حوارات
أخر الأخبار

جزائريون يواجهون وباء “كورونا” كأزمة “الأولى” من نوعها في الوطن

"الجائحة" تدخل ولايات الحجر الصحي و تغيّر نمط العيش

إعلاميون، دكاترة، فنانون ونشطاء جمعويّون يبدون آراءهم حول الوضع الصحي بالجزائر جراء فيروس كورونا و تداعياته على المواطنين الذين يواجهون جائحة كورونا  كأزمة صحية أولى من نوعها، غيّرت نمط عيشهم و أثرت على سلوكياتهم  و نفسيتهم .

عماري رضا :ممرض بالمؤسسة الإستشفائية برأس الماء.

أنا كممرض بالمؤسسة الاستشفائية برأس الماء ،أعلم أن فيروس كورونا covid 19  هو عبارة عن مجموعة  من الفيروسات التي يمكن أن تصيب البشر و الحيوانات، حيث تتسبب في أمراض بالجهاز التنفسي مثل:التهابات رئوية، و تتمثل أعراض هذا المرض  في الحمى و الإرهاق، السعال الجاف، و قد يعاني المصاب من الألم، و الإسهال،فرغم هذا أعراضه لا تظهر إلا بعد 14 يوما، و ينقل الفيروس بالعدوى خاصة لدى الأشخاص المسنين و أصحاب أمراض المزمنة، و بصفتنا ممرضين في المؤسسة الاستشفائية لم نتساهل مع هذا المرض و نحن على دراية تامة انه ليس بالأمر الهيّن، فنحن مجندين لأي حالة طارئة وسنكون لها بالمرصاد، رغم نقص  الإمكانيات و الوسائل الطبيبة التي تساهم في مكافحة هذا المرض.

دورنا هو توعية المرضى و ارشادهم إلى الطرق الصحيحة في الوقاية من هذا الفيروس و تتمثل أساسا في غسل الايدي بشكل تام، اضافة الى تجنب التجمعات و الإحتكاك بين الأشخاص، كما نوصي باستعمال القفازات الطبيبة و مطهر اليدين و الكمامات لتفادي إنتشار العدوى .

فمن هذا المنبر ننشاد المواطنين نقول لهم ساعدونا حتى نتجاوز هذا الوباء الذي حل علينا، ابقوا في منازلهم و تجنبوا التجمعات و التعاملات الخارجية.

محي الدين سلطاني :طبيب بعيادة سلطاني. 

كيف بفيروس أن يأجج حربا ضد البشرية …قوة الطبيعة، لا بد من دراسة أعمق واستعداد علمى وجدي لتحدي الظواهر الطبيعية ككل .

الفيروس ظهر في مدينة يوهان الصينية بشكل جديد يؤكد حدوث طفرة وراثية جعلته فيروس غير معروف عند جهاز المناعة للإنسان وبالتالي لا يوجد استعداد مناعي للتصدي ضد هجوم  هذا الفيروس
مما يؤدي الى الانتقال من العدوى البسيطة الى حالات من المضاعفات كالانسداد الرئوي الحاد والفشل الكلوي
فالموت الحتمي طبعا بعدم وجود حل باعتبار نسبة كبيرة من الحويصلات أين يتم عبور الاكسجين وخروج ثاني اكسيد الكربون قد اتلفت وبالتالي حتى وسائل الإنعاش والتنفس الاصطناعي لا يجدي نفعا.
المشكل الذي تواجهه البشرية هو سرعة انتشار الفيروس بالتواصل عن قرب بين الناس وبما انه لا وجود للقاح لحد الساعة فإن العدوى ستستمر مادام التواصل موجود.
ما نراه في الصين وايران والاتحاد الاوربي لا يبشر بخير وكل الارقام بدأت بواحد واثنان الى أن أصبحت لا تعد ولا تحصى
وكذلك بالنسبة للجزائر فالأرقام في تساعد مستمر وعدد الموتى في تزايد وأظن أن نسبة الوفايات مقارنة بعدد الحالات غير متوافق لأن عدد الوفايات ينبيء بأزيد  من الف مصاب نستنتج أن معهد باستور غير قادر  وحده على احصاء كل الحالات المشكوك فيها، وبالتالي الامر على ما يبدو سيخرج عن السيطرة ولابد  على السلطات أن تتدارك الوضع بتوسيع أكبر لمراكز التحليل والكشف عن الحالات الجديدة.
بما أن العلاج غير موجود حاليا فإن حل الأزمة يكمن في تفعيل الحجر الصحي المنزلي العام واتباع مخطط تسيير الأزمة مع مراعات احتياجات المواطنين وخاصة المعوزين وذوي الدخل الضعيف

الدكتور رزين محمد الأمين :أستاذ محاضر بجامعة سيدي بلعباس

في البداية نشكر لكم اهتمامكم بموضوع الساعة، ومن وجهات نظر متعددة. لأن الحقيقة لا تتشكل إلا بتعدد زوايا النظر، و أما المعالجة الاعلامية احادية التصور فلن تساهم الا في رفع درجة الرعب.

نشير الى أن الرعب لا ينتج انسانا بكامل قواه العقلية، كما أن الترعيب تاريخيا يأتي مرتبط بأجندات أيديولوجية معينة. لقد اعتمدت وسائل الاعلام على استراتيجية التخويف من أجل بقاء الناس في بيوتهم، وهذا معقول ومقبول الى حد بعيد
لأن مواجهة مثل هذا الوباء لا تتم الا من خلال مقاربتين الأولى (وقد تم الاعتماد عليها عالميا) تتمثل في ما يسمى بالتباعد الاجتماعي بين الأفراد للقضاء على الفيروس و منع اندلاع شرارة العدوى. اما الثانية فتمثل في مواجهة الفيروس بالمناعة الطبيعية المكتسبة. ولكن، و حتى نتكلم بصدق نقول أن المعالجة الاعلامية لفايروس كورونا المستجد، تبدو غريبة و مريبة بعض الشيء، لأن الأرقام التي تقدم كل يوم أرقاما يتم التركيز عليها من جانب و يتم تورية جوانب أخرى فيها. ناهيك عن الأخبار الكاذبة و الأرقام غير الرسمية التي يتم فهمها بطريقة ترفع درجة الهلع الذي يجرد الانسان من انسانيته. علينا الرجوع إلى أرقام الموت اليومية لأسباب متعددة غير الكورونا لنتعامل مع الموضوع ببرودة عاطفية. صحيح ان المرض جديد ولكن يمكنكم ان تبحثوا عن الارقام بأنفسكم لتكتشفوا أن الانفلونزة الموسمية تحصد اكثر مما تحصده الكورونا، و أن نسبة 4 بالمائة من الوفايات هي نسبة غير صحيحة منطقيا، لأنها نسبة مأخوذة فقط من أصل عدد الحالات التي تم التأكد من اصابتها، عدد الحالات الحقيقية مرتفع جدا، و بالتالي فان نسبة الوفيات أقل من 4 بالمائة.  لقد أثبتت كورونا أن الناس لا تزال تعيش تحت رحمة الرسائل الاعلامية، وهو ما يثبت صلاحية نموذج عالم السياسة الأمريكي هارولد لاسويل، القائل بالتأثير اللامحدود لوسائل الاعلام على الجمهور، لقد راينا كيف أصبح الناس يتهافتون على المواد الاستهلاكية بشكل مرعب و احيانا كثيرة وصل هذا التهافت الى درجة السطو، و هذا ما فضحته شبكات التواصل الاجتماعي مؤخرا. نتصور أن الأمر قد يتطور إلى إجرام حقيقي من أجل الاحتفاظ بأكبر قدر ممكن من المواد الاستهلاكية. لقد كشفت كورونا أنانية الانسان المعاصر، و لصوصية الأنظمة العالمية التي تتغنى بحقوق الانسان. ككلمة أخيرة نقول اقعدوا في دياركم يرحم والديكم، بصح عيشوا حياتكم بشكل عادي بعيدا عن الخوف، ستعود المياه إلى مجاريها قريبا.

محمد ادريسي :صحفي رياضي.

الحقيقة المؤسفة التي يجب أن نقر بها هي إنهزامنا أمام قدرات  هذا الفيروس على الانتشار والتي فاقت توقعات البشر، فكابوس كوفيد 19 أصبح مزعجا لكل دول العالم صغيرة كانت او عظمى ..
ولا ننكر ان بلادنا تسير في الطريق الغير صحيح لمواجهة هذا الوباء إن لم نتقيد بنصائح الخبراء والاطباء فالتزامنا ببيوتنا سيكون الحل الوحيد لمحاصرة هذا الوباء الذي يصيب البشرية اليوم كلها ..فنحن كجزائريين معروف علينا حبنا لبلدنا ووطننا وأهلنا ومن أجل هذا الحب الذي نريد أن نخرج به من هذه المحنة معافين سالمين .يجب علينا البقاء في البيت والإلتزام بإجراء الحجر الصحي .فلنتقيد به طوعا قبل أن نتقيد  ندماً. محمد ادريسي صحفي رياضي.

عبدالله بلوز :صحفي بموقع الشبكة سبورت.

من خلال ما نسمعه من هنا وهناك عبر منصات الإعلام والتواصل الإجتماعي فإن هذا الفيروس ينتشر بين الناس عادة من خلال السعال والعطس أو ملامسة شخص لشخص مصاب أو لمس سطح مصاب ثم الفم أو الأنف أو العينين ، لذلك يجب على كل إنسان أن يحمي نفس من العدوى باتباع ممارسات النظافة الشخصية الأساسية مثل غسل اليدين بشكل متكرر  وشرب السوائل بكثرة وتغطية الأنف والفم بمنديل أو بكوعك عند السعال والبقاء في المنزل إذا كنت تشعر بالمرض خصوصا أصحاب الأمراض المزمنة .
في الأخير هذا الوباء ما هو الا جندي من السماء أرسله الله إلينا ليقيم الحجة علينا … ولن يدركها سوى العقلاء .عبدالله بلوز، صحفي بالشبكة سبورت.

مصطفى دموش: دكتور و باحث في العلوم السياسية.

يمكن تلخيص الوضع الجزائري من الجائحة التي حلت بدولتنا الجزائر من خطاب السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الموجه للأمة والذي يعد من بين صلاحياته الدستورية والمحددة في المادة 84 من دستور 2016 ، حين استطاع  ان يركز على أربع أبعاد أساسية متمثلة في القطاع الصحي ، السلك الأمني والعسكري ، الوعي المجتمعي ، الاعلام والصحافة ، فهذه الفواعل الأربعة تعد الرابط الجوهري في عملية مكافحة فيروس كورونا .
ويعد أفضل وسيلة في الظرف الحالي و في ظل عدم تواجد لقاح ، الالتزام بالقرارات الصادرة من السلطات الرسمية ، وتجنب التهويل ونقل الاشاعة ، والاعتماد على الحجر الصحي والعزلة الإجتماعية وترك أصحاب الاختصاص ، وهو ما يربطنا بمدى وعي المجتمع الجزائري بالثقافة الصحية الوقائية وخطورة هذا الفيروس المستجد.

محمد الأمين الأندلس : صحفي بقناة الانيس تي في .

جائحة كورونا فرضت نمطية جديدة بالمجتمع وسلوكيات مختلفة، البعض يحاول أن يرفض الواقع المستجد ،فرغم الإنتشار المهول للفيروس وسرعة العدوى به، غير أن المقاومين لجدلية الحجر الذاتي يتحدون المنطق المعلن عنه من طرف جميع خبراء الأوبئة وكذا منظمة الصحة العالمية، ما يضطر السلطات لإستخدام القوة واجبار المواطنين الإنصراف لبيوتهم بالولايات المحجورة جزئيا.  وإن استمرت الأرقام على المنوال التي هي عليه سنمسي في غضون أسابيع على كارثة إنسانية ، لن تستثني أي مستهتر وحينها لن ينفع الندم ،فعلا هي فكرة قد تبدو مخيفة.
المخيال العام مزال يتحدث عن الحجر الذاتي ويحاول التوصل لتصور عام مريح فنرى مبادرات عديدة ونصائح وارشادات وتندر بالحال وكل هذا يتجمع ليُكون الواقع المؤلوف ودائرة الراحة المفقودة، فعلا أن البشرية في تحدي مركب ومعقد من جهة تحاول أن تحافظ على نسق حيويتها ومن جهة أخرى تحاول البقاء على قيد الحياة أطول فترة ممكنة ومن زاوية مخالفة، تقاوم وباء لا تملك له علاج، فهل نملك القدرة الكافية للنجاة من المجهول.

وليد عابد :فنان كوميدي.

امر مقلق و مخيف فهدا الوباء خطير  جدا لهدا نتمنى الحيطة و الحذر و الإكثار من التوعية و ان نكون يد واحدة لمكافحة هدا الوباء .

وما يثير الاستياء هو إستهزاء بعض الجزائريين على منصات التواصل الاجتماعي و عدم ادراكهم لخطورة هدا الوباء القاتل حقا لن يصيبنا إلى ماكتب الله لنا، و لكن أيضا الله  تعالى يقول” ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة.”
لذلك يجب علينا أن نأخذ الأمر بجدية والالتزام بجميع أنواع الوقاية المطروحة من طرف المختصين في هذا المجال و الاكثار من الدعاء لرفع البلاء عنا.
كما أشكر جميع زملائي الفنانين   على الومضات الاشهارية التحسيسية التوعوية دون أن ننسى جميع وسائل الإعلام .

لطفي مسيفي، رئيس جمعية  الرقي الثقافي، و ناشط جمعوي

‎فيروس كورونا هو فيروس هش و ليس بالخطير و يمكن مكافحته اذا أخدنا بالأسباب والتدابير اللازمة كمسؤولين و مواطنين وهي معروفة وصارت مألوفة لدى الجميع ، هدا من جهة لا بد أن نعتبر نحن كأمة مسلمة  من هذا الوباء  ونكثر من الطاعة و الدعاء ونحافظ على القيم و نساهم في مساعدة الأخرين حتى يرفع عنا الله هذا الوباء  الخ ..  و بعدها ننتظر ما سيكون بعد كورونا، سياسيا .اقتصاديا، ومن سيقود العالم ؟؟؟

أما عن جمعية الرقي الثقافية تلمسان، أكيد كباقي الجمعيات النشطة، عملنا هو التحسيس ومواساة الناس وطمأنتهم أن هذا الوباء سيزول ومن سنن الله الكونية أنه لا يطول وباء في أمة محمد صلى الله عليه وسلم.  وفي أطار المساعدات أطلقنا حملة لجمع المواد الغذائية من : حليب الأطفال  و الحفاظات  وباقي المواد لتوزيعها على العائلات المحتاجة .

في سياق منفصل، تعكف جمعية الرقي الثقافية تلمسان، على إعداد برنامج متواضع لشهر رمضان . نسأل الله القبول و الشفاء العاجل لمرضانا و ان يرفع عنا هدا الوباء ويقينا شر الداء.

إعداد : لطيفة عبادة

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق