الثقافي

الكاتبة الشّابة ” خرابي منال (جيهان) “…. بارانويا” رواية  تزامن بين الحالة الاجتماعية و الحالات النفسية

حاورها / أ . لخضر . بن يوسف

خرابي منال (جيهان) ، مواليد 02_06_ 1995 قالمة ، ماستر في الهندسة المعمارية، مسيرة حاليا لوكالة سياحية ، مشروع كاتبة روائية قادمة في سماء الكتابة الإبداعية ، صقلت موهبتها بالقراءة والغوص في عوالم المطالعة تمكينا لنفسها من بناء خلفيات أدبية وفكرية وثقافية تسهم في إنتاجاتها الأدبية

كيف اكتشفت موهبتك ، أقصد موهبة الكتابة والابداع فيها ؟

لا يمكن قول أنها إكتشاف بمعنى إكتشاف ، إنما كانت مسارا طويلا بدأ من التعمق في القراءة والمطالعة منذ الطفولة ، كان اهتمامي دائما ما ينحاز إلى الرواية خاصة التي تتناول تاريخ الأساطير و ما تحمله من لغة عربية دقيقة عريقة ، وجدت بعدها نفسي أحمل القلم في كل مرة أشعر أنه عليّ أن أحمله دون مخطط مستقبلي مؤطر بلقب كاتبة ، أقصد أني حين بدأت الكتابة انطلقت من الرغبة … ربما كانت أكثر ما كنت أحتاجه و تمسكت بها حين أوفت بغرض حاجتي دون أن أفصح عن ذلك لأي شخص لمدة سنوات.

متى فكرت في خوض غمار الكتابة والغوص في مجال التأليف والبروز إلى العلن ؟

قررت خوص غمار الكتابة قبل ستة سنوات من اليوم ، وجدت نفسي في محيط أدبي يؤهلني لسرد رواية  ما. لطالما اعتبرت الكلمة كلفظ فقط مسؤولية كبيرة إذا التقطتها مسامع الغير ، فما بالك بكلمة تكتبها ثم تنشرها للبيع ، هنا تتضخم المسؤولية من تأثير معنوي إلى ضمير، أعترف أن الخوف تسلط نوعا ما قبل أن أطبق القرار كوني سأتحمل على عاتقي جهد القارئ و ماله و  أكثرهم تأنيبا الوقت … بعدها غصت في تأليف أول رواية بعنوان “زوليخ” هي لم تنشر بعد ، و خرجت إلى الساحة الأدبية برواية ” بارانويا ”

بارانويا ، مولود جدير بالنقد والدراسة .. حدثينا عن إصدارك الجديد وموضوعه وما الذي يحمله أدبك من رسائل ؟

رواية ” بارانويا … حين أصيبت بإنسان آخر ” أعتقد أنها ستكون على مائدة نقد أخصائي علم النفس خاصة أني تجرأت على استعمال اختبار رورشاخ من منبع البحث الذاتي ، أيضا أعتبرها إنسان جدير بالدراسة ، لأنها تصف شخص اجتمعت فيه شخصيات متفرقة ، لا أحب أن أصفها بشخصية فصامية لأنها أكثر و أشد حالة من ذلك ، هي تزامن بين حالة اجتماعية ( النسب المجهول ) و حالات نفسية ( اضطراب تعدد الشخصيات ، جنون العظمة ، الوسواس القهري ). إن دققت فيها فرادى ستجد كل واحدة منها تحمل شعار التفكك الأسري بمعيار معين يضبط منطقة معينة من الاختلال ، التي تجمع بين كفة الهدف المحدود و كفة الهدف الغير محدود في مقر توازن الإنسان في الدنيا الذي و هو القلب … دقق، أنا أقول عن الدنيا مقر توازن و ليس مقر استقرار، فمثلا معيار الرضى الذي تلاشى عن مفهومه الحقيقي حاليا بتشخيص يشبه كأنه موت داخلي ، و قد يُشار إلى الشخص الثابت على رفع الرضى الغير محدود بالفاشل اجتماعيا ، حالة أخرى في الرواية … شخصية ثابتة تفانت في تحقيق المحدود فانتهت تحت فوضى فاخرة محدودة بالغير على حساب ما رسمت رغبات الأنا المعظمة لذاتها، و بين الحالتين شخصيات فتن دنيوية تتخللها نسمات ضمير ضعيف مصدره يفتقر لليقين، أمّا التدقيق في مجمل الرواية سنلخص شخصية واحدة تلاطمت في التعدد لغياب المفاهيم القدرية الصائبة ، التجأت إلى الوهم فاصطدمت في كل معبر تخاله يضرب بحقيقتها إلى أن رفضها الوهم … اعترفت في إحدى تقمصاتها ” أنها لو كانت قريبة من اللّه لما حدث هذا ” فلا عذر للابتعاد إلا التقصير في معرفة الآمر، لأن صواب الاتصال به سيضعنا في كفة البحث عن الهدف الغير محدود إلا و هو رضاه ، و الذي يقابله في كفة المحدود تعظيم الذات … فعظم ذاتك كيفما شئت ، قل أنا أينما كنت و حتى لو أقمت تعظيمها أمام عدد الخلق جملة ستعجز حتما ، و في لحظة قدرها جزء من الثانية أمام اللّه ، فغيِّر ليُغير … و إن كنت تقبض على جمرات الصواب لا تغيِّر ليُغير

هل ممكن توضيح ما تُؤمنين به من أفكار وقيم بشكل عام أثناء ممارسة الفعل الابداعي ؟

ما أؤمن به كشخص من أفكار أقوم بترجمته على طريقتي الخاصة بالقلم ، فأنا حريصة على كل كلمة تلو الأخرى ، فجملة ففقرة إلى مجموعة من الصفحات ليتم وصفها بكتاب ، أجد نفسي أني مكلفة أمام كل قارئ بصحة الفكر المقدم إليه سواء بأسلوب خيالي غير مباشر و بأسلوب حقيقي مباشر، لا تهمني إطلاقا العناوين العريضة و لا عدد المبيعات ، إنما أنا بحاجة إلى الأثر بما أن هذا الفكر قدر لي أحمله علي أن أقدمه بالطريقة المناسبة و الصحيحة ، لينعكس إيجابا إلى فئة المجتمع المقصودة … بالمختصر، أخاف الله في كل ما أكتبه للقارئ.

هل من أعمال قادمة أدبية

هناك أعمال سابقة ستكون هي القادمة ، سأعمل على طرح أول رواية كتبتها كما ذكرت ستكون قضيتها اجتماعية ، ربما سأطرح فيها علاجا لرواية “بآرانويا ” أي أنها ستكون مرتبطة مضمونا بها لأستكمل الهدف الأدبي الذي أعمل عليه.

كلمة أخيرة للقراء والجريدة

كل الشكر و التقدير و الاحترام على منحكم لي من وقتكم ، على انصاتكم و اهتمامكم و أتمنى لكم التوفيق في عملكم هذا، أما أنت أيها القارئ أنصحك … لا تقرأ كتابا لا يقوّي إيمانك باليوم الآخر، و الدليل أننا سنقف أمام الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق