الثقافي

الكاتبة المتميّزة ” نسرين بوخريص “… ” في كنف المعاناة ” سلسلة تحمل بين طيّاتها قصصا اجتماعية مثقلة بالمآسي و الدّموع..

حاورها / أ . لخضر . بن يوسف

من خلال هذا الحوار نكتشف موهبة شابة مبدعة ولجت الأدب العربي من أوسع أبوابه هي الأستاذة  والكاتبة ” نسرين بوخريص ” من ولاية تلمسان ، الجزائر ، أستاذة لغة عربية تعليم ابتدائي خريجة المدرسة العليا للأساتذة بوهران ،  حاصلة على تتويجات دولية في القصة القصيرة ، مسابقة ملتقى ابن النيل الأدبي 2019 بمصر ،  دورة محمد شكري 2019 بالمغرب ، دورة القاص الراحل صالح عمر الشريف 2020 بالعراق ، المركز الأول بمسابقة يولاند للقصة القصيرة 2019 الجزائر، مشاركة في أكثر من 20 كتاب جامع ورقي بالجزائر و خارجها (مصر، المغرب، العراق و الأردن )  مشاركة في 10 كتب جامعة إلكترونية ، التقيناها لتبوح لنا بما تختلجه نفسها ، عن الواقع الثقافي ، وعن هذه الأفكار  ورأيها فى إصدارها  دار هذا الحوار  فتابعوه…

الموهبة هبة من الله عز وجل تخلق معنا ، إن اكتشفناها نستطيع اخراجها وإن أهملناها تذهب وتتلاشى.. من اكتشف الموهبة فيك ؟

و نعم بالله  ، الفضل الأعظم يعود لأساتذة اللغة العربية الذين لطالما أشادوا بأسلوبي في التعابير الكتابية الذي كان متميّزا عن أقراني حينها

هناك تحدّ كبير يخوضه الكاتب مع نفسه أوّلا ومع المجتمع ثانيا ، فما بالك قلم شبابي وجديد في الساحة الابداعية .. كيف يمكنك أن توصلي ما تكتبي للمجتمع !؟ وهل هناك عراقيل وصعوبات واجهتك ؟

هناك تحدّ كبير حيث أنّ الساحة الأدبية أصبحت تعجّ بالكتّاب فصار المجتمع يقلّل من شأن الشباب و الأقلام الجديدة ، واصفا إيّاها بالسّاذجة و الرديئة.

لذلك من أجل أن أوصل ما أكتب لابدّ أن أدرس جيدا ماذا سأكتب ، أن لا يكون مبتذلا، و أن أحدّد بدقة الفئة التي أستهدفها في كتاباتي.

أمّا عن العراقيل فلعلّ أهمها كثرة دور النشر  ما جعلني أقع في حيرة مع أيّ منها أتعامل؟

ثانيا : نظرة أشباه القرّاء الذين يقلّلون من شأن القصّة القصيرة و يستعظمون الرواية.

أو من ينتظرون عملك و كأنه واعظ ديني ، و إن كان غير ذلك يعتبرونه بلا قيمة.

جميل جدا أن يرسم الإنسان أهدافا والأجمل أن يمشي وفقها ولا يحيد عنها والأحلام طبعا وحدها لا تكفي لنصل لما نريد ..أول إصدار ورقي لك هو في كنف المعاناة حدثينا عن هذا الإصدار ، وما سرّ التسمية التي تحمل دلالات ، ما موضوعات المحتوى والرسالة التي أردت توجيهها من خلاله ؟

” في كنف المعاناة ” سلسلة تحمل بين طيّاتها قصصا اجتماعية مثقلة بالمآسي و الدّموع..

هي قصص امتزجت بين الخيال و الواقع لتعكس مختلف أوجاعنا.. أحزاننا و مخاوفنا حتّى ، في قالب مميّز و شيّق.. أحداث متداخلة.. و قضايا منفصلة عن بعضها البعض.. التقت في نقطة واحدة.. ألا وهي ” المعاناة” لا غير.

أمّا عن الرسالة فهي تجسد المثل القائل : “من يستمع لمصائب غيره تهون عليه مصيبته”

في هذه الحياة يوجد الكثير من الألم و الحزن ، لكن بإصرارك تستطيع تغيير واقعك ، أن ترسم البسمة على وجهك.

بإرادتك فقط ستجعل الحزن مجرّد قصة تقرأ عنه لا واقعا تعيشه.

هل نسرين ستواصل بنفس الطابع والمعمار الأدبي ، أم تغير ولاءها محبة للاختلاف دوما ؟

عن نفسي أعشق التجديد و أكره الرتابة لذلك سأسعى للتنويع مستقبلا  ، ربما ستكون هناك قفزة من القصة القصيرة إلى الرواية ، أو حتى إن بقيت وفيّة للقصّة القصيرة بحكم اهتمامي البالغ بها ، سيكون هناك تغيير في المواضيع المعالجة التي غلب عليها الطابع الاجتماعي في عملي الأول.

الكاتب لسان حال المجتمع أيا كان ذكرا أم أنثى ، ووجب عليه توضيح الحقائق ولو بشكل أدبي سلس ، ما رأيك فى تلك العبارة ؟

بالفعل الكاتب لطالما كان لسان حال المجتمع ، كان في الحرب مجاهدا سلاحه قلمه..  و من واجبه حتّى في السلم أن يسعى لمعالجة القضايا الاجتماعية و الأوضاع المعاشة ، لكن ليس بالضرورة دوما ، فهناك من يميل مثلا لأدب الرّعب و الفانتازيا و الخيال العلمي ، سنجد كتاباته بعيدة عن الواقع.

البيئة تؤثر دائماً في المبدع وهو يؤثر فيها ، ما أضافت لكِ بيئتك المحيطة؟

منحني الوسط المدرسي الإيمان بموهبتي حيث حظيت بتشجيع و دعم زملائي و أساتذتي ، و اعتبرت بعضهم قدوتي في الطموح و الإصرار ، أما عن بيئتي الاجتماعية فهي تقتل روح الابداع للأسف ، حيث تحكمها العادات والتقاليد البالية ، لذلك أردت أن أتحدّى الجميع و أصنع اسما في المجال الأدبي الذي تفتقر إليه قريتي.

إلى أي حد تنحازي إلى الواقع في كتاباتك ، ومتى تشعرين بالرغبة في التحرر من الواقع وإعادة بنائه بخيال ابداعك ؟

لا أدري لماذا أنحاز إلى الواقع المؤلم الحزين بدرجة كبيرة ، رغم أنه يوجد في واقعنا أمور أخرى جميلة تبعث الأمل ، و مواقف سعيدة ، فأختار المعاناة لأنسج منها قصصا من نسج خيالي تحاكي الواقع بنظرتي الخاصة.

إلى أي مدى يساهم المخزون اللغوي للكاتب في تطوير أسلوبه السردي ؟

المخزون اللغوي يساهم في تطوير الأسلوب بشكل كبير ، لأنه لا يمكنك أن تبدع من العدم ، ففاقد الشيء لا يعطيه ، و سيكتسب الكاتب ذلك من البحث في قواعد اللغة و البلاغة ، كذلك معرفة خصائص كل جنس أدبي ، لأنك تجد من لا يفرق بين الخاطرة و القصة ، أو القصة و الرواية ، و أهم شيء هو المطالعة ، لابد أن تقرأ كثيرا لتكتب قليلا.

الكتابة أحد الأوعية والملاذات التي تلجئين إليها ، ما هي مقومات الكتابة التي تؤدي إلى تشريح الواقع؟

لا أخفيك سرّا أن الأدب الواقعي من أكثر الأنواع الأدبية المحببة إلى قلبي ، لأنه يعبر عن المجتمع ، و من مقوماته التزام الموضوعية و تصوير الأمور كما تظهر بالملاحظة ، أو التجربة دون إقحام ذاتية الكاتب، .سرد الأحداث دون تزييف أو تنميق ، مع مراعاة القيمة الأدبية و النقدية للعمل.

هل هناك من مشاريع أخرى في مجال السرد تنحى بنسرين إلى التميز بعد أن خاضت تجربة التأليف ؟

لقد كانت بدايتي مع القصة القصيرة  ، و بحول الله سأعمل على الرواية مستقبلا.

الخوف من التوقف عن الكتابة تدفع البعض للاستمرار، هل لديكِ هذا الهاجس؟

الكتابة هي ملاذي و متنفسي ، أهرب منها لألجأ إليها ، قد أمتنع عن النشر ربما ، لكن لا يمكنني أن أتوقف عن الكتابة حتى و إن كانت بيني و بين نفسي و بقيت حبيسة دفاتري و أدراجي ، لذلك لا أملك هذا الخوف أو الهاجس

كلمة أخيرة لقراء هذا الحوار والجريدة

شكرا جزيلا لك أستاذ بن يوسف على هذا الحوار الشيق ، و تحية خاصة للجريدة على دعمها و إبرازها للمواهب الشابة ، أتمنى أن ترقى مجموعتي القصصية لتطلعات القارئ و تنال استحسانه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق