مساهمات

الفانوس.. لغة الضاد

أمرت وزيرة الثقافة السيدة صورية مولوجي بتعميم استعمال اللغة العربية في جميع مراسلات الوزارة وهذا قرار يحسب لها، إذ كان من الواجب بما كان اتخاذ مثل هذا الأمر خاصة في هذا القطاع باعتباره يعكس هوية وتراث الجزائريين وتاريخهم المستمد أصلا من اللغة العربية وهذه حقيقة ثابتة لا غبار عنها.

لغة الضاد، خير اللغات والألسن، لغة العلم والعلماء يكفيها فخرا أنها لغة القرآن والإسلام، فلا فهم للكتاب والسنة النبوية إلا بمعرفة اللغة العربية، تغنى بألفاظها الشعراء فنسجوا فسيفساء هزت الأفئدة ومست النفوس وخطى بأحرفها الكتاب والمؤلفين كتبا رسخت في العقل الباطن فكانت ذخرا لبني العرب وإرثا وجب الإعتزاز به والمحافظة عليه حتى لا تنسلخ الأجيال من تاريخها وهويتها ولسانها ومنه الحكم على الماضي بالقتل محوا ونسيانا، إذ ما ذلت لغة شعب إلا ذل وما انحطت إلا انحط وتدهور وذهب في متاهات لا مخرج منها. الجدير بنا اليوم النهوض بلغتنا الفصحى والتكلم بها في المحافل الدولية مثلما فعلها ذات يوم أسد الجزائر هواري بومدين، علينا التحدث بها دون إدخال كلمات دخيلة عنها كلمات مفرنسة أو غير ذلك من الشوائب ليكون لساننا ولسان أبنائنا فصيحا ناطقا بالضاد لا غير، بإعتبار أن من ينقص من لغته لا ينقص من ثقافته فحسب بل ومن شخصيته أيضا.

الأكيد أن اللغة العربية بجبروتها الخالد وتراثها الدفين أقوى من كل محاولة يقصد بها زحزحتها عن مقامها العتيد فهي ولدت كبيرة وستبقى كذلك لأن الله حباها حرفا خالد تلألأت به وسميت عليه لغة الضاد.

دحاني أمال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق