حوارات

الدكتور لطروش: عيادة سان ميشال وحدها أحصت 4 آلاف مصاب بالسيلياك دون باقي مستشفيات وهران

الدّيوان ترصد معاناة مرضى "العجين" من خلال حوار مع "ضيف الأسبوع"

حوار: م.لخضر

تصوير: بلعظم.خ

استقبلت أمس قناة الديوان DW بمقرها بوهران، الطبيب المختص في طب الأطفال بعيادة سان ميشال بوهران لطروش الشارف، إلى جانب رئيسة جمعية باهية الاجتماعية لمرضى السيلياك سامية بقدار، ونائبتها أوماوي صورية، للحديث عن المرض ودور الجمعية في الوقوف مع المصابين به، وفي بداية الحوار كان لابد من التعريف بالمرض، حيث تحدث في الخصوص الدكتور لطروش عنه بالتفصيل قائلا أنه مرض مناعة ذاتي، يُهاجم فيه جهاز المناعة الأمعاء، وذلك بسبب وجود مادة تسمى الغلوتين، ويؤدي المرض المعروف لدى العامة بـ “مرض العجين” إلى خلل في الجهاز الهضمي ويكون سبب رئيسي في عدم قدرة الأمعاء على الامتصاص، ويصاب المريض به بعدة أعراض منها حدوث آﻻم البطن والتقيؤ والإمساك أو الإسهال.

كما أنه يقول الدكتور لطروش الشارف قد ﻻ يجعل الطفل المصاب ينمو بشكل كاف، ويؤدى إلى فقدان الوزن والانيميا وهشاشة العظام نتيجة لنقص بعض الفيتامينات والمعادن الهامة التي يحتاجها الجسم، وتختلف أعراض المرض من شخص لآخر ويصيب المرض النساء والرجال والأطفال.

وتحدث هذه الأعراض حسب الدكتور لطروش نتيجة لتناول أطعمة معينة تحتوي على الجلوتين، وهو بروتين يتواجد في أطعمة عديدة، منها القمح، فيما يتم تشخيص المرض من خلال بعض التحاليل الطبية وخطوات العلاج تبدأ أولا بالنظام الغذائي، وذكر الدكتور لطروش أنه لا سبيل آخر من العلاج منه سوى اتباع حمية غذائية خالية من الغلوتين والتي تتطلب استهلاك منتجات غذائية لا تتوفر غالبها محليا بسبب عدم اقبال المنتجين على تصنيعها، وإن توفرت مستوردة فأسعارها أقل ما يقال عنها أنها باهظة الثمن لا قدرة للعائلات على تكبد مصاريفها، حسبما أضافت رئيسة الجمعية.

 

الجمعية تتلقى يوميا عشرات الاتصالات الهاتفية لعائلات عجزت عن توفير الأكل “الخالي من الغلوتين” لمرضاها

 

وأكدت ذات المتحدثة أن الجمعية تتقى يوميا عشرات الاتصالات الهاتفية من طرف العائلات التي تحتاج إلى المساعدة سواء لإجراء التحاليل للمصابين من أفرادها والتي تعتبر مرتفعة الثمن سيما وأن المريض قبل تشخيصه يضطر للخضوع لعدد كبير من الفحوصات، التي دعت في الخصوص نائب رئيسة الجمعية صورية أوماوي صندوق الضمان الاجتماعي للنظر في إمكانية تمكين المرضى ذوي الدخل الضعيف من الحصول القيام بها مجانا أو تعويضهم عن نسبة من تكاليفها.

وذكرت رئيسة جمعية باهية الاجتماعية لمرضى السيلياك، سامية بقدار، أن الجمعية تأسست بغرض التكفل بهذه الشريحة المهمشة وإدراجها ضمن قائمة الأمراض المزمنة، وتعمل على مطالبة الجهات الوصية على تخصيص منحة لهذه الشريحة، لتمكينها من اقتناء الأطعمة الخالية من مادة الغلوتين، في ظل ارتفاع أسعارها وضروري فتح وتشجيع الاستثمار في هذا المجال لإنتاج مواد غذائية خاصة بهذه الفئة، للعلم أنه تم إحصاء سنويا معدل 200 إلى 400 حالة سنويا بعيادة طب الأطفال تعاني من هذا المرض المزمن بوهران، لوحدها حسبما كشف عنه الدكتور لطروش الشارف، دون الحديث عن مؤسسة طب الأطفال عبد القادر بوخروفة، وباقي المؤسسات الاستشفائية بولاية وهران والجهة الغربية التي يتنقل غالبية مرضاها إلى ولاية وهران من أجل الحصول على العلاج أو للتشخيص.

 

تقديم طرود غذائية كمساعدة للمرضى ليس حلا أبدا !

 

من جهتها تحدثت نائب رئيسة الجمعية، صورية أوماوي عن قيام الجمعية التي مرت قرابة السنة على حصولها على الاعتماد عن نشاطاتها، التي شملت توزيع طرود غذائية وتنظيم نشاطات لهذه الفئة كان أهمها إحياء اليوم العالمي للطفولة والذي يعتبر الأول من نوعه على المستوى الوطني على شرف أطفال مرضى السيلياك، إلى جانب تنظيم دورة تكوينية لأعضاء المكتب، وتنشيط سلسلة لحملة التوعية والتحسيس لفائدة مرضى السيلياك بالمؤسسات التربوية ودور الحضانة، وفي الخصوص ذكرت الأخيرة أن مسألة توزيع طرود بها مواد غذائية ليس حلا سيما وأن الأمر يتعلق بحياة كاملة لمريض السيلياك ولا يتعلق الأمر بفترة زمنية معينة، ما يتطلب تدخل وزارة التضامن وقضايا الأسرة لمساعدة العائلات التي يوجد بين أفرادها مصابون بالمرض.

من جهة أخرى قامت الجمعية بزيارة كل من عيادة “الأمل” وعيادة “إريس”، من أجل التحضير لتوقيع اتفاقية لتمكين حالات مرضى السيلياك، بإجراء التحاليل الطبية المخبرية بصفة مجانية، وأخرى بتخفيض نسبة معتبرة من رسوم تكاليف التحاليل، والتي كللت بالنجاح، ويأتي هذا نتيجة لعدم تمكن المرضى، من الحالات الفقيرة من إجراء هذا النوع من الفحوصات المخبرية باهظة الثمن، بالإضافة إلى مشاركتها في الصالون الوطني للنكهات حيث خصص جناح خاص لتقديم أهم المنتجات الخالية من الغلوتين وكذا الحلويات ومادة الخبز أين تم توزيع كميات هامة على الزائرين منها من مرضى السيلياك والذين توافدوا على جناح الجمعية بقوة، كما كانت هناك عملية تحسيسية للمرضى بأهمية إتباع الحمية من أجل الحفاظ على صحتهم، إلى جانب تقديم وصفات تتيح لهم كيفية تحضير الحلويات الخاصة بهم لتعويضها بالحلويات العادية.

كما تم تنظيم يوم دراسي لفائدة مربيات روضات الأطفال لتحسيسهن بطرق اتباع الحمية لدى الطفل أثناء تواجده بالروضة

وتزامنا مع جائحة كورونا فقد قامت الجمعية بزيارة لعائلات فقيرة تعيش ظروف صعبة حيث تم إيصال كميات هامة لهم من المساعدات الغذائية، من مختلف المنتجات الخالية من الغلوتين.، ويبقى الهدف الذي تسعى إليه الجمعية حسب رئيستها هو مطالبة وزارتي الصحة والضمان الإجتماعي والتشغيل إدراج مرض السيلياك ضمن قائمة الأمراض المزمنة باعتبار أن تكاليف التحاليل الطبية باهظة الثمن، وتخصيص منحة خاصة لهذه الفئة تسمح لهم باقتناء منتجاتهم الغذائية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق