الحدث

ماكرون غدا بالجزائر

"تصحيح" العلاقات

يحل ظهر غد الخميس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الجزائر في زيارة تمتد لثلاثة أيام من 25 حتى 27 أوت بهدف إعادة إحياء الشراكة بين البلدين بعد شهور من التوتر.

حيث لم يلتئم اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين الجزائر وفرنسا منذ عام 2017، وكان آخر زيارة للوزير الأول الفرنسي قام بها للجزائر تعود إلى برنار كازنوف في 2013، قبل أن تلغى زيارة كانت مبرمجة لجان كاستكس في 2020 بسبب وباء كورونا، وهو المبرر المقدم، غير أن السبب الحقيقي كان يعود لرفض الجزائر تشكيلة الوفد المرافق للوزير الأول الذي لم يكن من وجهة نظر الحكومة الجزائرية، يعكس ثقل الملفات السياسية والاقتصادية المطروحة بين البلدين.

وجاء في بيان للرئاسة الفرنسية، صدر بعد اتصال هاتفي بين ماكرون ونظيره الرئيس عبد المجيد تبون، أنّ “هذه الزيارة ستساهم في تعميق العلاقات الثنائية مستقبلاً.. وتعزيز التعاون الفرنسي – الجزائري في مواجهة التحديات الإقليمية ومواصلة العمل على ذاكرة” فترة الاستعمار.

أكد الإليزيه الثلاثاء أن “رئيس الجمهورية اختار توجيه هذه الزيارة نحو المستقبل والشركات الناشئة والابتكار والشباب وقطاعات جديدة”.

كما سيجري “حواراً مطولاً” الجمعة مع رجال الأعمال الشباب في العاصمة وسيلتقي بالشباب في وهران، ثاني مدن البلاد، بمناسبة عرض لرقص البريك دانس.

تهدف الزيارة الثانية لماكرون إلى الجزائر منذ انتخابه في عام 2017، إلى “إرساء أساس لإعادة بناء وتطوير” العلاقة بين باريس والجزائر، على ما شددت الرئاسة الفرنسية.

من جهتها، ذكرت رئاسة الجمهورية، في بيان، أنّ الرئيس تبون سيبحث مع ماكرون التعاون الثنائي، وجدول أعمال زيارة الأخير المرتقبة إلى الجزائر.

وسيقيم الرئيس عبد المجيد تبون الذي سيستقبل نظيره لدى وصوله بعد ظهر غد الخميس، مأدبة عشاء رسمية على شرفه، وسيجري الرئيسان قبل ذلك محادثات ثنائية بعد ان يزورا معاً نصب الشهداء.

ومن المنتظر يناقش الرئيسان الوضع في مالي التي غادرها الجيش الفرنسي مؤخراً، وعلى نطاق أوسع الوضع في منطقة الساحل وكذلك في ليبيا.

تؤدي الجزائر دورًا محورياً في المنطقة نظرًا لثقلها الدبلوماسي وحدودها المشتركة الممتدة آلاف الكيلومترات مع مالي والنيجر وليبيا.

كما سيبحث الرئيسان قضية خفض فرنسا عدد تأشيرات شنغن التي تمنحها للجزائريين إلى النصف.

ويرافق الرئيس الفرنسي وفد يضم 90 شخصًا، من بينهم سبعة وزراء، ضمنهم برونو لو مير (الاقتصاد)، جيرالد دارمانين (الداخلية) وكاثرين كولونا (الخارجية) بالإضافة إلى برلمانيين ومدراء شركات كبرى، بالإضافة إلى سارة أوراهمون، الفائزة بالميدالية الفضية في الملاكمة في دورة الألعاب الأولمبية في ريو 2016.

وتشهد العلاقات الجزائرية الفرنسية، مستويات متذبذبة بين التهدئة والتوتر، بسبب طبيعة العلاقات المتشابكة خاصة ما تعلق بملفات الذاكرة، والأرشيف الجزائري والتجارب النووية.

وحسب تسريبات قصر الإلييزي نقلتها وسائل إعلام فرنسية، فإن ماكرون يريد من الجزائر لعب دور أكبر في محاربة الإرهاب في الساحل، وتسوية اتفاقية الهجرة بين الجزائر وفرنسا، وخصوصا ما تعلق بترحيل رعايا جزائريين ومباشرة إصلاحات داخلية.

في المقابل تسجل الجزائر بأن برامج التعاون الاقتصادي بين البلدين دون المستوى، خاصة ما تعلق بنسب الإدماج في مشروع سيارات “رونو”، وفي استمرار الطرف الفرنسي النظر إلى الجزائر على أنها مجرد سوق لتصريف المنتوجات الفرنسية دون تواجد استثمارات أو نقل تكنولوجيا.

 هشام/م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق