الوطني

” الغش ” ظاهرة تحد من مبدأ “تكافؤ الفرص” في الوسط المدرسي

تسجيل عدد معتبر من الحالات خلال الفصل الثاني بالمؤسسات التربوية بوهران

تفاجأ الأساتذة الممثلين الأطوار التعليمية الثلاثة ،خاصة الطور المتوسط والثانوي ، خلال عملية تصحيح أوراق المتعلمين بعد إسدال الستار على امتحانات الفصل الثلاث ، التي انطلقت بتاريخ 20مارس المنصرم إلى غاية 25من نفس الشهر ، من تسجيل عدد معتبر من أوراق الامتحانات متشابهة ، وبعض الآخر ضبط في حالة تلبس لقيامه بعملية الغش .
وهو الأمر الذي دق ناقوس الخطر خاصة وأننا مقبلين على اجتياز امتحنانين مصيريين متعلقين بشهادة التعليم المتوسط ، وشهادة البكالوريا خلال شهر جوان المقبل ، وهو الأمر الذي قد ينعكس على المترشحين خاصة في ظل الإجراءات الصارمة التي فرضتها الوزارة المعنية والتي تعرض صاحبها إلى الإقصاء لمدة 5سنوات ، إذ يستوجب على المربين أن يراعوا هذه الظروف بتوعية المتعلمين خشية الوقوع في المحظور .
و كشف مختصون في الشأن الاجتماعي والتربوي  حول ظاهرة الغش في الوسط المدرسي خلال فترة الامتحانات عرفت تفشيا فادحا في السنوات الأخيرة مع تطوير أساليبها من سنة إلى أخرى في وقت تباحثوا فيه عن أسبابها والحلول الممكنة لمواجهتها.
و كشفت منظمته جمعية أولياء تلاميذ ثانوية الأمير خالد بأرزيو بأن  الغش في الوسط المدرسي أصبح هاجسا يؤرق المسؤولين عن المنظومة التربوية في أي بلد مؤكدين أن الظاهرة باتت أكثر انتشارا في العالم العربي وهذا لأسباب كثيرة مشتركة منها التربوية والأسرية والاجتماعية والنفسية والثقافية وحتى الاقتصادية.
حيث أكد الدكتور ملياني محمد ل “الديوان”  أن من الأسباب المباشرة للجوء التلاميذ إلى الغش هو أنهم لا يجدون المحيط المثالي الذي يدرسون فيه وزيادة على ذلك فإنهم يعتبرون الغش وسيلة لمواجهة الضغط الاجتماعي الذي يمارسه عليهم الوالدان اللذان يفرضان عليهم الحصول على معدلات مرتفعة ويقارنان مستواهم بمستوى تلاميذ آخرين وهذا فضلا عن أن التلاميذ يقاومون ضعفهم في استيعاب الدروس بالغش.
ولم يختلف المهتمون بالشأن التربوي في وهران  أن الغش عند التلاميذ والطلبة الجامعيين أصبح أمرا عاديا وأحيانا حقا مشروعا يتخذونه من حسب رأيهم من عدة سياقات منها السياق الأسري والتربوي وحتى المجتمعي، وسبب ذلك كما تفسره الدراسات والأبحاث هو الممارسات الغير تربوية لبعض الأساتذة داخل القسم وتدني مستوى التعليم في الكثير من المدارس.
ومن جهته أوضح هدار لخضر رئيس الجمعية المنظمة للملتقى المغاربي ان المنظومة التربوية وقطاع التعليم العالي يعانيان من هذه الظاهرة التي ازدادت حدتها في السنوات الأخيرة مع تطوير أساليبه.
ومن الحلول المقترحة من طرف هؤلاء  لمواجهة الغش في الوسط المدرسي، تجند الأسرة، المدرسة والمجتمع مع تفعيل دور الأولياء في متابعة أبنائهم بصفتهم مشاركين فاعلين داخل المؤسسة التربوية وحتى في الأقسام مع إعادة النظر في تكوين الأساتذة وهذا إضافة إلى إحياء الوازع الديني والأخلاقي لدى التلاميذ والطلبة. ومن الحلول أيضا إعادة النظر في المنظومة التربوية ومناهجها.
كما دعت الأستاذة سناء الجابري إلى ضرورة تعليم الأخلاق في السنوات الأولى من الدراسة كما هو معمول به في دول متطورة في المجال التربوي بهدف تنشئة التلاميذ على الاعتماد على النفس في وقت أكدت فيه أنه لا توجد مبادرات جادة في مواجهة الظاهرة.

بورحيم حسين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق