مساهمات

الفانوس.. قـــــــف

عندما ترى أحلامك تدفن جبرا وليس طوعا وآمالك في الدنيا تُعلق إلى حين ولما تقسو الحياة وتشربك من كأس المرارة يأسا وتشاؤما ويلبسك الزمن ثوبا أسودا مليئا بالآهات والهموم والأوجاع، حتما سيبدأ تفكيرك في محاولة التغيير، تغيير المجتمع، المكان وتغيير المحيطين بك بمعنى “الحرقة” لتعيش حياة غنّاءا فيها كل ما لذّ وطاب، فيها الترف والمال والعمل المرجو والمستقبل الذي كنت تتمناه. وهنا نرفع إشارة “قف” باللون الأحمر لنقول حذاري، كل هذه الأجواء ليست لك أيها الحراق، فأنت لم ولن تكون منهم لا اليوم ولا غدا فمهما بقي الإنسان في الغربة فاسمه لن يتغير “الغريب“.

شئنا أم أبينا طريق الحرقة مسلك وعر وهناك لن يجد المرء راحته ولا ضالته فهو قد ترك حتما أما جفت دموعها بكاء عليه وقلبا حنونا يعتصر ألما لفراقه وقد ترك عائلة كان يهنأ باله بوجودها ولن يجد قطعا كل هذا هناك.

 السؤال الذي يفرض نفسه على بساط الفانوس هو: لماذا هذه المجازفة حتى أصبحت الحياة مقابل الموت في قوارب الضياع؟ فبمقدور كل شاب تحويل اليأس إلى أمل ونيل النصر والانتصار وتحقيق المبتغى، فكلمة مستحيل لا توجد إلا في قاموس الضعفاء فالأبطال أبدا لا يصنعون في صالات التدريب بل قسوة الدنيا هي مادتهم الأولية.

انهض ولا تقف ولا تفشل وتعلّم أن السقوط مرة يعني التقدم مرات، فالحياة لا تلتفت إلى الوراء وتعوّد أن تستغني عن ثلاث كلمات لا أعرف، لا أستطيع، مستحيل، ولتجعل وطنك الأم جنة أحلامك وفردوس أمنياتك، فليس لك وطن غيره.

 دحاني أمال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق