الثقافيحوارات

الديوان في ضيافة مدير إذاعة النعامة الجهوية “طاهر شراد”: “نساهم في دعم التنمية المحلية عبر العمل الجواري الفعال”

بداية نجاح موفقة لجريدة الديوان بالولاية من خلال مرافقتها الهادفة لأي عمل نبيل يرتكز على الموضوعية الإعلامية

أجرى الحوار:  خريص الشيخ

استطاعت الإذاعات الجهوية عبر سنوات متعاقبة أن تفرض نفسها بقوة وتساهم في تغيير المجتمع ورسم مسار آخر في المجالات المختلفة السياسية و الاجتماعية والاقتصادية  والثقافية .. ما جعلها تمثل وسيلة اتصال فعالة لإبراز الحقائق بكل تفاصيلها وأبعادها .

ومن أجل التعرف أكثر على الدور الذي تلعبه الإذاعة كوسيلة للتواصل الهادف تقربت الديوان من مدير إذاعة النعامة الجهوية السيد “طاهر شراد” وأجرت معه حوار شيق تضمن عدة مجالات مختلفة في الجانب الإعلامي الإذاعي.

 *الديوان من هو طاهر شراد؟

من مواليد مدينة سيدي بلعباس حيث كانت البداية بجامعة الجزائر العاصمة حيث درست في تخصص إعلام وعلوم سياسية وبعد حصولي على شهادة ليسانس2002/2001 عملت كمتعاون صحفي بالقناة الأولى وبعدها بإذاعة معسكر2004 ثم بإذاعة سيدي بلعباس كصحفي، منسق لقسم الأخبار، رئيس تحرير ومدير بالنيابة، وفي سنة 2019 مدير إذاعة النعامة الجهوية وهي آخر محطة وقد أكتسبت من خلال كل هذا المسار العملي على تجربة هادفة وظفته في تطوير الجانب الإعلامي.

 *الديوان: بعد تعيينك بالإذاعة الجهوية بالنعامة ما هي الأولويات التي وضعتها كأرضية لتفعيل الجانب الإعلامي الإذاعي مع الطاقم الصحفي العامل معكم؟

 كانت البداية اولا ببناء علاقات داخلية يطبعها الحوار الهادف بعيدا عن الصراعات بين كل العمال لمختلف المصالح، ووضع أرضية لطريقة عمل داخلية والتي تعتبر كمنطلق لنجاح العمل الإعلامي النبيل وفق تصورات موضوعية واخيرا إعادة النظر في الشبكات البرامجية العادية، الرياضية وغيرها

..وهذا ما قد يحفزنا على التغلغل أكثر في مكنونات هذه الوسيلة الاعلامية الجماهيرية لتسليط الضوء عليها وإبراز دورها في التنمية بعملها الجواري الفعال في مجتمعنا الجزائري و الذي يرتكز بالدرجة الأولى على الاحترافية والخبرة الواسعة في الميدان الاعلامي .

 * الديوان: إذاعة النعامة أصبحت فعلا تكسب الأسماع من طرف كامل شرائح المجتمع بفضل ماذا تحقق هذا؟

 تحولت اذاعة النعامة الجهوية من أهم وسائل الاتصال الجماهيرية بالولاية وحتى خارجها وأقواها تأثيرا على نفسية المواطنين والتغلغل إلى حياتهم و مشاكلهم ، بفعل الجهد الذي تبذله وطريقة تعاملها مع هموم المستمعين وانشغالاتهم ، سواء من خلال الروبورتاجات والتحقيقات الميدانية أو من خلال الحصص المباشرة والبرامج التحليلية التي من شأنها نقل صورة الواقع و إماطة اللثام عن الحياة اليومية للسكان و إبراز المجهودات المبذولة في مجال التنمية ا لمشاريع التنموية المنجزة والمبرمجة ، إضافة إلى مسائل أخرى تحمل في لبها ومضامينها الكثير من الأخبار والأفكار التربوية الهادفة .. يأتي هذا في الوقت الذي يشهد فيه العالم تطورات إعلامية وتكنولوجية كبيرة تتعلق بظهور القنوات التلفزيونية المختلفة و الفضائيات بلغات ولهجات متعددة ناهيك عن الأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك والتويتر التي باتت تفرض نفسها بقوة في العالم .

 *الديوان: هل ترون أنّ الإذاعة كوسيلة إعلاميّة حافظت على موقعها في ظلّ عصر الفضائيّات ووسائل الاتصال الحديثة؟

 بالرغم من ظاهرة انتشار الفضائيّات واعتماد الإنترنت كوسيلة اتصال، ما زالت الإذاعة تحتلّ مكاناً واسعاً كوسيلة إعلاميّة، حيث إنّ لكلّ وسيلة إعلاميّة مرئيّة أو مسموعة أو مكتوبة خصائص لا تستطيع أيّ وسيلة أخرى أن تأخذها. وما تمتاز به الإذاعة، هو إمكانية الاستماع إليها خلال التنقّل، أو خلال أداء أيّ عمل في المنزل أو في المكتب دون الحاجة إلى الجلوس المتواصل كما في حال مشاهدة التلفاز. كما أنّ التقنيات الحديثة قد فتحت المجال أمام تمازج وسائل الاتصال والتواصل. وفي عصر الإنترنت يُمكن لك أن تقوم بأعمال كثيرة على الشبكة العنكبوتيّة ومن ضمنها الاستماع إلى إذاعتك المفضلّة.

 *الديوان: كيف استطاعت الإذاعة أن تواكب مختلف الأحداث والأزمات في ظل التعدد الإعلامي؟

 مرت الجزائر بجائحة كورونا والتي من خلالها واكبت إذاعة النعامة الحدث والتي نعتبرها كفترة تكوينية بالنسبة للطاقم الصحفي من خلال كيفية التعامل مع مثل هذه الأحداث وتبليغ الرأي العام بكيفية التعامل مع الجائحة وفق معطيات نأخذها من مديرية الصحة بالولاية وكذا من قبل اللجنة الولائية الخاصة بمتابعة الوضعية الوبائية وبالمقابل كانت تبث حلقات توعوية تحسيسية بإشراك مختلف القطاعات كالصحة، الحماية المدنية، المصالح الأمنية وقطاع التربية حيث تم التنسيق مع مديرية التربية بوضع مخطط زمني لبث دروس أثيرية لتلاميذ أقسام الإمتحانات بالنسبة للطور المتوسط والثانوي بإشراك مفتشين و أساتذة متطوعين وفعلا حققت العملية أهداف تربوية نبيلة.

 * الديوان :كيف هي إذاعة النعامة الجهوية في نظرك منذ انطلاقتها إلى يومنا هذا؟

 بعد هذه التجربة هي في موقع إعلامي متقدّم على الساحة المحليّة، من خلال برامجها المتعددة وكذا كفاءة الطاقم الصحفي العامل بالمحطة والذي يسعى دوما إلى تفعيل الجانب الإعلامي خدمة للمستمع خاصة كما حقّقت خارج الولاية حضوراً متميّزاً، و هي تواكب الأحداث بالتغطية والتحليل، وتسعى لتقديم الأفضل في ظل العولمة والتعدد الإعلامي و من هنا يمكنني القول أنّها تقف في موقع متقدّم بنشر الوعي السياسي والثقافي والاجتماعي والتربوي والتنموي، الخ.

 *الديوان: ماهي المعايير المعتمدة في نظرك لتقييم عملكم الإعلامي عبر أثير الإذاعة؟

 فعلا سؤال جوهري حيث يتم التقييم من خلال المتابعات عن طريق الصفحة الرسمية للإذاعة و عن طريق المكالمات التي تصل إلى المحطة من خلال مختلف البرامج المقدمة و المتنوعة والتي تبث عبر الأثير وهو منطلق التقييم لنجاح مختلف الأعمال الإعلامية.

 *الديوان : هل هناك محطات أخرى للتقييم؟

 هناك جلسات يومية مع قسم الأخبار تحضيرا للعمل اليومي إضافة إلى إجتماعات أخرى خلال بداية الأسبوع وفي نهايته بإشراك الطاقم الصحفي وهي مرافقة ضرورية هدفها تفعيل الجانب الإعلامي  كما تكون هناك إجتماعات خاصة بحالة الطوارئ يتم فيها ضبط كل الأعمال المرتبطة بالحدث.

 *الديوان :حصة مسارات تعليمية هل فعلا حققت أهدافها التربوية وهل يتم إشراك الفاعلين في إعداد برنامج يتماشى مع محتوى المناهج بطريقة ناجحة؟

 حصة مسارات تعليمية هي حصة تربوية يتم من خلالها تقديم عدة مواضيع مهمة للمتعلم والمعلم والأولياء وقد يتم إعداد برنامج يتضمن عدة مواضيع حيث كان البرنامج يبث يوم السبت صباحا وبعدها تم تغيير توقيت البرنامج إلى يوم الثلاثاء مساء ليبقى المشكل المطروح هو غياب ضيوف البرنامج في بعض الأحيان لأسباب مرتبطة بظروف العمل خاصة بالنسبة للمفتشين والأساتذة و قد أشار السيد شراد اننا نفكر مستقبلا في فتح المجال لكل الفاعلين من أجل وضع خارطة طريق مدروسة وذلك بناء على التواصل التشاركي حتى نرقى بالحصة إلى مستويات أفضل وبها نحقق ما نسعى إليه جميعا وهو خدمة المتعلمين بالمرافقة عبر الأثير هذا من جهة ومن جهة أخرى ليس شرطا أن يكون مقدم الحصة له كفاءة تربوية عالية في لقاءته الصحفية من نظري بل بإمكانه أن يتكون ذاتيا بالإستمرارية.

 *الديوان :الإذاعة أيضا لها دور إعلامي مهم في إعلام المستمع خاصة بالظروف المتعلقة بالأحوال الجوية كيف يتم ذلك؟

 فعلا يتم ذلك وفق إتفاقية مبرمة مع الديوان الوطني للأرصاد الجوية وهي منطلق إعطاء كل المعلومات المتعلقة بظروف الطقس عن طريق مد ورقة أحوال الطقس اليومية وعن طريقها نقدم للمستمع كل جديد يومي متعلق بظروف الطقس.

 *الديوان: كيف يتم التحضير للمناسبات المحلية والوطنية؟

 قبل أي مناسبة تتشكل لجنة تحضير محلية يشرف عليها مدير المحطة بإشراك رؤساء المصالح من أجل وضع طريقة عمل تتضمن مختلف الإقتراحات في مختلف الجوانب من أحل دراستها وكذا أيضا من خلال معلومات تصدر من الإدارة العامة وحسب أذواق المستمعين.

 *الديوان: كيف يتم التعامل مع الأخبار المغلوطة والتي قد تبث عبر أثير الإذاعة؟

 نعمل جميعا على توصيل معلومات صحيحة والدقيقة والتي تقدم للمستمع ولكن في بعض الحالات قد تبث معلومات مغلوطة وهنا سوف تتخذ إجراءات وفق القانون الداخلي وهو فعلا ما ركز عليه المدير العام للإذاعة في أكثر من مناسبة.

 *الديوان: كخلاصة للحوار، هل يمكن أن تعطينا الدور المحوري للإذاعة الجهوية؟

  إنها تلعب دور الوسيط بين المجتمع و المواطنين، وحتى بينهم و بين المسؤولين ..إذ لها دور محوري إعلامي في النسيج الاجتماعي الذي ترافقه في كل نشاطاته المختلفة والمتعددة سواء كانت ذات طابع اجتماعي أو ثقافي أو اقتصادي تنموي ، مضيفا أنه لابد للإذاعة الجوارية أن تكون قريبة من المحيط الذي تنشط فيه حتى تستطيع أن تكون مرآة له من خلال شبكة برامجية تعمل بها .. عليها أن تأخذ بعين الاعتبار كل ما يهم المواطن في حياته اليومية انطلاقا من الحي إلى البلدية فالدائرة وصولا إلى الولاية مع الأخذ بعين الإعتبار مقاييس التنوع والتواجد و التوازن في البرمجة التي تواكب كل الفصول و المناسبات ، فهي رفيقة الأفراد في يومياتهم ومرآة لما يجري حولهم من أحداث و تغيرات ، و إذا حدث العكس – يقول شراد – فالإذاعة لا تلعب دورها .. وتكون بعيدة كل البعد عن المحيط الذي تنشط فيه.

 الديوان كلمة أخيرة؟

 اولا كامل الشكر لجريدة الديوان على حواراتها الهادفة وبطريقتها الراقية في التعامل لتبليغ مختلف الرسائل إلى المجتمع عامة وهي بداية نجاح لكم مستقبلا من خلال عملكم هذا.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق