مبدعون

الكاتب ” علي بن نجوع ” ل “الديوان”:”لا أحب الابتذال و أميل إلى الرمزية السياسية في كل قصائدي الشعرية”

حاوره / أ . لخضر . بن يوسف

علي بن نجوع ، كاتب هاو و عصامي جزائري-أمريكي من مواليد 26 أفريل 1976 بنقرين ولاية تبسة. حاصل على الكثير من الشهادات في ميادين الإدارة، الإعلام الآلي، و الخط العربي. تمرس في العمل الجمعوي و النقابي بمقر ولاية تبسة سابقا أين عمل لأكثر من 15سنة، له عدة أعمال ومؤلفات غير مطبوعة منها ديوان شعري( ديوان إن النجوع) ثلاثة مجموعات شعرية( أناشيد الحقيقة، عناقيد النقمة و لوركا يخرج ليلا) و كتاب في فن المقامات (مقامات النموشي) و رواية ( الطريق إلى الإمبراطورية) كما له عدة محاولات نثرية على النت في عدة منتديات و مواقع و له صفحات و مجموعات في شبكات التواصل الاجتماعي و قناة يوتيوب و التصميم و المونتاج. نال شهادة تعليم الإنجليزية بدرجة جيد جدا من معهد مقاطعة يونيون بولاية نيوجرسي الأمريكية. و لا يزال يزاول دراسته في تخصص العلوم الصحية. و هذا الكتاب (الهادف الفطناسي الزابي) الذي يحكي سيرة بطل محلي مغمور بالشرق الجزائري و الغرب التونسي هو آخر أعماله التي سترى النور بإذن الله في دار توجة للنشر و التوزيع.

متى بدأت الكتابة؟

بدأت الكتابة سنة 1996 لكن بفترات متقطعة و توقفت بعدها لمدة و رجعت بقوة سنة 2007 خاصة مع الطفرة الكبيرة للأنترنت ، و بعدها شبكات التواصل الاجتماعي التي ساعدتني كثيرا على إبراز موهبتي في الكتابة.

من الذي يشجعك على خوض هذا المجال؟

حبي و شغفي بالأدب العالمي عامة و التاريخ خاصة جعلني أكتب.

ما هي طقوسكم في الكتابة وطريقتكم في جمع المصادر؟ وكيف توفقون بين الحياة الأسرية والتأليف؟

لا أكتب إلا إذا زارني الهاجس و لفحني الإلهام بوميضه. أنظم الشعر النبطي و الشعبي أحيانا إذا مررت بتجربة في الحياة هي من تلهمني بأن أكتب ، أكتب في التاريخ بمنهجية مبسطة بطريقة السرد السلس حتى يفهم القارئ بسهولة ، كما لا أحب الابتذال و التصنع في كتاباتي. أميل إلى الرمزية السياسية في كل قصائدي الشعرية.

نلاحظ أن أغلب أعمالكم تتحدث عن تدوين  للتراث والتاريخ ، ما السر في التركيز على هذا الجانب بالذات؟

حبي للتاريخ و لتراثنا الشعبي المتنوع و الغني هو الحافز الرئيسي.

 

حدثنا عن عملك الهادف الفطناسي الزابي – بطل مغمور أهمله التاريخ – من خلال تاريخ العدواني ، خلفياته التاريخية والثقافية ؟

موضوع كتابنا حول هذه الشخصية التاريخية المنسية ؛ رجل غمره التاريخ و تناساه  حتى أبناء جلدته ، من خلال عدم البحث في إرثهم المجيد و ماضيهم التليد ؛ هذا الرجل كان بطلا بأتم معنی الكلمة ، حيث جمع بين الشجاعة و القوة و الدهاء و السياسة.

كانت هذه الصفات قد وضعته بين مصاف الأبطال المخلدين عندنا في كل المجالات. إنه البطل المحلي أصيل منطقة الزاب الغربي بالجزائر الهادف الفطناسي الزابي المتنقل إلی توزر مرورا بعدة محطات و في إمارات مختلفة.

ينتمي الهادف إلى قبيلة فطناسة الكبرى بالشرق الجزائري و تحديدا بمنطقة الزاب الغربي “بسكرة ” حاليا.

نظرا لأثر هذه الشخصية في المنطقة التي لا يعرفها إلا المنقبون جيدا بين طيات المخطوطات و الكتب النادرة ، لا توجد معلومات كثيرة عنه ، إلا ما ذكره العدواني في تاريخه ، و الذي حققه المؤرخ الكبير “أبو القاسم سعد الله” -رحمه الله- و لم يذكر العدواني إلا النزر اليسير حول شخصية “الهادف”.

كانت انطلاقته الأولى من قلب الزاب إلى ربوع قبيلة بني بربار بعد حرب طويلة مع قبيلة “أولاد صولة ” و من بعدها الأتراك الذين تحالف معهم فيما بعد عندما تم تعيينه أميرا على “توزر” ثم إلی قبيلة “الحنانشة” حتی منطقة الكاف ، ثم إلی باجة ومن هناك إلى القيروان ثم إلی تونس و منها نحو منطقة سبيطلة بتونس الحالية ثم إلی توزر عاصمة بلاد الجريد ، أين استقر نهائياً ليؤسس حكماً دام  قرونا عديدة ممتدا من أولاده و أحفاده في إمارة قوية عُرفت بالقوة و الرخاء حتی قدوم الفرنسيين محتلين للمنطقة.

كان ظهوره في فترة زمنية حرجة خاصة في شمال إفريقيا أيام اضمحلال الدولة الحفصية التي شمل حكمها القطر التونسي الشقيق حتی ولاية قسنطينة غربا و ولاية بجاية شمالا و صحراء النمامشة جنوبا ، و كانت فيما بعد سجالا لحروب و ملاحم عديدة كان صانعوها من قوميات مختلفة و إثنيات عديدة كالعرب و الأمازيغ و الترك و حتی الإسبان و الفرنسيين لاحقا.

كما كان السجال بين بعض القبائل العربية الشديدة المراس في الحروب مثل بني سليم  و بني هلال وبني كلاب و عدوان و طرود و النمامشة و الحنانشة و الشابية و من الأمازيغ بني بربار و السقنية و العمامرۃ ؛ كما كان الأثر البالغ للأتراك حينما غلبوا علی كل المناطق العربية و الأمازيغية حتی أواخر القرن التاسع عشر عندما احتلّ الفرنسيون المنطقة بأسرها و حكموها بالحديد و النار.

مشاريع مستقبلية ؟

كتاب يحكي سيرة شاعر شعبي بولاية تبسة و مشروع ترجمة كتاب من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية تطرق فيه صاحبه إلى العلاقات بين أمريكا و الجزائر قبل الاحتلال الفرنسي و بالضبط أيام تسلم الرئيس الأمريكي السابق توماس دجيفيرسون الرئاسة.

كلمة ختامية للقراء

التحلي بالصبر و بالإيمان يقهر كل صعب و يذلل كل مستحيل ، الإرادة و الطموح هي سلاح كل من يريد أن ينجح.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق