الثقافي

بطاقة قراءة لرواية “سنابل وأغلال” للكاتب ابراهيم قاري

قراءة لـ إكرام قادي

يستطيع بعض الكتاب أن يبقوا القارئ مشدوها ومشدودا للرواية طول فترة السرد بغية فهم ملابسات القصة وتفسير أحداثها، وذلك ما استطاعه الكاتب إبراهيم قاري في روايته “سنابل وأغلال”.

تندرج هذه الرواية ضمن أدب الرعب الغرائبي، حيث تقطع ذلك الخيط الرفيع الذي يفصل بين عالم الإنس وعالم الجن فينقلنا تارة إلى عالم البشر وتارة إلى عالم طارش وأصحابه، البناء الفني للرواية آسر وممتع لمن اختار الإبحار فيها..

ﻋﺪﺩ صفحاتها: 232 صفحة.

ﺣﺠﻢ ﺍﻟرواية: متوسط.

ﺩﺍﺭ ﻭﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﻄﺒﻌﺔ: دار خيال ، برج بوعريريج ،الطبعة الأولى 2022

أبواب الرواية:

قسمت هذه الرواية إلى ثلاثة فصول وهي:

1/ برد وحديد:

يرتبط الحديد بالقضبان والسجن والأغلال أي أن شخصيات روايتنا مقيدة بشيء ما يحول دون تحقيق رغباتها وسيرورة حياتها بشكل منتظم وعادي.

البرد يرتبط بالضياع والخوف والتيه وهذا ما كان يعانيه البطل في هذا الفصل. ضياعه في ذكريات غامضة بقيت تؤرقه، سر تخفيه جدته قصة ما تحاول عائلته التستر عنها ولكنها تعبث بأقدراهم، يتجسد جني بهيئة الثعبان الذي أبصره عاطف بطل الرواية في طفولته وبقي متيقينا بأنه لم يكن ثعبانا طبيعيا فتنقلب حياته رأسا على عقب…

2/ خيوط رفيعة من ذهب:

إلى ماذا تحيلنا هذه العبارة يا ترى ؟ لو تأملنا الفرق بين الإطار الزماني لقصص هذا الفصل والفصل الذي سبقه لوجدنا الكاتب قد عاد بنا إلى قصص قديمة لها علاقة مباشرة بما يحدث مع البطل مما يساهم في توضيح الرؤية وتفسير ما التبس في الفصل الأول وهذه هي الخيوط الرفيعة ومن الذهب لأنها تعمق الفهم.

ينقلنا الكاتب إلى وقت الثورة ليسرد أحداثا لها علاقة بعبد الباقي جد البطل و الشريف صديقه هنا تلتبس الأمور على القارئ لماذا عاد الكاتب إلى هذه الحقبة بالتحديد؟ ما علاقة الشريف بالجن والثعبان؟ يبدا بمحاولة ربط الأحداث… يستعمل الكاتب تقنية من تقنيات السرد وهي الاسترجاع… تتضح الصورة بالرجوع إلى سنة 1900 لسرد قصة بهية وأختها والشريف ولدها… عندما يبدأ القارئ بالربط نوعا ما يفاجئنا الكاتب بالعودة إلى 1863 لسرد قصة الصالح والشيخ عبد البصير والبناية العجيبة الذي سيصبح فيما بعد مصدر إلهام المخرج إبراهيم…

3/ بين السنابل والأغلال:

السنابل مرتبطة دائما بقصة بناية الشيخ الصالح في جبل زندل أما الأغلال فلبقاء الجن مسيطرا ومتحكما في حياة عاطف.

ينتقل بنا الكاتب مباشرة إلى سنة 2005 وهنا تظهر شخصيات جديدة في النص الروائي؛ “الشاب عدنان” الشغوف بالمسرح والذي يختار للتمثيل في المسرحية، الكاتب والمخرج ابراهيم والمنتج غوثي…

هنا تصبح قصة وجهة مريدي عبد البصير موضوع مسرحية لإبراهيم.. وهنا تتبادر إلى الذهن عدة تساؤلات: كيف علم هذا الكاتب بأمر الكهف العجيب؟… ليتضح فيما بعد بأن هذا الكاتب على اتصال مباشر بعالم الجن بل أنه يلعب دور الوسيط بينهم لفض نزاعاتهم وأنه يستطيع إدراك ما لا يدركه غيره، تظهر شخصية شهرزاد الفتاة المغامرة التي تحاول فك لغز جريمة ما لتجد نفسها في مسألة معقدة متعلقة ببطلنا الأول عاطف…

في الختام يمكننا القول بأن هذا الجزء ينتهي تاركا غموضا كبيرا لدى القارئ حول مصير عاطف وشهرزاد والسر الذي كان مخفيا عند العائلة طوال هذه السنين وما يخفيه عبد البصير الذي علّم الشيخ الصالح ما علّمه، حتى زهرة التي بقيت طبيعة علاقتها بعالم الجن غامضة والطاهر والقدرة العجيبة التي يمتلكها للتواصل مع الجن… من سينقذ عاطف مما وصل إليه إذا كان هؤلاء قادرين على التواصل مع الجن الذين كانوا سبب مرضه؟ الكثير من الأسئلة ننتظر الإجابة عنها في الجزئين الثاني والثالث…

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق