الثقافي

27 عام على رحيل حسني…. “مازال كاين ليسبوار”

كلّما ابتغينا الكتابة عن الشاب حسني1994    1968في ذكرى رحيله، نجد أنفسنا مُكَبَّلينَ بالنوستالجيا والحنين، وفي كل مرّة، نسافر على وصلة “مازال كاين ليسبوار” لنخطّ النصوص والبورتريهات نفسها لعلها تستحضر ابن حي ڨمبيطا حيث وُلدَ واغتيل.

سبعة وعشرون سنة مرت اليوم الأربعاء  على  رحيل أمير أغنية “الراي” الشاب حسني أمام منزله بمدينة وهران مسقط رأسه.

حسني شقرون، فنان أغاني العشق والغرام والتي يرددها ملايين الشبان الجزائريين المحبين لموسيقىالراي“.
أبرز الأغاني: ” أعطيني الفيزا” ، “محال ننسى”، “طلبتي لفراق”، “عمري ما ننسى الماضي” أو ” البيضاء حبي وعشقي” نبغيك ماني مهني، عمري عمري، طال غيابك، أرواحي نتفاهموا، ڨاع النسا…”، توحدت كلها حسب العربي في اللحن الصادق والكلمة القوية والأداء البديع المتفاعل مع أحلام ومشاعر وتطلعات الشباب ورغباتهم في عالم ملون بالحب والصفاء وتقدير المرأة،  إضافة إلى أغاني أخرى لا يزال الجزائريون يرددونها رغم مرور 27 سنة على اختفاء صوت هذا المطرب الموهوب والمتواضع .

ولد الشاب حسني في 1968 بحي ” قمبيطا” ( حوش حسني) وسط وهران في عائلة متواضعة، في البداية كان يحب كثيرا كرة القدم ومارسها في صفوف فريق لازمو “جمعية وهران” ، لكن إصابة في القدم أبعدته عن الملاعب ليترك هذه الرياضة نهائيا وهو 15 من العمر.

كان حسني يملك موهبة كبيرة في الفن والغناء منذ الصغر وكان يلقب “بالعندليب” الجزائري. بدأ حياته الفنية بالغناء في الحانات والملاهي الليلية الواقعة قرب وهران مثل “عين الترك” و”الأندلسيات” وأماكن أخرى.

في 1986، سجل حسني أسطوانته الأولى وأدى ثلاث أغنيات لمغنية وهرانية أخرى معروفة آنذاك وهي الشابة زهوانية. ونالت الأغاني إعجاب محبي موسيقى “الراي“.

منذ ذلك الحين، بدأت قصة حسني الغنائية مع محبيه تكبر وتنمو على وتيرة الأغاني العديدة التي سجلها والتي تجاوز عددها 300 أغنية، تطرق من خلالها إلى مواضيع عدة لها علاقة بعالم الشباب، مثل الحب والبطالة وفقدان الأمل و”الحقرة” وغلاء المعيشة والفقر إلخ.

في بداية التسعينيات، أصبح الشاب حسني معروفا جدا في الجزائر وفي دول المغرب حيث نظم العديد من الحفلات التي استقطبت آلافا من المحبين لطابعه الغرامي. وتعد السهرة الموسيقية التي نظمها في 1993 بملعب 5 جويلية بالجزائر العاصمة من أبرز محطاته الفنية…  أكثر من 65 ألف معجب كان في انتظاره حيث غنى حسني حتى شروق الشمس بسبب حظر التجول الذي كان مفروضا آنذاك.

وقال حسني بهذه المناسبة: “لقد بكيت عندما رأيت 65 ألف شخص ينتظرونني داخل الملعب رغم التعب والمشاكل الأمنية“.
ورغم التهديدات الأمنية خلال التسعينيات ، إلا أن ابن وهران رفض السفر إلى الخارج رغم استهدافه من طرف الإرهابيين خلال السنوات السوداء.
وكان يقول دائما:” والدتي، أصدقائي والحي الذي أسكن فيه أحسن من أمريكا بالنسبة لي“.

أغتيل الشاب حسني في سبتمبر 1994 أمام منزله على يد مسلح مجهول بطلقتي رصاص، الأولى اخترقت عنقه والثانية رأسه، ولا نعلم إلى اليوم من هو قاتل هذا المغني الكبير.

لكن رغم غياب حسني، لا تزال أغانيه تذكر الشباب الجزائري بأنه كان فنانا كبيرا و محبوبا من طرف جميع الجزائريين ولا يزال عشاق فن حسني يزورون قبره يوميا.

غاب حسني وبقي إرثه الموسيقى للأبد..

 

 

شهرزاد

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق