مساهمات

الفانوس.. الألم الدفين

دحاني آمال

ونحن في شهر رمضان المعظم يحز في نفسي كثيرا ما يحدث في أرض أصحاب الحجارة يوميا من انتهاكات لحقوقهم وأعراضهم وتشريد لأطفالهم، مجازر، اعتقالات واغتيالات وهلم جر من المعاناة التي يعانيها إخوتنا في القدس الشرقية وقطاع غزة، بناء مستوطنات وتدمير للمنازل وفرض قيود على تنقلاتهم وتنغيص حياتهم وتحويلها إلى شبه مستحيلة إن لم تكن كذلك فعلا.

اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور .. كلها محطات سيشهد عليها التاريخ بخفي حنين عن بيع هذه الأرض وتقسيمها وترحيل أهلها ما شكل النكبة الفلسطينية، الكل يعلم ما لهذه القضية الجوهرية من أهمية في السلام العالمي باعتبار أن هذا الاحتلال نخر الجسد العربي ومزقه تمزيقا وشتت الوحدة العربية بل ووضع أمامها عراقيل ومطبات حتى لا تكتمل، فما أحوج المسلمين خاصة في هذا الشهر الكريم بزيارة لأرض القدس محطة الأنبياء والمرسلين أولى القبلتين وثاني الحرمين الشريفين ومسرى رسول الله في ليلة الإسراء والمعراج، ولكن ما باليد حيلة ؟؟؟.

تنديدات من هنا واستهجان من هناك، قرارات من منظمة حقوق الإنسان تظل جامدة امام تعنت الجانب الآخر العمل بها وقبولها، شعور بالقلق وإدانة الانتهاكات المستمرة على الفلسطينيين، ولكن هل يكفينا هذا؟ هل يكفي أن نقول كلمة لا للاحتلال الغاشم، لا لمصادرة الأراضي، لا للاستيلاء على منازل الفلسطينيين وهدمها، لا لاحتجاز الآلاف منهم، لا لقتل البراءة. الأكيد أنها لا تكفي، فهي قد لا تسمن ولا تغني بل قد لا تُسمع على الإطلاق في ظل تشتت العرب واهتمامهم بأدوار أخرى بعيدة كل البعد عن هذه القضية الأم، فكيف بوسعنا أن نمد يد العون ونحن قد نسينا أو بالأحرى تناسينا اللُحمة العربية التي من المفروض أن تكون خطا أحمرا لا يجب التلاعب به

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق