لهذا “البروتوكول”، تقول نجاة موفق رئيسة مصلحة الأمراض المعدية بالمركز الاستشفائي الجامعي بوهران  إنه أثمر نتائج مشجعة للأغلبية “فالمصلحة التي تتكفل بعلاج أكثر من نصف الحالات المؤكدة بفيروس كورونا بوهران، قامت بتسريح  أولى ثلاث حالات تعافت بشكل نهائي من فيروس كورونا الجمعة الماضي“.

وتكشف موفق بأن جميع المرضى الذين يُعالجون في المصلحة وفق هذا البرتوكول العلاجي، والذي شُرع في تطبيقه منذ نصف شهر “يوجدون في حالة جيدة، حتى الحالات التي وصلت إلى المصلحة في حالة خطيرة، بدأت تتعافى شيئاً فشيئاً”. لكن المسؤولة نفسها لا تجزم بخصوص النتائج، إذ “لا يمكن في الوقت الحاضر الجزم بأن كلوروكين هو السبب الوحيد لشفاء هؤلاء المرضى، لأن الشفاء من الفيروس يمكن أن يكون عفوياً في بعض الأحيان“.

وأوضح البروفيسور عبد الواحد بوجلال، الاختصاصي في الأمراض المعدية في المستشفى الجامعي نفسه في وهران، أن “كلوروكين عقار أثبت نشاطاً مضاداً للفيروسات، لكنه للأسف لم يستخدم على نطاق واسع في الماضي لعلاج العديد من الفيروسات.

لكن بالفعل أظهرت التجارب الأولية في وهران فعاليته في علاج كوفيد 19. كما أجريت دراسات أخرى في المغرب، تونس وألمانيا وبلدان أخرى على المستوى الأوروبي، استخدمت هذه المادة، بخاصة في تونس“.

 هواري/ل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق